رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ
المحتويات
لتحمله إياها كل تلك السنوات كونها زوجة تقليدية بلا روح أو طموح كل ما يشغلها إعداد الطعام وتربية الأولاد والاهتمام بالمنزل وتمنى لو كان بإمكانه مواجهتها بمثيلاتها من الزوجات اللاتي يخطفن العين بمظهرهن البراق وجمالهن الأخاذ فجأة شقت ابتسامة ساخرة شفتيه وهو يفكر بزوجته الريفية تحاول تقليد إحدى نساء المجتمع لتتحول ابتسامته إلى ضحكة عالية متهكمة فهي ستفشل فشلا ذريعا فصافية ينقصها الكثير لتكون أنثى ترضيه كرجل.
.. ترضيك إيه بس يا فهمي بشكلها دا يا راجل وهو في ست عدت الأربعين هتقدر تسعد راجل متطلب لسه شباب زيك عايز يعيش حياته! وبعدين دي واحدة مش بتفكر غير فالمطبخ والأكل والغسيل وتنضيف البيت يبقى هتفكر ترضيك طب أزاي
.. مالك يا فهمي قلقان من أيه معقول تكون خاېف من صافية لا أجمد كده وقوي قلبك والفرصة اللي ضيعتها من أيدك رجعها تاني وخليك عارف أنك معملتش حاجة حرام ولا عيب دا حقك يا فهمي أنك تعيش مع واحدة صغيرة وجميلة تهتم بيك وترضيك وترجع ليك شبابك فجمد قلبك وبلغها ولو فكرت تتمرد فكرها أنك راجل البيت وحر تعمل اللي أنت عايز تعمله وبعدين هي المفروض تحمد ربنا وتبوس أيدها أنك متحمل العيشة المملة اللي مفيهاش روح دي معاها.
صڤعة.
قال أحدهم قديما أن المرء قد يتحمل ما لا تقوى الجبال على حمله إلا صڤعة الأحبة فهي كطعڼة نصل بارد تمزق القلب.
غادر فهمي غرفته وقد اتخذ قراره بإعلام زوجته ليتفاجأ بسيف يعترض طريقه مردفا
.. حمد الله على السلامة يا بابا مش كنت تبلغني بميعاد وصولك علشان آجي أستقبلك بنفسي.
.. عادي يا سيف وهو لازم كل مرة أسافر وأرجع أتصل بيك عموما أنا عارف أنك بتسأل علشان تعرف إن كنت جبت لك اللاب ولا نسيته.
فرك سيف كفيه وغمز بعينه لوالده وأردف
.. طيب فينه بقى هو والساعة يا فهمي باشا
زفر فهمي بقوة ودفع بابنه ليتجاوزه مردفا
.. لما أرجع ودلوقتي أبعد عني وسيبني أنزل علشان متأخرش.
.. طيب مش هتتغدى معانا
سارع فهمي وغادر دون أن يجيبه هربا من مواجهة صافية التي وقفت تحدق به بدهشة لينتشلها صوت سيف بقوله وهو يتجه إلى غرفته
.. ماما حضري لي الغدا بسرعة علشان نازل.
تابعته صافية بوجه مقطب وهزت كتفيها باستسلام واستدارت تكمل ما تفعل وهي تفكر بأمر ابنها الذي أخذ من خصال والده الكثير رغما عن محاولتها تنشئته كما تمنت أن يكون الرجل حنونا وسندا لأهله وداعما لأسرته ولكن لزوجها تأثيره الدامغ على أبنائها ليصبحا نسخة مصغرة عنه لم يهتما بشيء في الحياة إلا بنفسهما فقط.
.. حنين أنا جيت يا حبيبتي وجبت لك معايا الغدا.
غادرت إحدى الغرف فتاة تخطت الخامسة والعشرين وارتمت بين ذراعيه وقبلت وجنته مردفه بدلال
.. وحشتني الساعتين دول يا فهمي ها قولي عملت أيه مع مراتك قلت لها على جوازنا ولا لسه
حاول فهمي أن يجد عذرا ليخرج من مأزقه فهو وعدها بإعلان زواجهما ما أن يعودا من السفر وتطلع إليها بحرج جعلها تبتعد عنه بتساؤل حينها فهمت حنين أنه لم يخبر زوجته فأردفت
.. فهمي أوعى تكون مقولتش لصافية أننا أتجوزنا.
جذبها فهمي وهو يهمهم باعتذاره فأبعدته حنين عنها بوجه متجهم وأردفت بحزن مصطنع
.. الظاهر كده إن ماما كان معاها حق لما حذرتني منك وقالت لي أنك مش هتقدر تصارح مراتك وأني هفضل دايما زوجة فالسر وفالمرتبة التانية بحياتك بس تعرف أنا اللي غلطانة علشان مسمعتش كلام ماما وصممت أنك تطلق صافية قبل ما تتجوزني بس أعمل أيه حبي ليك هو اللي خلاني أعارض ماما وأضغط على بابا علشان يوافق على جوازي منك وللأسف أنا دلوقتي اللي بدفع تمن حبي الأعمى ليك.
أنهت حنين قولها واستدارت عنه واتجهت صوب غرفتها ببطء متعمد لعلمها أنه لن يتحمل حزنها وسيلحق بها ولم تمض ثوان وكان فهمي يعترض طريقها ويتشبث بيدها وينحني مقبلا كفيها پخوف ورفع وجهه ونظر بعينيها وأردف
.. حقك عليا يا حنين صدقيني أنا أول ما وصلت كنت هقول لها بس هي للأسف عصبتني زي عادتها وخلتني مش طايق أقعد فالبيت بس أوعدك أني أول ما هوصل البيت هقولها و...
قاطعته حنين وهي تجذب كفيها منه
.. لو عايزني مزعلش منك علشان خلفت وعدك معايا يبقى تنفذ اللي هقولك عليه.
أومأ فهمي وهو يمد يده إليها لتندس حنين بين ذراعيه وعلى ثغرها ارتسمت ابتسامة انتصار وولجت برفقته إلى غرفة نومهما وأغدقت عليه بقبلاتها واستسلمت إليه بعدما أفقدته رشده
متابعة القراءة