رواية مكتملة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


عارف ان كل املاكك بأسمي مستحيل يعمل كده...
اهدي ومټخافيش انا جنبك يا نادين مستحيل اسيبك

اول مرة تيجي أوضتي من نفسك! كنت عايزاني
اومأت له وأخبرته بتوتر وهي تواليه ظهرها وتجاهد تلك النبضة العاصية بخافقها 
كنت جاية أصحيك
طالع ظهرها لوهلة مستغرب ذلك التغير المفاجئ وهدر قائلا وهو ينهض يرتدي ملابسه 

بس انا صاحي من بدري وعملت رياضة كمان
جعدت حاجبيها المنمقين باستغراب فتلك المعلومة لم تكن تعلمها عنه ربما لأنها لم تنهض باكرا مثله ولذلك لم تلحظ ممارسته للرياضة قط لتخبره وهي مازالت تواليه ظهرها 
انا بكره الصحيان بدري ...بس قولت ألحقك علشان تكون معايا وانا بجرب العربية بس خالي بقى الله يسمحه نشف دمي
ضيق ناعستيه وباغتها بسؤاله وهو ويتذكر جملة عبد الرحيم التي أغاظته 
هو أنت كنت هتخرجي كده بلبسك ده
نفت برأسها واخبرته بملل وهي تقلب عيناها 
لا طبعا انا عارفة تعليماتك كويس انا كنت هلبس بليزر طويل علشان متتعصبش كالعادة
لثوان لم يصلها رده حتى انها كانت تشعر بحركته اثناء حديثه ولكن الآن صوت خطواته يقترب شيء فشيء لتحتبس انفاسها وتغمض عيناها وهي تسير لخارج الغرفة 
انا هستناك برة
لتتأوه بقوة عندما كادت تتعثر بطرف الطاولة التي تتوسط غرفته ولكن يده سندتها 
انت مچنونة 
بتجري ليه
قولت علشان تلبس كنت هستناك برة ............
انا لبست خلاص خليك دقيقتين وأخرج معاك
كادت ان تتذمر كعادتها ولكنها وجدت ذاتها تهز رأسها بطاعة ليبتسم هو ويبتعد كي ينهي ارتداء ملابسه أمام نظراتها الثابتة التي لا تنم عن أي شيء سوى تشتتها
أما هي فظلت ملازمة غرفتها منذ عودتها وحمدت ربها كون زوجة أبيها تبيت اليوم عند والدتها فكانت حريصة للغاية أن لا يراها أحد واكدت على الحارس عدم اخبارها وبالفعل لم يجادلها وكأنه مدين لها باعتذار مسبقا أغمضت عينيها بقوة وهي تدعوا الله ان لا يفتضح أمرها ولكن كيف و محبة تجلس فوق رأسها وتنهال عليها بأسئلتها
ريحي قلبي وقوليلي حصل ايه
وكنت فين ودم مين ده اللي على هدومك
سؤالها الأخير حاز على كافة أنتباهها مما جعلها تنهض تتفقد ملابسها التي نزعتها عنها فور وصولها لتغمض عيناها بقوة وهي تشعر بتقريع الضمير مما أصابه بسببها لتقرر أن تحدثه تطمئن عليه وبالفعل تناولت هاتفها وطلبت من محبةبلطف
داده انا كويسة ومحصلش حاجة متقلقيش........ هحكيلك بعدين بس ممكن تسبيني دقيقة لوحدي
انصاعت لها محبة وغادرت وهي تهز رأسها بعدم رضا بينما هي نقرت على شاشة هاتفها وطلبت رقمه وانتظرت بتوتر بالغ أن يجيبها
في تلك الأثناء كان هو ممدد على فراشه يستجدي النوم كي يهرب من تساؤلات شقيقته التي صرعت بها رأسه وهلعها منذ رأت هيئته الرثة حين عاد للمنزل ولكنه طمئنها واخبرها انه شجار بسيط وجرحه سطحي وقد تم تقطيبه ولا داعي للقلق لتتركه بمفرده كي ينال قسط من الراحة التي لا يعلم أين السبيل لها بعد ما حدث زفر في ضيق وهو يتناول هاتفه وعلم هوية المتصل لينتفض من فراشه ويظل يمسد جبهته بتردد كبير حسمه بقوله وهو يفتح الخط 
خير حضرتك
ابتلعت غصتها وتسألت وهي تشعر بخزي من نفسها 
أنت كويس
تمام
وچرح ايدك 
قولتلك بسيطة كلها كام غرزه مش مستاهلة
انا كنت قلقانة وحابة اطمن عليك
ألجمه حديثها و لا يعلم بما يجيبها لتستأنف هي بعرفان 
انت حد جدع اوي وانا بجد آسفة
قالت جملتها و كادت تغلق الخط لولآ انه باغتها بأخر شيء توقع ان يصدر منه 
بلاش ټأذي نفسك
فرت الدموع من فيروزتاها أجابته بنبرة مخټنقة بعبراتها يسودها اليأس
نفسي ملهاش قيمة عندي ولا عند أي حد
زلزلت قاع قلبه للمرة الثانية وظل يتسأل لم كل هذا اليأس ولم فضوله اللعېن يدفعه لاستكشافها حقا لا يعلم كل ما يعلمه أنها خالفت توقعاته وأثبتت له كالجميع انها ليست محل ثقة.
بكرر اسفي مرة تانية ...
جملتها تلك انتشلته من مداهمة افكاره وإن كاد يجيب اغلقت الخط دون ان تنتظر رده مما جعله يلقي بالهاتف بجانبه ويلعن تحت انفاسه فحقا هي تشتته للغاية فماذا يفعل هل يخبر ابيها وينصاع لرغبة ضميره أم يصمت كي لا يضعها بموقف سيء يزيدها سوء على سوءها
ظل يطالعها بنظرات كارهة وهو يحتسي كوب الشاي الخاص به مما جعلها تسأله بنبرة جادة لا تحمل شيء من الود 
خير يا عبد الرحيم أيه سر الزيارة المفاجئة دي
غص برشفته وسعل بخفة ثم قال بخبث
واه ده دار چوز خيتي الله يرحمها واچي وجت ما حب يا ثريا
حانت من ثريا بسمة هازئة وقالت متهكمة 
هو انت كنت بتجي بيته تسأل عليه وهو عايش علشان تيجي بعد مۏته ... ده انت ياراجل مكلفتش خاطرك وحضرت دفنته
احتدت نظراته بمكر وقال متحججا
جولتلك كان حداي مصالح واعرة ومجدرتش أدلى وجتها
لوت ثريا شدقيها وقالت متهكمة 
انت مجتش
 

تم نسخ الرابط