رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ

موقع أيام نيوز


بعد مرور نحو الساعة وحين اطمأنت حنين لنوم زوجها جلست تفكر بأنها إن كانت استمعت لنصيحة والدتها وتعاملت معه بجفاء وغلظة لكانت خسړت بالتأكيد ولكن دلالها وتحببها إليه هو ما جعلها تفوز وتنال غايتها فبعد إدراكها رغبته بالحفاظ على زوجته الأولى وتردده بإخبارها بزواجه الثاني علمت أن عليها التعامل معه بحنكة وحذر لتنحي صافية عن طريقها ويلبي لها فهمي مطالبها دون أن تبذل أدنى مجهود أما العناد والتمرد فمن المؤكد أنه سيجعلها تتصادم مع حائط صد وهو ما لا تريد حنين مواجهته.

لم تدر صافية لما شعرت بالحاجة لرؤية ابنتها والاطمئنان عليها فغادرت بعدما أنهت أعمال منزلها واتجهت لمنزلها تحمل الكثير من الطعام المفضل لابنتها فاستقبلها عمير بالترحاب وابتسم وهو يشير إليها لتجلس وتستريح فمدت صافية يدها نحوه بما تحمله وهي تدعو له بصلاح الحال فنظر إليها بعتاب وأردف
.. طب ليه يا أمي هو أنا مش قلت لك بلاش تتعبي نفسك وتجيبي حاجة
ربتت صافية على كتفه بحنو وهي تحمد الله بأنه خالف ظنونها ومخاوفها وأردفت
.. تعبك راحة يا عمير وبعدين أنا معملتش حاجة دول شوية حاجات من اللي ريتاچ بتحبهم إلا صحيح هي ريتاچ فين
أخبرها عمير وهو يتجه إلى المطبخ بأنها ترتاح قليلا وأنه سيوقظها فأومأت وجلست وهي تجول بعينيها في المكان وهزت رأسها بأسف لرؤيتها إهمال ابنتها الواضح بالعناية بمنزلها لم تمض إلا ثوان وعاد عمير وجلس أمامها بوجه عابس فأدركت أنها رفضت الاستيقاظ كعادتها وابتسمت بحرج وأردفت وهي تقف
.. طيب أنا هستأذن علشان متأخرش ولما تصحى ريتاج أبقى خليها تكلمني.
غادرت صافية وقد تجلى الحزن على ملامحها وهي تفكر بحال ابنتها وهمست بأسف
.. أنت السبب يا فهمي فضلت تدلع فيها وتديها ففلوس من غير حساب وكنت كل ما أقولك خليها تتعلم أزاي تشيل المسؤولية تقول لأ بنتي ملكة أهي الملكة طلعت مهملة فبيتها ويا عالم المستخبي أيه
أكملت صافية سيرها وأسفها يزداد مع كل خطوة تتمنى لو كانت حظت بالفرصة مع ريتاچ ولكن كيف وفهمي كان يقف لها بالمرصاد ولا يسمح لها أن تنفرد بها وحين شبت كانت الفرصة لإصلاحها قد ولت ولم يعد للحديث معها أي جدوى ومع ذلك حاولت تغيير طباع ابنتها وتقويمها رغم الصد الذي قابلته منها ولكنها لم تستطع منع نفسها من الخۏف عليها فالحياة دوما ما تختبر الجميع وهي تخشى من قلبت الحياة عليها تاهت صافية بدوامة أفكارها لينتشلها منها صوت رنين هاتفها فأجابت اتصال ابنتها ولكنها لم تجد الفرصة لتتفوه ببنس كلمة إذ أمطرتها ريتاچ بسيل من الكلمات الغاضبة
.. ماما هو أنا مش قلت لك كذا مرة بلاش تيجي من غير ما تتصلي حصل ولا محصلش بصراحة أنا مش عارفة أنت ليه مش عايزة تفهمي إن كل واحد بقى له خصوصية ومش معنى أنك والدتي يبقى تيجي وتروحي على بيتي بمزاجك وف أي وقت لو سمحت بعد كده أبقي أتصلي.
بهتت ملامح صافية وتجمدت ساقيها ووقفت بمحلها لا تصدق بأن ابنتها تفوهت بتلك الكلمات إليها فأطرقت برأسها وأردفت باعتذارها وهمت بإنهاء الاتصال ولكنها تراجعت حين صدح صوت ريتاچ تقول
.. أنا عارفة أنك زعلانة من كلامي بس أنا لو معملتش معاك كده بيتي هيبقى ساحة لأي حد يجي وقت ما هو عايز ودا اللي مستحيل أقبل بيه.
لم تفهم صافية مغزى كلمات ابنتها فسألتها بحيرة
.. يعني أيه يا ريتا...
قاطعتها ريتاچ بنزق
.. يعني لو أنا سمحت لك تيجي عندي فأي وقت بمزاجك يبقى لازم أسمح لحماتي هي كمان تيجي على وقت ما هي عايزة لكن كده لما تعرف أنك مبتجيش تزوريني إلا بإذن واتصال قبلها هتفهم إن قبل ما تيجي لازم تتصل والأهم أن البيت بيتي أنا وأنا بس اللي أحدد مين يجي وأمته إنما لو سبت الأمور عايمة مش بعيد ألاقيها بتقول دا بيت ابني وشوية شوية تبات وتجيب بنتها وأحفادها ويبقى بيتي مشاع.
أبعدت صافية هاتفها عن أذنها وحدقت به لا تصدق أن ابنتها تمتلك هذا الجحود بداخلها فهي تعاملت مع وسيلة والدة عمير ولمست مدى طيبتها ونبل أخلاقها وأحست بأن الله أكرم ابنتها بوالدة ثانية ولكن أن تقابل ريتاچ محبة تلك المرأة وحنانها بتلك القسۏة فهذا عقوق وهي لن ترتضي أبدا أن تكون ابنتها السبب في عقوق عمير لوالديه وشقيقته فهتفت برفض
.. أيه الكلام اللي بتقوليه دا يا ريتاچ هو أنت عايزة تمنعي الحجة وسيلة أنها تيجي بيت ابنهايعني يرضيك لما أخوك سيف يتجوز مراته تعمل فيا اللي أنت بتعمليه دا هتقبليها عليا
أجابتها ريتاچ بتذمر وبلا مبالاة
.. والله يا ماما كل واحد حر فبيته يعمل فيه اللي هو عايزه وطالما راحتها فكده يبقى حضرتك متزعليش والمفروض تحترمي رغبتها وبعدين ما أنت عندك بيتك وحماتي عندها بيتها ما تخليكم فيه ولما تحبوا تشوفوا أولادكم يبقوا هما يزروكم بدل
 

تم نسخ الرابط