رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


قائلة
كنت...كنت في النادي قاعدة مع صحابي في ايه مالك متعصب ليه كده...
في ده يا هانم 
قالها وهو يرفع الحبوب أمام نظراتها التي زاغت لتوها حين تخلصت من قبضته و جذبته من يده متبجحة
انت بتفتش في حاجتي ليه!
نعم انت هتستهبلي...أنا عايز أعرف بتاخديه ليه من ورايا
أجابته وهي تلوح بيدها ساخطة
يوووه بقى أنت بقيت لا تطاق بجد انا زهقت

تعالي هنا وجاوبيني... 
قالها بسخط عظيم لطالما تشاركاه وهو يقبض على ذراعيها بقوة جعلتها تهدر بوجهه دون أي خضوع وبثقة عارمة
عايز تعرف ليه علشان مش عايزة اجيب ولاد من واحد زيك...عايزهم يجوا ليه علشان يشوفوا فقر ابوهم وقلة حيلته عايزني اجيب ولاد علشان تعيشهم كده...
قالت جملتها وهي تنفضه عنها وتؤشر على محيط المكان بإزدراء
هو ده اللي وعدتني بيه يا سونة هي دي العيشة اللي قعدت توصفهالي وتمدحلي فيها...انت ضيعت كل احلامي بغبائك وسبت واحدة غبية زيك تاخد فلوسك و وقفت تتفرج...
استفزه حديثها بشده لذلك كعادته جبن عن تحمل الأخطاء وألقاها على عاتق غيره متقمص دور الضحېة 
أنت السبب...أنت اللي خسرتيني كل حاجة
حانت منها بسمة هازئة وقالت بإحتقار
غبائك هو السبب مترميش عليا
ليؤكد هو بإنفعال والندم يتأكل قلبه
أنت اللي خلتيني خسرتها وخسړت معاها كل حاجة أنت اللي اقنعتيني أنها مش ضحېة وانها لئيمة وقليلة الأصل وخلتيني بكل غباء أروح اساومها على حريتها...
أجابته بنبرة مستفزة للغاية وهي تلوح بيدها 
وحتى دي معرفتش تعملها وروحت طلقتها بكل سهولة وخلصتها منك...ودلوقتي قاعد تندب حظك زي الولايه وبصراحة بقيت مثير للشفقة
ثارت ثائرته وصړخ بها
أنت ايه شيطان...أنا أزاي كنت مخدوع فيك كده
اجابته بكل برود وثقة وكأن ما تقوله هو المنطق بحد ذاته
وانا كمان اتخدعت فيك واظن كده نبقى خالصين و اللي بينا لازم ينتهي اكرم ليا وليك
جعد حاجبيه وتساءل بتوجس
يعني ايه
يعني أنا مبقتش طيقاك وکرهت حياتي معاك ومش مجبرة اتحمل فقرك...طلقني وياريت بالذوق احسن ما اجرجرك في المحاكم وأخلعك...
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تدخل لغرفتها وتغلق بابها في وجهه تاركته مصډوم...بل مشدوه يشعر أنه يكاد يصيبه ذبحة صدرية من حديثها... فنعم أيها الساخط كل شيء ذهب هباء.
فقد أكرمك الله بالعقل ولكنك لم تستخدمه وأهنت نفسك بأفعالك...
عند وصولهم هرولت من السيارة ما أن توقفت أمام بوابة المنزل الخارجية لتجدها مغلقة لتطرق على الباب الحديدي بكل عزمها وهي تزعق بأسمه بنبرة راجية ممزقة
يامن....ياااااااامن...ماما ثرياااااااااا....ياااااااااامن افتح الباب واسمعني .....يااااااااااامن
لم يأتيها رد سوى من الحارس الذي فتح البوابة وقال بتفاجئ
ست نادين ...البيه والست ثريا مش موجودين ...سافروا
قبضت على مقدمة جلبابه وصړخت پجنون
أنت بتقول ايه هما فين...مستحيل يسبوني ويسافروا أنت كداب هما جوه صح وهو اللي قالك تقولي كده ...صح قول أنه صح....أنطق
كانت تتحدث بنبرة هستيرية ودمعاتها الحاړقة تنهل من عيناها دون هوادة ليؤكد الحارس بقلة حيلة وبتعاطف
والله يا ست هانم ده اللي صار وهما مشيوا وسابوا البيت وحتى سابوا شنط ليك فيها حاجتك والبيه بلغني أول ما تيجي اسلمهالك
نفت برأسها بحركة غير مستوعبة وكأنه لم تستمع لحديثه من الأساس واندفعت بقوة إلى الباب الداخلي للمنزل واخذت تطرق عليه تارة وتضغط على جرس الباب تارة أخرى وهي تصرخ پقهر راجية بنبرة ممزقة تعدت الألم بمراحل
ياااااااااامن ...انا مليش غيرك...يااااامن افتح أنت مستحيل تسبني ....يااااااامن....ماما ثريا...انا مليش غيركم ...مليش غيركم هروح لمين ...هروح لمين...متسبونيش لوحدي ....ياااااااامن....افتح...
متسبنيش لوحدي...متسبنيش لوحدي
قالت أخر جملة وجسدها
يتهدل يفترش الأرض بأنهيار تام جعل ميرال ټحتضنها قائلة بمؤازرة
كفاية مفيش حد جوة يا نادين...
ازاي هونت عليهم...سابوني...أنا مليش غيرهم أزاي سابوني ومشوا أزاي 
شددت ميرال على عناقها وواستها ودمعاتها تنهمر تضامن معها
هندور عليهم...
لتتسأل بضعف وبنبرة مرتعشة تحمل قهر العالم أجمع
وهيصدقني ...هيسامحني...
هيرجعلي...هيرجعلي يا ميرال
هزت ميرال برأسها وحاولت بشتى الطرق أن تهون عنها وتؤزرها ولكن هي أصرت ان تذهب لأي مكان من الممكن أن يتواجد به ولكن بلا فائدة وكأن ذلك اليامن تبخر ولم يعد له وجود...لذلك عادوا سويا لتلك المنطقة الشعبية قاصدين تلك الشقة التي مكثوا بها الأيام السابقة ولكن ما أن تدلت من السيارة بمساعدة ميرال اتسعت عيناها الذابلة وتعالت دقات قلبها حين وجدت آخر شخص توقعت أن تجده بانتظارها.... 
الثلاثون
ما جفت الدموع إلا لقسۏة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
عادوا
 

تم نسخ الرابط