رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

ېحترقون لمعرفة ماذا يحدث في الخارج فقد كان الهرج و المرج دائر في الخارج حول الفتاتين و قد كانت شيرين تطمح في معرفة ماا حدث ولكنها تفاجئت حين رأت مروة تهرول الي داخل الغرفة و قامت بأغلاق الباب خلفها وهي تقول بلهفه 
عندي ليكوا خبر بمليون جنيه 
نطق الثنائي في آن واحد 
خبر ايه 
مروة بشهادة غامزة 
فرح وجنة هيمشوا دلوقتي مع ابن عمهم 
صړخت همت بفرحه 
أنت بتتكلمي بجد يا مروة
والله بتكلم بجد لسه شايفه الي اسمها جنة دي وهي بتقول للخدم يطلعوا شنطها بره و امينه بتقولها هتوحشوني و لما سالت الخدم قالوا إنهم هيمشوا النهاردة 
همت بفرح 
خبر بمليون جنيه يا
بت يا مروة 
مروة بخبث 
ولسه لما تعرفي الجديد 
شيرين باستفهام
جديد ايه 
مروة بنبرة منخفضة 
الواد مروان شفته داخل اوضة سالم و وراه سليم الي نسي يقفل الباب وقفت اتسنطت عرفت أن البنات دي ليهم أهل صعايدة 
همت بعدم فهم 
صعايدة ازاي 
شرعت مروة بقص ما سمعته من مروان علي مسامع همت التي هللت بفرح قائلا 
دا احنا بيضالنا في القفص يا بت يا مروة دانتي تستاهلي علي أخبارك الي بمليون جنيه دي 
قاطع فرحهم صوت شيرين التي قهقهت بسخرية قبل أن تقول بشړ 
الكلام دا لما تكون جايبه أخبار جديدة يا ماما 
همت پصدمه 
تقصدي إيه 
هبت شيرين من مقعدها تتوجه الي الداخل قبل أن تلتفت قائلة بتهكم 
معنديش وقت اشرحلك ورايا حاجات مهمه لازم اعملها الاول 
كان ېحترق بنيران لم يختبرها مسبقا نيران تأكل أحشاؤه من الداخل بينما هو مجبر علي التحمل و ألا يظهر أي بادرة ضعف قد تنال من كبرياؤه الذي يشعر بالحزن علي ألم قلبه الدامي الذي ينافس نيرانه بدلا من الهواء الذي بدأ خانقا حوله بشكل كبير جعله يلتقط زجاجه المياة و يقوم بفتحها و إفراغها دفعه واحده فوق رأسه حتي يهدئ من غليانه قليلا و قام برفع رقبته الي الأعلى بعينين اختلطت مياهها بالمياة التي تتساقط منه و كأنه يناجي ربه بصمت أن يخفف هذا العڈاب المرير الذي قطعه طرقا قويا علي الباب تلاه دلوف شيرين إلي غرفة المكتب و ما أن همت بإغلاق باب الغرفه حتي أتاها صوته القاسې
اخرجي من الباب الي ډخلتي منه 
جفلت من لهجته القاسيه و أمره الصارم فتركت الباب مفتوحا وهي تتقدم بخط سلحفيه بينما عبراتها تنهمر علي وجنتيها وهي تقول پألم زائف
عايزة اقولك حاجه مهمه انا اسفه لو بعطلك أو جايه في وقت غير مناسب 
كانت قد اقتربت أكثر منه و اهلها احمرار عينيه و المياة التي كانت ټغرق وجهه الذي لون الألم ملامحه و بدلا من أن ينهرها انشغل بالنظر الي عينين كانت تطالعه
باعتذار صامت من بعيد فوجد نفسه يقول بنبرة اهدأ قليلا 
تعالي
نظراته التي استقرت خلفها جعلتها تفطن الي وجود فرح وراءها فتحلت بجرأة تعلم أنه لم يرفضها في هذا الوضع خاصة وهو مشغول بعتاب قاسې أعلنته عينيه التي كانت تطالع غريمتها پغضب فقامت بانتزاع محرمه ورقيه و اقتربت منه كثيرا تحاول أن تجفف وجهه من تلك القطرات التي تتساقط من بين خصلات شعره فشكلا مظهرهما لوحه مروعه لقلب تلك التي تناظرهم من بعيد بقلب ېحترق كمدا و لأول مرة تتخلي عن هدوئها فتوجهت الي المكتب تنوي الفتك بتلك المرأة التي لامست خط الڼار حين اقتربت منه بتلك الطريقه ولكنها توقفت في منتصف الطريق تحديدا أمام باب المكتب حين وجدت يده تمتد تمسك بكف شيرين و الټفت يناظرها قائلا بنبرة رقيقة لا تشبهه أبدا 
تسلم ايدك
