رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
المحتويات
مبروك يا عريس فرحتلك أنا وولادك كنا جاين نحتفل بعيد ميلادك بس يظهر أنك احتفلت بطريقتك مبروك
زاغت نظراته وحاول التبرير وتقمص دور الضحېة كعادته
رهف انت فاهمة غلط خليني افهمك انا اتجوزتها علشان
تشوف طلباتي
صدر صوت ساخر من فم سميرة ولوت فمها على خنوعه وتبريره لها التي عقبت عليه مستنكرة
طلباتك ده ايه شايفني الفلبينية اللي بتدفعلها بالدولار وبعدين انت خاېف منها ليه قولها أنك كنت ھتموت عليا واتجوزتنى علشان أدلعك بعد النكد اللي عيشتك فيه
اسكت الله يخربيتك
ابتسمت رهف بسخرية ونفت برأسها بلافائدة وعقبت على حديثها وكأن الأمر لم يعد يعنيها
متتعصبش يا حسن هي من غير ما تقولي أنا عارفة كويس اسبابك واظن شرحتها ليا باستفاضة في مرة قبل كده
لتهزأ من ذاتها ومن ذلك القرار الغبي التي كادت أن تقدم عليه لولا رأفة ربها
عارف أنا كنت فاكرة اللي فات غيرك وكنت بحاول اقنع نفسي اعيش معاك علشان خاطر الولاد بس انت رغم ندمك قبل كده إلا أنك اثبت بكل براعة أن اللي فيه طبع عمره ما يقدر يغيره
تحبوا تقعدوا مع بابي يا ولاد تحتفلوا معاه وارجع اخدكم
نفوا الاثنين سويا وهم ينظرون پخوف ل سميرة التي تقف تتخصر وتهز قدميها لترشقها رهف بنظراتها ثم تسترسل
طيب قولوا لبابي كل سنة وهو طيب علشان نمشي
عايدوه الصغار ثم غادرت بهم وهي تبتسم بسخرية مريرة وتهز رأسها بلا فائدة لتثور سميرة عليه ويتعالى صړاخها وكان رده عليها انه زمجر غاضبا ورمى ما بيده وهو يسبها بفجوج منفعل وېهدد بضربها كي يخرسها. ولكن كان ردها عليه قوي يدل على انثى لا يستهان بها فقد قذفته بأول شيء طالته يدها وإن تفاداها انهالت عليه بوابل من الكلمات اللاذعة التي جعلته يلعن الساعة التي أوقعته بها وهو يعجز عن ردعها.
الرابع والأربعون
مرت عدة شهور عليها بروتينية تامة دون جديد وهاهي تدفع عربة المشتريات وتقوم بوضع مختاراتها داخلها حين لمحت تلك السيدة العطوف جارتها تتقدم منها و وحين لمحتها كريمة ابتسمت بسمة عابرة وقالت بنظرات حزينة
الحمد لله ازيك انت يا طنط
الحمد لله على كل شيء بعد اذنك
ابتلعت رهف غصتها وتسائلت وهي تلاحق خطواتها
انت زعلانة مني
نفت كريمة برأسها وهمهمت بنبرة متحسرة
زعلانة من الزمن وعلى حظ ابني
طنط كريمة انا اسفة بس الحاجات دي نصيب وانت اكيد عارفة
هزت كريمة رأسها وعاتبتها قائلة
عارفة يا بنتي بس هو بيحبك وكان امنية حياته تبقى ليه ابني عمره ما كان مبسوط غير لما قربتوا من بعض
هو كويس
تنهدت كريمة بحزن وردت على سؤالها بسؤال أخر وضعها بمواجهة مع ذاتها
بتسألي ليه!يهمك أمره
زاغت نظراتها ونكست رأسها دون أن تجيبها لتزفر كريمة وتخبرها
على العموم هجاوبك أخد قراره انه هيسافر ويسيب البلد وبيحضر في الورق هيرجع تاني لشغله بره مصر
هيسافر!
أومأت لها وأكدت
ايوة يا بنتي علشان يبعد زي ما وعدك
بس انا مطلبتش منه يسافر
من غير ما تطلبي ابني طالما وعدك يبقى عمره ما هيخلف وعده وهو شايف انه علشان يوفي بالوعد ده لازم يبعد
شعرت بالضيق من ذاتها وكادت أن تستأنف حديثها ولكن كريمة استئذنت منها وسبقتها بخطواتها لتضع هي يدها على موضع قلبها الذي ينتفض عاصيا بين ضلوعها وهي لم تتفهم ما الذي يصيبها
تغيرت حياتها بعد انتقالها لتلك الڤيلا التي ابتاعها من أجلها كي ينشأ بها ذكريات مميزة وبالفعل كان يجاهد كي يفعل ولكن يعيقه في التفرغ لها انشغاله بعمله وبأملاكها التي تولى إدارتها من جديد و رغم تقصيره معها إلا انه لم تشعر بالسوء منه فستقبل بأقل القليل وسوف ترضى فطالما كان يمنحها كافة اهتمامه و يغدقها بمشاعر عاشقة تذيب قلبها فلديه ما يكفي من الرصيد بقلبها ويكفي انها تشعر أن كل ما مضى لايذكر مقارنا بسعادتها الآن كونه عاد لها.
فكانت تتململ بفراشها حين تسللت رائحته التي تميزها من وسط ألف رائحة غيرها ابتسمت وهمست والنعاس مازال يسيطر عليها
صباح الخير يا حبيبي
حانت منه بسمة حانية وأجاب وهو يجلس يتأملها كعادة ملازمة له منذ زمن
اصحي خلي شمسي تطلع بنور عنيك
رفرفت بأهدابها واتسعت بسمتها ثم اعتدلت بنومتها وهي تفرك عيناها وإن انتهت وجدت فستان أبيض معلق أمام سريرها انتفضت من نومتها واخذت تتأمله بنظرات حالمة فكان مطرز تطريز بسيط من خامة الستان المتداخل
متابعة القراءة