رواية مكتملة بقلم ميرا كريم
المحتويات
عليها بين احضانها تهدئها وتدعوا الله بسرها أن يرأف بها وبأنين قلبها وينير بصيرة ولدها.
مر العديد من الأيام عليها التي جعلتها اكثر ثقة بذاتها وحفزت حماسها وطموحها من جديد وهاهي تجلس منهمكة بعملها على الحاسوب حين دلفت سارة لمكتبها مستنجدة
رهف ألحقيني
قالتها بتأزم جعل رهف تتساءل بقلق
في ايه يا سارة
أجابتها وهي تجلس مواجه لها
ليه مش فاهمة رفضوا يشتغلوا
تساءلت مستغربة لتجيبها سارة بعمليه
مش ده المهم ...تأهبت رهف بنظراتها لتستأنف الأخرى
مش هينفع اعتذر منه واجازف بسمعة الشركة وعلشان كده لما كلمني معترض على التأخير وعدته هبعتله اشطر مهندسة عندي...
اشطر مهندسة دي اللي هو انا مش كده
هزت سارة رأسها بنعم واسترسلت بثقة
رهف أنا واثقة أنك مش هتخذليني وهتبهري العميل
ابتسمت رهف واجابتها وهي تلهو بقلمها
انا ملتزمة بكذا حاجة الفترة دي بس تمام هروح أشوف المكان وبصراحة الفضول هيموتني علشان اعرف المهندسين اللي قبلي رفضوا الشغل ليه
وحين وصلوا للعنوان المنشود تعجبت كثيرا فكان بمنطقة تقبع بأحد الاحياء الشعبية البسيطة وحتى البناية كانت من تلك البنايات القديمة التي عفى عليها الزمن...مهلا الآن تفهمت سبب رفض زملائها ولكن لا بأس بإمكانها تولي الأمر...فقد فاتت لداخلها بواسطة ذلك المفتاح التي اعطته لها سارة وسلمه لها العميل وبالفعل بدأت في تفقد المكان وكتب العديد من الملاحظات بدفترها وهي توجه العمال كي ياخذون المقاسات اللازمة
الله ينور يا رجالة
ألتفتت لتتأكد بذاتها وهي مفحومة من تلك الصدفة العجيبة التي جمعتهم فمنذ زيارتها لمنزله برفقة سعاد قبل سفرها منذ أكثر من شهرين وهي تتهرب من ذلك الأعتذار التي تدين به ولا تعرف من الأساس كيف سيصدر منها أو تعبر عنه للآن...
معقول الصدفة دي يا بشمهندسة
ابتلعت ريقها واجابته بتحفظ دون حتى أن تكلف ذاتها عناء الابتسام من باب المجاملة
صدفة غريبة فعلا بس كل شيء ممكن يا دكتور...هي العيادة
قاطعها ببساطة وبحركة درامية وكأنه يفتخر بالأمر
ايوة أنا الدكتور البائس صاحب العيادة المنحوسة دي اللي محدش عايز يدق فيها مسمار لدلوقتي
متقلقش بإذن الله هنبدأ الشغل في اقرب وقت
لا براحتكم انا مش مستعجل انا بحب الانتخة عادي وبصراحة حبيت قاعدة البيت
قهقهوا من جديد ولكن تجاهلت دعباته المستمرة وقالت وهي متمسكة بعمليتها وعرضت مقترحاتها
بص يا دكتور أنا عندي رؤية معينة للمكان لو حضرتك عندك وقت ممكن اشرحلك لو لأ هجهز تقرير وافي برسومات واعرضه على حضرتك
لوهلة جمدت خضراويتاه عليها حين باغتته هي بسأم
يا دكتور حضرتك معايا!
هز رأسه قائلا وهو يرفع نظارته الطبية و يدلك منحدر أنفه
اه...ممكن اسمع مقترحاتك
تمام
سارت بضع خطوات وتلمست الحيط الذي تأكله الرطوبة قائلة
حضرتك الحيطان كلها محتاجة تأسيس من تاني... وأنت اكيد عارف أن مشكلة العمارات القديمة كلها أن سقفها عالي وعلشان كده ممكن بعد التعديل ندهنه بلون غامق علشان يظهر اقل ارتفاع ويدي دفئ للمكان... لتؤشر بقلمها لأعلى وتستأنف
و التعرجات لو فضلت باينة في السقف هنستخدم اللون من غير لامعة... لتؤشر لأحد الغرف وتضيف
بالنسبة للأوضة الصغيرة دي هتدهن بلون فاتح علشان تبان اكبر وأوضة الاستقبال فهي واسعة كفاية هنوظف فيها المساحات ونعالج الفراغات على أد ما نقدر وطبعا
هيكون في ربط بين الألوان والفرش والخامات وكل ده تقديره بيكون حسب التكلفة اللي حضرتك بتعلمني بيها...
كان يستمع لها وهو منبهر بعمليتها فمن تقف أمامه للتو يقسم انها خلقت لتكون قوية صامدة وناجحة بكل المقايس لا تلك المرأة الهشة الضعيفة التي شهد على انكسارها فصدق من قال أن القوة الحقيقة تتولد بعد الأنكسار
يا دكتور حضرتك سمعتني
انتشله صوتها المنفعل وخيل له أنها على وشك أن تنقض عليه تفتك به لذلك رد بخفة كي يخفف حدة الحديث
بغض النظر
متابعة القراءة