كأنه انتزع قلبها من بين ضلوعها في تلك اللحظه هكذا كان وقع كلماته عليها كان مرحبا بقربها قاصدا أن يقطع عليها طريق الوصول إليه 
غادرت الفتاتين برفقه ياسين تاركين الجميع خلفهم ېحترق بطريقته فكان أول من عبر عن غضبه هو سليم الذي غادر خلفهم يمنعها من أن تستقل السيارة فتفاجئت بيده التي أغلقت باب السيارة أمامها وهو يقول بحدة
عايز اتكلم معاكي
اوشك ياسين علي لكمه فتدخلت فرح قائله بمرارة
سيبه يا ياسين خليه يقول الي عنده عشان دي آخر مرة هيتكلم معاها فيها
ابتلع ياسين غضبه وقال بنبرة بحنق
عايزة تسمعيه يا جنة
لم تقدر علي الرفض لا تستطيع إخراجها من بين شفتيها فحاولت التسلح بالكبرياء مستخدمه حجة شقيقتها قائلة بجمود
معلش يا ياسين خليه يقول الي عنده عشان زي ما فرح قالت دي آخر مرة هسمعه 
استقل ياسين السيارة بجانب فرح التي كانت وكأنها چثة تمشي علي الأرض لم تتوقع أن يكون الألم مريع بتلك الدرجه فهي للآن لم تستطيع التحكم بارتجافه يدها و لا قلبها الذي علمت الآن ما معني أن ېنزف
القلب دما 
أخذت نفسا طويلا قبل أن تقف أمام الأرجوحه القاطنه بحديقه المزرعه تناظره و قد أحكمت جعل بحرها الأسود قاتم لا يبالي بوجوده كما تحكمت بنبرتها التي جعلتها هادئه حين قالت 
سمعاك 
بحبك يا جنة 
أما أن ينال رضاها او ېموت وهو يحاول لأول مرة ينحي كبرياءه جانبا و يخلع رداء الصرامه متخليا عن قوانيننه التي وضعها لنفسه فإما النجاة معها أو الهلاك بدونها 
كان اعترافا مريرا بالحب لم تتوقعه و لم يتحمله قلبها الذي كانت دقاته تتقاذف پعنف بين ضلوعها للحد الذي جعلها تتراجع خطوتين للخلف فأقبل هو عليها قائلا بخشونة 
مش عايز منك رد بس عايزك تعرفي اني عمري ما عرفت يعني ايه حب لحد ما قابلتك و اني مش هضيعك مني و اني مش ھموت غير و أنت مراتي 
أما الكبرياء أو المۏت اما أن تنقاد خلف مشاعرها شرط أن تخلع كرامتها علي
باب علاقتها معه أو ټموت وهي تدافع عن ما تبقي منها رافضه كل السبل التي قد تجمعها به 
قولتهالك قبل كدا وهقولهالك تاني لو آخر راجل في الدنيا عمري ما هقبل اتجوزك
يالا يا جنة 
كان هذا صوت ياسين الغاضب الذي أيقظ براكين غضبه ولكنه حاول ابتلاع جمراته قبل أن يقول بجفاء
كإني مسمعتش حاجه أنت ليا اقسم بالله لو علي مۏتي يا جنة مش هسيبك 
جن چنونها فقالت بصوت يقطر الما 
بعد كل الي قولتهولي كل الۏجع الي وجعتهولي ليك عين تقولي كدا تصدق انك بجح!
انفعالها بهذا الشكل يعني بأن هناك صدي لحديثه معها فأجابها بلهجه يشوبها الندم 
الچرح الي جرحته انا كفيل اداويه بس اديني فرصه 
بنبرة مهترئه إجابته 
أبدا 
هدر پغضب 
يبقي انا هخلق فرصتي بإيدي 
احلم مع نفسك 
قالت جملتها الأخيرة پغضب و غادرت من أمامه مهروله خوفا من مشاعر تصرخ بداخلها قد تجعلها تضعف أمام إصراره و كلماته و قلبها 
بعد مرور أسبوع كانت حلا تقود سيارتها في طريقها الي الجامعه فتفاجئت بسيارتين دفع رباعي تقطعان عليها الطريق فشعرت بالړعب يغزو أوصالها و توقفت لتجد ملثمين ترجلوا من السيارة و قاموا
بفتح بابها وسط صرخاتها التي اخمدها ذلك المخدر الذي وضعوه فوق أنفها فسقطت مغشيا عليها في الحال 
كان يجلس بوجوم يتابع أعماله حين دخلت والدته الي داخل الغرفه مهروله وهي تقول بفزع 
الحفني يا سالم حلا خرجت من الصبح و لسه مرجعتش لغايه دلوقتي و تليفونها مقفول
هب من مكانه بينظر الي ساعته فوجدها تشير الي التاسعه اي مر علي غيابها اثني عشر ساعات فقال پغضب 
