رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


يقويك...
جعدت حاجبيها المنمقين وتسائلت 
ده يامن خير يا ماما هاتي اكلمه
تنهدت ثريا واجابتها وهي تغلق الخط معه
معلش يا بنتي هو مشغول يا عين امه والشغل متلتل فوق دماغه هيكلمك لما يخلص وقالي ابلغك أنه هيرجع كمان يومين أو تلاتة
احتل الحزن معالم وجهها وتنهدت بضيق فلم تعد تطيق غيابه تريده هنا بجوارها تحتمي به ويطمئن قلبها لقربه انتشلتها ثريا من حزنها مواسية

معلش ادعيله ربنا يقويه
أبتسمت لها بسمة عابرة وأمنت على دعواتها وهي تشعر بإنقباض قلبها لتتسترسل ثريا بحنو شديد
أنا هدخل أحضر الغدا اللي بتحبيه...لونك مخطۏف بقاله يومين ومش عجباني
أومأت لها وتهربت بعيناها منها لتربت ثريا على ظهرها ولم تضيف شيء أخر وتتوجه للمطبخ كي تعد الطعام بينما هي هرولت لغرفتها وهي تنوي أن تحاكيه فقد غلبها شوقها له ولن تستطيع الصبر أكثر لتفتح هاتفها وتضغط على شاشته ولكن لم يجيبها لتزفر بضيق عندما وجدت اشعارت عدة من مواقع التواصل الاجتماعي وعدة رسائل نصية في بريدها الوارد لم تهتم بأي منهم بل كادت تغلقه مرة أخرى لولآ أن تعالى أزيزه وظهر رقم ميرال على شاشته استغربت الأمر كثيرا كون انقطع التواصل بينهم من شهور عدة وحقا كم تمنت أن تفعل هي وتحكيها وتعتذر منها وتخبرها بنهش ضميرها ولكنها لم تكن بالشجاعة الكافية لفعل ذلك
ترددت قليلا قبل أن ترد عليها ولكن دفعها الفضول لتعرف سبب اتصالها لترد بترقب
ميرال
انت فين يا غبية بتصل بيك من يومين وتليفونك مقفول وكنت هجيلك البيت بس الكلام اللي هقولهولك مينفعش حد يسمعه عندك
لم يكن اتصالها فقط غير متوقع بل حتى توبيخها... لذلك ردت مستغربة
انا متفاجئة من اتصالك اصلا و مش فاهمة حاجة
هفهمك ولازم نتقابل ضروري هستناك في المكان القديم اللي كنا بنتقابل فيه بعد ساعة
ميرال طب فهميني انا مش مستوعبة عايزاني ليهلو حاجة بخصوص مواضيعنا القديمة انا...
قاطعتها هي بإقتضاب
لما تيجي هتعرفي يا نادين 
اغلقت معها الهاتف دون أن توضح لها مما جعلها تستغرب الأمر كثيرا ولكن حفزت ذاتها أنها لن تخسر شيء بل بالعكس ستستغل الفرصة وتعتذر منها ولكن ماذا لو كانت تلك مکيدة حاكها اللعېن لها معها!!
وعند تلك الفكرة تخوفت كثيرا فلم تجد امامها سوى حل وحيد وهو مهاتفة نغم وبالفعل هاتفتها وقصت لها كل شيء وطلبت منها أن تأتي للمنزل لتصطحبها انصاعت نغم لها وتحضرت بوقت قياسي واستأذنت ثريا وبالطبع لم تعارض
بل وافقت وأكدت عليهم أن لا يتاخرون وبالفعل خرجوا سويا وانطلقوا بسيارتها للمكان المنشود.
لمي هدومك علشان انا بعت الڤلا
جملة قالها حسن وكان وقوعها على مسامعها بمثابة صاعقة كهربائية نفضتها صاړخة بوجهه
نعممممممممم أنت ازاي تتصرف من دماغك و متخدش رأي في حاجة زي دي
اجابها بقلة حيلة
كان لازم اتصرف...ومكنش في قدامي طريقة تانية انا كمان بعت العربية...علشان اسدد جزء من المرتبات المتأخرة
استشاطت ڠضبا وقالت بسخط
كمان...وصلت بيك لكده وياترى بقى هنقعد فين في الشارع
نفى برأسه واخبرها مضطر
هنقعد في شقتي مؤقتا
نفت بسبابتها وقالت بسخط
عايز تعيشني في الشقة العرة اللي كانت عايشة فيها المسهوكة بتاعتك...ده مش هيحصل ابدا
اقترب منها يحاوط كتفيها يحاول إقناعها
منار معلش إحنا مضطرين لكده وإن شاء الله الاوضاع هتتحسن من تاني...بس انت أهم حاجة تخليك معايا انا مبقاليش غيرك
دفعت يديه التي تطوقها وقالت پحقد
ذنبي ايه اتحمل وهي السبب في كل ده...
خدت فلوسك وبتتنعم في خيرك وسابتك على الحديدة وانت بدل ما تاخد موقف وترجع حقك
روحت طلقتها وريحتها منك
هي رفضت العرض واهانتني ومقدرتش اتحمل
لتقول بتحريض نابع من شدة حقدها
كان في ألف طريقة علشان تضغط عليها واولهم ولادك ... بس أنت اللي مرضتش تسمع كلامي وبدل ما تبلفها بكلمتين وتوصل لاتفاق معاها
روحت بوظت الدنيا وضيعت اخر أمل ليك علشان ترجعلك فلوسك
خلاص اللي حصل حصل ياريت بقى تبطلي زن في الموضوع ده وتفكري معايا في حل علشان نخرج من الأزمة دي
هزت ساقيها بإنفعال ولوحت بيدها بعدم اكتراث قائلة
دي مشكلتك لوحدك يا سونة ومش مضطرة اشاركك فيها طالما أنت ماشي بدماغك
لتتركه وتتوجه لغرفة النوم بقوة تدل على شدة حنقها وسخطها للوضع الراهن بينما هو ارتمي على أحد المقاعد بتهالك يفكر جديا في اللجوء ل يامن كي يعيره المال كي يتخطى أزمته قبل أن يخسر شركته التي تكبد العناء في إنشاءها.
تهادت بسرعة سيارتها عندما وصلت للمكان لتجد سيارة الأخرى مصطفة وتجد صاحبتها تنتظرها مستندة بظهرها على مقدمتها وشاردة بتلك الطلة المبهرة التي ټخطف الأنفاس وتكشف البلد من عليائها
أوقفت محرك سيارتها وتدلت منها بعدما اكدت على نغم أن تظل بالسيارة وتنتظرها...أقتربت من موقعها واستندت بجوارها قائلة
اتأخرت عليك
تنهدت هي ونظرت للقابعة بسيارتها بسخرية وردت
جيباها تحميك...
تناوبت نادين نظراتها بينهم وأدعت الثبات
لأ...أنا كنت انا وهي بنجيب حاجات و...
فر الحديث من على لسانها لتنفخ بقوة وتهدر بنفاذ صبر
بصراحة الوضع مريب وانا شيفاها غريبة انك تكلميني وتطلبي تقابليني بعد كل الوقت ده
أجابتها ببسمة باهتة
هو فعلا مريب... وليك حق تستغربي...انا نفسي
 

تم نسخ الرابط