رواية مكتملة بقلم الكاتبه داليا الكومي
المحتويات
بارتياح... الحمد لله
الوعى عاد لهبه عندما رأته يغلق الباب...سألته بعدم فهم .. بابا احنا بنعمل ايه هنا ....
سلطان تجنب النظر في عينيها وقال.... احنا هنعيش هنا
الصدمة التي تلقتهاهبه كانت عڼيفة ...لدرجة انها لدقائق تخشبت وفقدت القدرة علي الكلام.... وعندما اخيرا استاطعت الكلام ...كان صوتها منخفض مبحوح.... بابا انت اكيد بتهزر....
انسي اي حاجه غير ان اسمك هبه سلطان ابراهيم...حتى مدرستك انا نقلتك منها لمدرسة تانية ...خلاص يا هبه ...عيشتنا هتبقي هنا....
من الطبيعى ان اي فتاة اخري كانت
سلطان قاطعها....فهى لا ينبغى عليها ان تفكر ولا ان تقلق بعد اليوم فوضعها الجديد حماية لها من كل خوف ولتدع الخۏف له هو وحده ليعانى منه لباقى عمره لكن الثمن كان يستحق المغامره ...
هبه قد تكون اقتنعت او قد تكون استسلمت بانها لن تاخذ منه أي معلومات اضافية ولكن في النهاية حملت حقيبتها...وبدات في البحث عن غرفة لها...
بدون تفكير اختارت لنفسها احدى الغرف الصغيرة التى لها حمام خاص بها وسلطان اخذ الغرفة الصغيرة القريبة منها والتي كانت بدون حمام
هبه نظرت اليه بړعب.... لا يا بابا ازاي وافرض صاحب الشقة رجع لاي سبب ...خلى الدور اللي فوق جاهز ومتوضب لصاحبه واحنا خلينا تحت ده حتى غرفتى من فخامتها وجمالها مش قادرة اصدق انى هستعملها....تفتكر يا بابا مش المفروض نستعمل غرفة المطبخ
سلطان هز راسة بشده ... ايه يا بنتى اللي بتقوليه ده......بكره هتفهمى كل حاجة وغرفة المطبخ من بكره في خدامه هتيجى تعد فيها تنضف وتطبخ....
هبه عينيها اتسعت... صدمة اخري اضيفت الي سلسلة الصد ماټ السابقة.... خدامه.. امال احنا شغلتنا ايه هنا ....ضيوف
سلطان ظهرت الحيرة علي ملامحه لبعض الوقت ثم اجابها .... شغلتى اخد بالى من البيت واللي فيه في غياب صاحبه... وانتى شغلتك تزاكري وتنجحى ....كمان نسيت اقولك انا من النهارده اترقيت في شغلي البيه الله يكرمه خلانى امين مخزن من مخازنه ...المخزن قريب من هنا...يعنى في مدرستك الجديدة لما اصحابك يسألوكى بابكى بيشتغل ايه تقدري تقوليلهم مدير مخزن
الدموع ملئت عينيها...فهو يعتقد انها كانت تخجل منه.... انت طول عمرك احسن اب وانا عمري ما خبيت او انكسفت من شغلك انت في نظري احسن اب في الدنيا...
السعادة غمرت سلطان ... الحمدلله ... الحمد لله اللهم ديمها نعمه علينا يارب...
المعجزة التى حولت حياتها لم تنتهى بعد علي الرغم من انها لم تحرج
يوميا من الركوب خلف والدها علي دراجته الڼارية الا انها احست بالراحة عندما علمت ان وسيلتها الجديدة للذهاب الي مدرستها هى الباص الخاص بالمدرسة والذى سيوصلها يوميا ذهابا ايابا..وسيلة امنة ...فخمة ومريحة...
وجدت ثلاثة اطقم من الزى المدرسي ...ولدهشتها كانوا مناسبين لها تماما وكأنهم صمموا خصيصا لها... بألوان جميلة من درجات النبيتى وجاكيت اسود اظهر شعرها الاشقر كأنه شلال ذهب علي اكتافها النحيلة...حذائها القديم تبدل بدسته من الاحذيه الجديده ...كل حياتها تختلف وكأنها تعيش في حلم ...
هبه مختلفة ...هبه جديدة ... دخلت مدرستها الجديده بثقه ...اخيرا كل البنات تساوا ...نفس الزى نفس وسيلة المواصلات ..لكن هبه مازالت مميزة عنهم بمستواها العلمى المميز و جمالها الملفت والاهم اخلاقها العالية...
ولكن تبقي دائما السؤال المؤرق الذى عجزت عن اجابته....ما المقابل يا تري....
سنتان مرتا مثل الحلم منذ انتقالهم ...هبه اعتادت الغموض ويئست من الفهم ولكنها دائما
انتظرت ان ينتهى الحلم فجأه كما بدء
متابعة القراءة