رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


علشان عرفت أن كل املاكه بقت بأسم ابني وكل تخطيطك راح على الهوا
زمجر غاضبا وعقب بحدة 
إيه حديتك الماصخ ده تخطيط إيه اللي تجصديه لو في حد خطط فهو أنت يا ثريا خدتي الراجل من على مرته وعصتيه عليها وخلتيها موتت روحها من جهرتها لع وكمان اجنعتيه يكتب كل اللي وراه واللي جدامه بأسم ابنك ويچوزه البنية
تهجم وجه ثريا عندما استحضر هو تلك الذكريات البعيدة التي لطالما تشعر نحوها بالحزن والأسى الذي انعكس على نبرتها الآن

حسبي الله ونعم الوكيل
ده اللي عقلك المړيض صور هولك أنما الحقيقة ربنا وحده اعلم بيها وقادر ينصفني
ارتفع جانب فمه ببسمة هازئة وهمس بسره 
تجتل الجتيل وتمشي في چنازته مرا واعرة
في تلك الاثناء دخل يامن برفقة نادين لغرفة الصالون ليجد والدته منكسة الرأس ويظهر الحزن بين على قسماتها ليتسأل بوجل 
في ايه يا امي مالك
نفت برأسها وبالكاد ابتسمت بسمة عابرة واخبرته وهي تنهض 
سلامتك انا هروح احضر الفطار اقعد مع خال مراتك
ليقاطعهم عبد الرحيم وهو ينهض 
لع أنا مش جاعد هروح الترب أجرا الفاتحة ل غالية وبعدين ورايا كذا مصلحة إكده وهعاود في الليل أبيت معاكم واتوكل الصبح بمشيئة الرحمن
ابتلعت نادين غصتها بتوتر بالغ واخبرته بمجاملة عابرة تخالف رغبتها 
خليك أفطر معانا الأول يا خالي ملحقتش أقعد معاك
ربت عبد الرحيم على ذراعها قائلا 
هعاود تاني يا بنت غالية وخليها عشا عاوز وكل من يدك واشوف ليك نفس في الطبيخ كيف أمك ولا وكلك ماصخ كيف المصاروة
تناوبت النظرات بينهم پضياع فهي لا تفقه شيء بتاتا في أمور إعداد الطعام ولم تجرء قط على دخول المطبخ او حتى التجربة ولعلمه بذلك أبتسم هو بسمته المطمئنة ذاتها و حسها انه سيتولى الأمر مما جعلها تتلعثم قائلة بتوتر 
هااا.... اه... حاضر يا خالي هطبخلك احلى أكل
تسلمي يا جلب خالك
ليغادر هو تاركهم يتنفسون الصعداء وتقول ثريا وهي تتنهد بضيق
انا هروح احضر الفطار علشان متأخرش على رهف
ليعقب هو وهو يطالع تلك التي ارتمت على احد المقاعد و تتنفس براحة أكبر منذ خروج خالها 
لأ يا امي متتعبيش نفسك انا ونادين هنفطر برة وبالمرة هروح المطعم اجيب اكل من هناك علشان بليل
أومات ثريا وتحركت لغرفتها بينما نادين أزاحت التوتر الذي سببه خالها لها جانبا وهبت تصفق بحماس وكأنها عادت لطبيعتها لتوها 
اكيد هنروح بالعربية الجديدة مش كده
ابتسم و وافقها ببسمة واسعة 
ايوة يا مغلباني بس بشرط تسوقي بعقل انا مش مستغني عن عمري
هزت رأسها و هرولت تحضر سترتها بحماس ظهر جلي على قسماتها وما زادها غير فتنة بعينه وهي تسحبه للخارج بحماس طفولي وكأنها مازالت تلك الطفلة ذات الجدائل الطويلة التي عشقها منذ الوهلة الأولى.
أما هي فقد دخلت غرفتها بخطوات واهنة والحزن يكسو ملامحها متأثرة بتلك الذكريات البعيدة الذي تعمد عبد الرحيم أن يضعها ڼصب عيناها من جديد لتجلس على طرف فراشها وتلتقط صورة زوجها الراحل وتعود بذاكرتها لما حدث منذ عدة سنوات مضت
فكان والد يامن أحد مزردين المواد الغذائية التي يتعامل معهم عادل من اجل مطعمه وكانوا تربطهم صداقة قوية انعكست عليهم بشكل إيجابي وجعلت ثريا تتقرب منها ويتبادلون الزيارات والمجاملات فكانت غالية شخص مريح غير متكلف بالمرة
وطالما كانت البسمة لا تفارق ثغرها وبعد ۏفاة زوج ثريا لم تتركها غالية قط بل تقربت منها و واستها وتوطدت علاقتهم أكثر ببعض حتى انها كانت تقص لها كل شيء حتى عن مرضها الذي اخفته عن الجميع واولهم زوجها
حاولت ثريا إقناعها أن تخضع للعلاج ولكن غالية لم تقتنع قط وخاصة عندما علمت ان مرضها الخبيث نسبة الشفاء منه لن تتعدى عشرون بالمائة ولذلك كانت تنتظر مصيرها المحتوم بأي وقت مما زاد حالتها النفسية سوء وحين علم عادل بالأمر أصر على خضوعها للعلاج ولكنها تمنعت وبشدة وكان ذلك سبب خلاف دائم بينهم حاولت ثريا حينها أن تخفف عنها ولا تتخلى عنها وتساندها كما فعلت هي حين ۏفاة زوجها ولكن غالية فاجأتها برغبتها حين قالت لها 
أنا مش خاېفة من المۏت يا ثريا بالعكس انا كل يوم بستناه أنا بس اللي مخوفني هو بنتي وعادل هيعملوا ايه بعدي
تنهدت ثريا و واستها بنبرة حزينة متأثرة 
ربنا يخليك ليهم يا غالية بعد الشړ عليك... لو بس تسمعي الكلام وترضي تاخدي جلسات العلاج
ابتسمت غالية بشحوب واخبرتها بيأس 
مش عايزة اتعذب على الفاضي و عايزة أشبع من نادين الكام يوم اللي فضليلي في الدنيا وافضل جنبها مش وسط المستشفيات والكيماوي والعينين
مش يمكن يكون في أمل
حانت منها بسمة باهتة لابعد حد واخبرتها بيأس تمكن منها
ويمكن لأ...
المهم دلوقتي إني هطلب منك طلب واوعي ترديني مکسورة الخاطر
ماعاش ولا كان اللي يكسر بخاطرك
عايزاك أنت اللي تربي
 

تم نسخ الرابط