رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


بها ليتهدل جسدها بين يديه ويتلقفها هو ينزلق بجسده معها ويحيل دون سقوطها ورغم وهنها إلا أنها لم تكف عن الرجاء
أنا قلبي وجعني يا ابني الله يخليك... هيحصلي حاجة وتكون أنت السبب... اهدى وغلاوتي عندك وبلاش توجع قلبي عليكم واللي تقولي عليه هنفذه بس بلاش تبلغ عبد الرحيم وټعذب عادل في تربته
اغمض عينه بقوة وكأنه يحجم شياطينه وتراجع مرغما دون حديث فتفهمت هي وربتت على ظهره بحنو فما كان منه غير أن يرمي رأسه بين أحضانها لتشعر هي بأهتزاز جسده وصوت بكائه المكتوم الذي إن دل على شيء فهو يدل على هول ما يشعر به من حزن فدموع الرجل أكثر صدقا من دموع الأنثى ولن تتساقط إلا لأمر جلل وبالطبع فعلتها كانت كافية بأنشطار قلبه فمن كانت الروح لروحه احرقت قلبه بكل براعة وتعطرت برماده.

أفاقت من شرودها وهي تشعر بدمعاتها الساخنة تنسكب من عيناها تنعي حال فلذة قلبها فبعد انهياره بين يدها نهض بعيون خاوية جف الدمع بها وأصر أن ترافقه ويغادرون المنزل بل المحافظة بأسرها فما كان منها غير أن تسايره فقط على أمل إقناعه والتأثير عليه وخاصة انه اخبرها من بين الحديث أن صديقة نادين تولت أمرها ولم تتركها ورغم قلقها العارم عليها إلا أنه لم يمنحها أي فرصة للأطمئنان بذاتها فقد حاولت وحاولت إقناعه بشتى الطرق ولكن هو ظل على عناده وعندما يأست وعلمت بأمر مغادرة نجل المسيري للبلد أطمئن قلبها و طلبت منه أن تعود لها فلم يمانع واخبرها انه لن يعود معها فقد اخذ قراره ولا شيء سيردعه عنه...مسحت بحنان فوق خصلات نادين ثم دثرتها بالغطاء واطمئنت عليها و وتوضأت وظلت طوال الليل خاشعة لله ترجوه بقلب أم ملكوم ومتحسر على حال ابنائها طالبة من المولى عز وجل صلاح حالهم. 
ساومها كي تبرئه من كافة حقوقها و لدهشته وافقت وأصرت بقوة على الطلاق فما كان منه غير أن ينطق بها ويطلق سراحها فحقا كان يشعر بشعور عظيم من خيبة الأمل فمن خسر من أجلها كل شيء فرت من حياته هاربة تاركته ينعي غبائه وذلك الشيطان اللعېن برأ خطيئته و دفعه دفع كي ينساق خلفها كالمغيب معصوب العينين يشبه الأضحية التي تنساق لنحرها.
فها هو يجلس وحيد ينفث سجائره بشراهة وهو يطالع ذلك الفراغ الموحش بعيون دامية و وجه شاحب و ذقن مستطالة تشابه رجل الكهف...تحيطه هالة من الندم والحزن يرثى لها فكل ما يفعله هو التفكير والتفكير واسترجاع
كل ما مر به إلى ان زال شتاته و وصل لذلك الضوء المنبثق من نهاية النفق المعتم الذي أقحم نفسه به بكل طواعية 
فكان ينعي كل شيء خسارته في عمله والتي تتفاقم يوم عن يوم وصعب عليه ملاحقة توابع خسارته فمن كان يعتمد أن يسانده بالمال انشقت الأرض وابتلعته وكأن القدر تأمر عليه دفعة واحدة...
فحتى زوجته ورفيقة دربه خسرها وانكر فضلها من كانت لا تكل منه يوم بسبب أي ازمة أو مشكلة بل كانت تدعمه بكل الطرق وتساعده بكل طاقتها التي بالفعل استنفذها كاملة وجعلها بعد أن كانت تستجدي حبه واهتمامه أصبحت تمقته ويصعب عليها حتى أن تنطق بأسمه وتنفر حتى أن يلمسها بيده...أما عن ابنائه فقد ادرك انه لا يملك شيء بتلك الحياة أثمن منهم فهم ثمرة عمره التي بكل أسف خرب تربتها الخصبة بيده فحقا يشعر بالخزي من ذاته ومن أفعاله فهو يفتقدهم بشدة وكم يريد أن يدثرهم بين احضانه حد الأكتفاء ولكن كيف وهو يشعر بالخزي من نفسه فبأي حق سيذهب لها بعد فعلته فكم كان يمنى نفسه الآن بأعادة يوم واحد من الماضي كي يشبع حنينه إليهم عندما كانوا 
يهرولون إليه حين عودته من العمل هاتفين بسعادة مهللين لمجيئه ويستقبلوه بشقاوتهم وضحكاتهم التي كان تشعره بالضجر حينها ويتحجج صارخا كونه ينعم بالكثير من الصخب خارج المنزل ولا ينقصه ضجيجهم حينها ويا ليته لم يفعل وياليته لم ينقم على نعم الله حينها وياليته حافظ على ذلك السلام الذي كان يأتي مرافق لربيع بسمتها.
فقد أدرك اخيرا أن هناك خسارات كبيرة الى حد لا خسارة بعدها تستحق الحزن والندم وهو خسرها
 

تم نسخ الرابط