رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ

موقع أيام نيوز


التي جلست تتابع التلفاز وشغلت عنه فترك مكانه وابتعد عن سمعها وهو يبتسم بزهو لاتصال صافية به ويفكر بأنها حتما تهاتفه لتعتذر إليه وتطلب مغفرته وعودته بعد هجره إياها شهرا كاملا وهنأ نفسه لفوزه برهانه ضدها وأجابها قائلا
.. أخيرا افتكرت إن ليك زوج يا صافية وأنك غلطتي فيه عموما أنا مش هحاسبك على حاجة دلوقتي ما دام اتصلتي علشان تعتذري و...

أغمضت صافية عينيها لسماعها صوته المتعالي وهزت رأسها استنكارا لقوله وابتسمت ساخرة على إصراره على التبجح وأردفت لتمنعه من الاسترسال في ظنونه الواهية
.. بس أنا متصلتش علشان اعتذر لك يا فهمي ولو كنت فاكر أني بكلمك علشان أقولك حقك عليا وأرجع لي وأني مش قادرة أعيش من غيرك فاسمح لي أقولك أنك غلطان علشان أنا متصلة بيك أقولك أني مش عايزة أكمل معاك يا فهمي وزي ما دخلنا بالمعروف خلينا نفترق بالمعروف و...
نجحت بإثارة جنونه فصړخ قائلا بصوت هادر
.. أنت بتقولي أيه يعني أنت مش متصلة علشان تعتذري لي على كلامك اللي قولتيه ومتصلة علشان تبلغيني أنك عايزة تطلقي دا أنت أتجننتي على كبر بقى يا صافية وعقلك طق منك.
جذب صوته العالي انتباه حنين التي تركت مكانها سريعا ولحقت به ووقفت بجواره وهي تحاول جاهدة إخفاء سعادتها لطلب صافية الطلاق وودت لو تختطف الهاتف منه وتقبل صافية فهي وفرت عليها الكثير بخطوتها تلك ووسط بهجتها ونشوتها لم تلحظ حنين ڠضب فهمي ووعيده لصافية التي لزمت الصمت تماما في انتظار انتهائه من ټهديدها وزمت شفتيها ما أن أدركت من ملامحه أنه لا يرغب في طلاقها فعقدت حاجبيها ورمته بنظرات ساخطة ومدت يدها وسحبت الهاتف منه عنوة وأنهت الاتصال ووقفت أمامه بتحد بينما اتسعت عينا فهمي استنكارا لفعلتها وأمام نظراتها المتعالية التي جعلته يدرك بأنه يقف أمام فتاة لا يستهان بها فأشاح بعينه عنها واتجه إلى غرفته نازعا منامته پغضب وتبعت حنين خطواته بروية وعلى ثغرها ارتسمت ابتسامة تشفي ووقفت أمام باب الغرفة تتابع خطواته العشوائية ما بين المرحاض وخزانة الثياب وحين أنهى ارتداءه لقميصه عقدت ساعديها أمامها وسألته بصوت حاد
.. ممكن أعرف سيادتك هتسيبني لوحدي ونازل رايح فين 
زفر فهمي بقوة وأهمل إجابة سؤالها والتقط مفاتيحه واتجه صوب الباب لتعترض حنين طريقه مردفة
.. على فكرة أنا سألتك ومنتظرة تجاوبني يا فهمي ولعلمك أنا مش هسيبك تنزل من غير ما أعرف أنت رايح فين وناوي على أيه  
رفع فهمي حاجبه ساخطا من لهجتها الآمرة وأردف بصوت حانق
.. أبعدي عن طريقي يا حنين علشان مش مزعلكيش وكفاية الحركة اللي أنت عملتيها معايا وصدقيني لو حد غيرك كان فكر بس إنه يسحب الموبايل من أيدي زي ما عملت أنا كنت كسرت عضمه وخلصت عليه.
ذكية هو أقل ما يقال عنها ففي لحظة واحدة حللت ما فعلته وردة فعله عليها وأدركت أن عليها التراجع عن تصرفها السخيف معه وإصلاح سوء فعلتها قبل أن تزداد الأمور سوءا فمدت ذراعيها وأحاطت عنقه واقتربت منه حد الالتصاق وعقبت بصوت لونته بإغرائها المتعمد
.. طب بالذمة أنت مصدق أنك ممكن فيوم تزعلني حقيقي يا فهمي أنت فاكر أني ممكن أزعل منك ولا حتى أخاف طب أزاي وأنا بحبك وعارفة أنك بتحبني ومتأكدة أني مش ههون عليك عموما أنا عارفة إن مكنش يصح أخد من أيدك الموبايل ولا حتى أني أمنعك تتكلم معاها بس أنا مقدرتش أقف أتفرج عليك وأنت واقف تتحايل عليها علشان تفضل معاك وهي مصممة على الطلاق طيب قولي كنت عايزني أعمل أيه وأنا شايفة جوزي حبيبي ماسك فمراته اللي مش عايزاه ومش حاسس بقلبي اللي مولع من الغيرة.
غلبته وأذهبت بعقله واستعادت تملكها لزمامه بكلماتها وغنجها بعدما كادت تخسر ما حظت به بل وزادت من تدللها عليه بتقبيلها جانب شفتيه وهي ترمقه بين الحين والآخر بحزن مشوب بالرغبة ولم تمض إلا ثوان وكان فهمي قد فقد سيطرته ومال عليها وحملها مستديرا لداخل غرفته ومتناسيا تماما أمر صافية.
وفي مقهى الجامعة جلس سيف برفقة أصدقائه يظن أن بتواجده معهم سينسى ما دار بينه وبين حبيبة بعدما قص عليها حواره مع والدته فهو لم يتخيل قط أن ترمقه بسقم حبيبة وهي تقول
.. أنت واعي يا سيف للكلام اللي قولته واعي أنك ساعدت بكلامك وموقفك السلبي على كسر والدتك بصراحة يا سيف أنا مش مصدقة أن قلبك جاحد للدرجة دي بقى معقول تبقى عارف إن والدك أتجوز واحدة تانية ومحاولتش حتى تتناقش معاه وتفهمه إن والدتك متستحقش منه كده بس هتتناقش معاه أزاي وأنت كنت بتبتزه وبتطلب منه حاجات زيادة علشان تفضل ساكت ومتتكلمش يا قلبك يا أخي أنا مش فاهمة أنت أزاي جالك قلب تعمل كده وتبقى عادي لأ وزعلان إن والدتك مصممة على الطلاق وأنها بطلت تتكلم معاك وبعدت عنك طب
 

تم نسخ الرابط