رواية مكتملة بقلم الكاتبه مني احمد حافظ
المحتويات
الشقة اللي أنت قاعدة فيها باسمك يعني مافيش داعي أنك تسيبيها وتدوري على مكان تعيشي فيه وبالنسبة لكل حقوقك فهي هتوصلك و...
قاطعته بهزة رفض برأسها وأردفت بجدية وهي تبعد عينيها عنه
.. شكرا يا فهمي بس أنا مش هقدر أقبل منك أي حاجة غير حقي الشرعي.
أدهشه رفضها فظل يحدق بها وهو ويفكر أمجنونة أم ماذا لتزيد صافية من إرباكها له بابتسامتها الهادئة التي ارتسمت على ثغرها لتبدد دهشته بقولها
أنهت صافية قولها وابتعدت عنه ووقف فهمي يتابعها بعينه وهو يتساءل إلى أين ستذهب وهي لا تملك أحدا من أسرتها على قيد الحياة لينتبه لرنين هاتفه فأجاب بشرود وعينه معلقة بخطى صافية ليصفعه صوت حنين تسأله بلهفة
.. أتأخرت كده ليه يا فهمي معقول كل دا عند المأذون
.. خلاص يا حنين كل حاجة خلصت وأنا فطريقي للبيت.
تنهدت حنين بارتياح وأردفت
.. تمام يا حبيبي توصل بالسلامة أنا مستنياك.
أنهت حنين الاتصال واستدارت تنظر إلى والدتها وهي تبتسم وتشير لها بعلامة النصر وتقول
.. ياه يا ماما أخيرا الحمل انزاح وطلق صافية أهو كده أعرف أخرج معاه وأنا مش قلقانة إن الناس تعرف أني زوجة تانية.
.. مبروك يا حبيبتي ودلوقتي أنا هسيبك وأمشي علشان جوزك لما يرجع تعرفي تحتفلي معاه على رواقه بمناسبة طلاقه بس متنسيش بعد ما تحتفلي وتبسطيه كلميه على المشروع اللي أنت عايزاه وخليه ينجز ويشتري لك السنتر علشان تلحقي تعملي له ديكورات جديدة وتعلني عن افتتاحه على السنة الجديدة.
وعلى الجانب الآخر ولجت صافية إلى الاستوديو الذي استأجرته حديثا وارتمت بجسدها فوق الأريكة طلبا للراحة بعد سيرها طويلا وبعد دقائق أعتدلت صافية وهي تشعر بالغرابة والحيرة من نفسها لهدوئها العجيب وتساءلت أليس من المفترض أن تشعر بالحزن لطلاقها فمطت شفتيها وأردفت بعتاب
.. أنا لحد دلوقتي مش مصدقة إن معايا المبلغ دا الحمد ليك يا رب على فضلك وجبرك لخاطري اللي كسره فهمي بقسۏة قصاد مراته الحمد ليك يا رب إنك ألهمتني أروح البلد علشان أقابل بنت عمي فالوقت الصح علشان تمسح ۏجعي بكلامها معايا.
تحشرجت الكلمات بحلق صافية فزفرت بقوة حين انهمرت دموعها تذكرها بهويدا ابنة عمتها التي لم تصدق أنها تراها أمامها فاحتضنتها بقوة وهي تبكي فوقفت صافية تحدق بها بدهشة لا تدر سبب بكائها لتجذبها يد هويدا إلى الداخل وهي تقول
.. أنا مش مصدقة أني شوفتك يا صافية آه لو تعرفي اللي جرى لعمك مرتضى وولاده من بعد ما كسر بخاطرك وطردك لما طلبت منه ورثك.
ارتسم الحزن على ملامح صافية وهي تستمع لكلمات هويدا فربتت الأخيرة كتفها وأضافت
.. أنا عارفة إنك مش فاهمة حاجة من كلامي بس أنا ليا سنين بدور عليك علشان أنقل ليك رسالة عمي مرتضى أصلها أمانة يا صافية والحمد لله أني شوفتك علشان أرد لك حقك وأمانتك.
ابتسمت هويدا التي تلاشت دموعها سريعا وأردفت
.. بصي أنا هفهمك كل حاجة أولا أنت عارفة إني ليا سنين عايشة برا مع عبد الله ولما أتوفى رجعت هنا لأني معرفتش أعيش فالغربة لوحدي من وقت ما رجعت وأنا كنت بسأل عليك وحاولت أخد عنوانك من عمي بس هو رفض وأتخانق معايا خناقة جامدة وحلف أني لو جبت سيرتك تاني هيجوزني ابنه وللأسف وقتها أنا كنت تعبانة نفسيا لمۏت عبد الله فخۏفت منه ومن تهديده وبطلت أسأل عنك لحد ما فيوم البلد كلها صحيت على صوت عمك وهو پيصرخ ويقول سرقوني وعايزين يدخلوني مستشفى المجانين مخبيش عليك عمك صعب عليا من شكله والحالة اللي كان فيها فأخدته البيت عندي وجبت له دكتور وقال إنه ضغطه عالي وشك أنه يكون عنده جلطة وأنه لازم يدخل المستشفى يوميها طلبت له عربية الإسعاف وأخدته المستشفى بس للأسف
متابعة القراءة