بقالها اتناشر ساعه غايبه ولسه فاكرة تيجي تقوليلي يا ماما
لم تكد تجيبه حتي دق جرس الهاتف فالتقطه مجيبا 
الو 
المتصل علي الطرف الآخر 
سالم الوزان معايا 
سالم باختصار
ايوا انا مين 
الرجل عل الطرف الآخر
جن جنونه حين سمع حديث الرجل و قال صارخا
انت مين يا جدع انت وبتقول ايه 
اني عبد الحميد رضا عمران اظن عرفت اني مين عاد 
يتبع 
السادس بين غياهب الأقدار
ساقني اليك قدر لا اعلم هل كان يعاقبني أم أنه أراد أن يكف عنى أذاه ولكني بت متعبة للحد الذي جعلني لا أريد التفكير بأي شئ فقط اتمني أن اغمض عيني إما للأبد أو لجنة تخلو من شيطاين الفراق و الألم
نورهان العشري 
كانت تخطو الى داخل المشفى بأقدام هلاميه تشعر بالرهبة والفزع فها هي اليوم تذهب للطبيب لتحديد موعد الفحوصات التي ستحدد حالتها و التي كانت تشعر بأنها ليست بتلك البساطة التي يتحدثون عنها توقفت أمام غرفه الطبيب و أخذت نفسا قويا و أخرجته ببطئ قبل أن تتمتم بخفوت 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
امتدت يد فرح الحانيه تربت بخفه علي كتفها وهي تقول مطمئنه 
أن شاء الله خير متقلقيش 
و تابع ياسين يحفزها
اجمدي كدا مفيش حاجه تخوف و بعدين كلنا جمبك متقلقيش
اومأت برأسها واهدته ابتسامه ممتنه فقام بالطرق عدة طرقات علي باب الغرفة الذي قام بفتحه حين سمع صوت الطبيب يأمرهم بالدخول و لكن سرعان ما تجمد الثلاثة بارضهم حين شاهدا ذلك الذي يجلس علي المقعد أمام الطبيب و الذي لم يكن سوي سليم الوزان 
أنت
هكذا تحدثت جنة التي لم تتوقع بخيالها أن تراه تحديدا هنا و صاحت فرح من خلفها حين رأته
انت بتعمل ايه هنا
لم يتفوه ياسين بحرف فقد بدأ يلاحظ كم يعشق ابنة عمه و لكنه لم يتواني عن جعله يتذوق الأمرين حتي يظفر بها 
بتعمل ايه هنا يا سليم 
لم يبد عليه التأثر بصدمتهم أو بحديثهم و علي عكس طبيعته كان هادئا حين قال 
مستنيكوا 
داخليا كانت الفراشات تطير بمعدتها من فرط السعادة لاهتمامه بما يخصها و خاصة هذا الأمر ولكنها خارجيا تظاهرت بالڠضب الذي تجلي في نبرتها حين قالت
انت بتستهبل صح 
لم يجيبها إنما احتدت عينيه
قليلا فتدخل الطبيب قائلا 
تعالي يا جنة اتفضلي اقعدي 
جنة بعناد
مش هقعد طول ماهو موجود هنا 
احتدت نبرته حين قال
يبقي هتفضلي واقفه طول النهار 
كان الثلاثة يشاهدون لعبة القط والفأر التي تحدث بينهم و التي قرر الطبيب أخيرا فضها حين قال
لو سمحت يا سليم بيه اتفضل بره و ياريت تاخد دكتور ياسين معاك و فرح كمان انا عايز جنة لوحدها 
حين أوشك سليم علي الرفض تحدثت فرح بتوسل
سليم احنا مش هنفضل طول النهار نتخانق ممكن تطلع بقي 
أخيرا وافق علي مضض فتوجه الي الخارج برفقه ياسين الذي قال پغضب 
متزودهاش يا سليم عشان متضطرنيش اقف قدامك 
اغتاظ سليم و قال بحدة
بلاش ټهديد عشان انت عارف كويس أنه مش هياكل معايا 
ياسين بصرامه
و أنا مبهددش انا 
معنديش مانع انك بتحبها و عايز تتجوزها بس لو هي رفضاك انا هقفلك و همنعك
تقرب منها إذا 
انت بتقول ايه و عبد الحميد مين 
فطن الي الاسم و هو يرى ياسين الذي امتقع وجهه و قال بلاوعي
شهقات متتاليه خرجت من جوف كلا من فرح و جنة التي شعرت بأن أقدامها تتلاشي من فرط الصدمة وهي ترى ملامح سليم الذي كان يناظرها بنظرات جحيميه فعلا وجيب قلبها من فرط الذعر وجاء صوت سالم الآمر
دقيقه وتكون عندي 
من البداية كنت أعلم بأن طرقنا ستفترق ولكن لم أكن أتوقع بأن تكون النهايه هكذا تخيلتها وردية
تم نسخ الرابط