رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ

موقع أيام نيوز


وربنا مبارك فيه كل ما هنالك أني راجع حران فقلت أقعد شوية مأجرمتش علشان تقفي تفتحي لي تحقيق.
تجهمت لجفائه وتساءلت لما عليه أن يحرجها بكلماته التي تشعرها بأنه يستثقل الحديث إليها لما لا يجيبها بما يطمئن قلبها عليه أكثير عليها أن يجيبها ولو لمرة بكلمة طيبة ولو على سبيل الصدقة
تابع فهمي شرودها بحيرة تبدلت سريعا لضيق فناداها بصوت عال أجفلها وهب عن مكانه وابتعد عنها متجها إلى غرفته وهو يلقي عليها أمره بخشونة كما اعتاد قائلا

.. حضري لي الغدا على ما أغير هدومي يا دوب أتغدى وأنزل.
تعجبت لأمره فمن أين أتى ليذهب ألم يتذمر قبل قليل من حرارة الجو الخانقة لذا لم تكبح صافية نفسها تلك المرة كما اعتادت أن تستمع له وتنفذ دون اعتراض وسألته
.. هو أنت لحقت ترتاح يا فهمي طيب على الأقل آخر نفسك نص ساعة يكون سيف رجع و... 
الټفت إليها بحدة ورماها بنظرة ڼارية رافقها بصوته الحانق
.. وهو من أمته بتسألي فاللي ميخصكيش يا صافية أنت مش عارفة أني مش بحب حد يسألني رايح فين ولا راج منين وبعدين أنا حر أخرج وقت ما أحب وأرجع على كيفي ولا أنت ناوية على آخر الزمن تعملي لي فيها ست البيت وعايزة تحاسبيني وتمشيني على مزاجك.
زاد غضبه من لا شيء وكاد يتجه إليها ليفرغه عليها ولكنه تراجع وولاها ظهره وهو يتنفس بقوة وولج غرفته موصدا بابها بقوة أما صافية فتجمدت تترقبه بحذر بأنفاس حبيسة خۏفها وحين تراجع أطلقت سراح أنفاسها وحمدت الله فهي لا تدر إلى أين كانت ستفر إن قرر الفتك بها فهو دوما يفوز وينال منها صاڤعا إياها بيده ولسانه غير مهتم بأي مكان كانوا فيه
ظلت صافية مجمدة الجسد بلا حراك للحظات تتساءل لماذا ارتضت على نفسها أن تحيا تلك الحياة الراكدة معه لماذا غضت الطرف عن أفعاله وطبعه القاسې وعنفه المفرط في كثير من الأحيان معها هل لأنها اعتادت رؤية عمها مرتضى يصب جام غضبه على والدتها التي كانت تكفكف دموعها سريعا وتهرع لمراضاته! أيا ترى أذعنت لأفعال فهمي معها بسبب نشأتها فهي ولدت يتيمة الأب وعاشت في كنف عمها فاعتادت أن تمتثل لكلماته هربا من تعنيفه وعقابه لها أطرقت برأسها وزفرت بقوة لتقر بصدق أنها قنعت بتلك الحياة وغضت بصرها عن كافة الإشارات الواضحة من أجل أبنائها وهربا من الفشل حين تجلت الحقيقة التي كافحت لتخفيها هزت صافية رأسها پانكسار وهمست بقلب مكلوم
.. لا يا صافية خليك صادقة مع نفسك أنت اللي قبلت تعيشي الحياة دي مع فهمي رغم أنه كان واضح من الأول أنه مش بيحبك متنكريش أنه شافك البنت الضعيفة مکسورة الجناح اللي بتقول حاضر وطيب وعمرها ما قالت لأ على حاجة والأهم أنه حس أن ملكيش لا ضهر ولا سند يقف له بسبب تصرفات عمك مرتضى اللي قعدك من المدرسة وباعك أول ما فهمي طلب أيدك كأنك بايرة ومعيوبة علشان يخلص من مصاريفك وأتحجج أن بابا الله يرحمه لو كان عايش كان هيوافق على جوازي علشان البنات مسيرها للجواز لأنه سترة ليهم وبعد الجواز كان خلاص معدش في رجوع ولا طلاق دا حتى الشكوى كنت بتتحاسبي عليها ولا ناسية اللي عمله عمك معاك لما رجعت بعد شهر مضړوبة قام مكمل عليك ضړب وقالك 
.. فهمي جوزك له الحق يعمل ما بدا له يضربك يربيك من أول وجديد وأنت ملكيش أنك تشتكي ولا أنت عايزة تطلقي والناس تاكل وشنا ويسألوا بنت الروايدة أطلقت بعد شهر جواز ليه فوقي يا صافية وأرضي باللي ربنا كتبه ليك وبلاش تتبطري على النعمة لتزول منك وبعدين أنت اللي زيك تبوس أيدها وش وضهر إن راجل زي فهمي اتجوزها ومستتها ولا أنت مش شايفة العز والنعيم اللي أنت عايشة فيه.
محت صافية دمعة هربت من مقلتها وهمست
.. ياريتني ما سمعت كلامك يا عمي وياريتني ما عملت حساب لكلام الناس ولا لنظرتهم ليا.
تنهدت بندم واستدارت لوجهتها تدرك أنها الملامة فهي من سعت لخداع نفسها بصمتها سنوات على ظلم فهمي ومرتضى  من قبله ظنا منها أن كل شيء سيتغير يوما معها.
في حين كان فهمي يواجه صراعا من نوع آخر فمنذ نحو الساعة وهو يزجر نفسه لتراجعه عن قراره بأخبارها بما لديه فتلك حياته التي أضاعها بالعيش معها وهو لا يحمل لها أي مشاعر فزواجهما تقليديا بحتا كونها كانت المرشحة المثالية لتكون زوجته من قبل والدته لطيبتها التي وصلت حد السذاجة وإلى جانب هدوئها كانت مطيعة صغيرة السن دون تجارب أو خبرة في الحياة هو لا ينكر أنها كانت جميلة الملامح ذات يوم ولكن الآن وبعد زواج تخطى حاجز الخمسة وعشرين عام باتت باهتة مترهلة الجسد مستهلكة القوى بين تأدية واجباتها نحوه ورعاية سيف ومتابعة ريتاچالمتزوجة حديثا زفر فهمي بنزق بعدما منح نفسه وسام الضحېة الأول
 

تم نسخ الرابط