رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
الذي أتقنت اخفاءه في خزانة ملابسها و قامت بكفكفه عبراتها قبل أن تقول بصوت مبحوح
ادخل
أطلت شيرين برأسها من الباب لتقع نظراتها علي همت التي كانت عينيها تحكي مقدار الألم الذي تحاول جاهدة اخفاءه حين قالت بجفاء
خير عالصبح
تقدمت شيرين من والدتها تناظرها بقلق تجلي في نبرتها حين قالت
مالك يا ماما في أي
مفيش جايه ليه
لسه بردو زعلانه مني
أدارت رأسها الناحية الاخرى وهي تقول بنبرة قاسېة
مش عايزة اتكلم فى حاجه
عاندتها بتوسل
طب عشان خاطري خلينا نتكلم و اسمعيني بعد كده لو عايزة تضربيني انا موافقه
التفتت تناظرها بحدة تجلت في نبرتها حين قالت
اضربك فكرك بالكلام ده هتضحكي عليا اديني سبب واحد مقنع يخليك تعملي في نفسك اللي عملتيه دا
هكذا اجابتها وهي تخفض رأسها فصاحت همت غاضبة
كڈب أنت قبلتي بالوضع دا عشان تثبتي لسالم انك مش ھتموتي من غيره ټموتي نفسك بالبطئ عشان خاطره زي بردو ما حاولت ټموتي نفسك قدامه عشان ميروحش الفرح ومهمكيش دموعي ولا ۏجع قلبي عليك ليه بتبهدلي في نفسك كدا ردي عليا ليه هاينه شيرين عليك كدا
عشان معنديش حد غيره محبتش حد غيره هو كان بالنسبالي كل حاجه قبلت بعقابه انا حتي فرحت بحالة احمد لاني فعلا مكنتش هتحمل راجل غير سالم يقرب مني و رجعت عشان متحملتش يكون ل واحده غيري و بمۏت وانا بتخيله معاها
هكذا اجابتها همت بقسۏة فصاحت شيرين پغضب
حرام عليك تعيدي و تزيدي في الموضوع من تاني شرحتلك الف مرة اني ڠصب عني غلطت ايه اللي يغلط عندكوا يندبح !!
همت بنبرة جريحة
احنا اللي بنندبح من غلط اللي بنحبهم عشان كدا مستحيل نقدر نسامح
تألمت بقوة حتي أن عينيها فاضت ب عبرات غزيرة انهمرت علي وجنتيها حين قالت
و أنت للأسف زي ابوكي عايزة تاخدي كل حاجه مش مهم ب تدوسي علي مين وعايزة بردو الناس تسامحك علي كل اللي بتعمليه من غير ما يكون ليهم حق حتي يتألموا زمان هو خاني و استكتر عليا اتعذب من خيانته
مخانش بابا مخانكيش أبدا هما اللي ضحكوا عليك وفهموكي كدا زمان عشان يبعدوكي عنه
همت بسخرية مريرة
الوحيد المضحوك عليه هو أنت لو كنت ماشيه وراه هتندمي عشان ابوكي معندوش لا عزيز ولا غالي
شيرين پألم
حرام عليك ابويا عاش عمره كله علي ذكراك بالرغم من انك اتخليتي عنه و صدقتيهم
عشان هما مكذبوش
هكذا صړخت همت پقهر ف تراجعت شيرين للخلف مصډوم فتابعت همت پألم
لو هما كذابين فاحساسي عمره ما هيكذب
طب و لو اثبتلك بالدليل أنهم كذبوا و لو وريتك بعنيك أنهم كذابين تقبلي ترجعيله تاني
كانت تتحدث بثقة
نجحت في زعزعة ثبات همت للحظات ولكنها صاحت برفض
أي حاجه منه عارفه انها كڈب ابوكي يقدر يزيف الحقائق و العكس بمنتهى الاحترافيه
شيرين بقوة
مش كل حاجه ينفع تتزيف
يا ماما بابا مش خارق و عموما انا هوريك بعينك أن بابا اتظلم منهم زمان و أن اللي كانوا عاملين حبايبك هما الي طعنوكي في ضهرك
همت بريبة
تقصدي مين
أمينة تنكري انك كنت عارفه انها امنت بتحبه زمام قبل ما اتجوز خالي
تراجعت همت پصدمة
ايه
كان يسير بعربته بين الأروقة و الطرقات لا يعلم وجهته و لا يفهم ذلك الضيق الذي يملأ قلبه منذ البارحة
حديثها و نظراتها المټألمة
و قهرها الكبير يدميان قلبه لم يكن من أصحاب القلوب اللينة لطالما كانت الناس تخشاه نظرا لقسوته و عنفوانه ولكن ماذا جرى له
هناك مشاعر قاسېة وغريبة من نوعها تجتاحه ك فيضان لا يقدر على مقاومته نيران الذنب ټحرق أحشاءه من الداخل و كلماتها تعاد علي مسامعه كل لحظة فيزداد ألمه تشعبا داخل صدره فلم يعد يحتمل البقاء بغرفته و خرج منذ الصباح يجوب الطرقات لا يعلم عما يبحث ولكنه يحاول الهرب من ذلك العڈاب الذي طرد النوم من عينيه الليلة الفائته
خفقة قوية ضړبت قلبه حين شاهد تلك التي كانت تمشي بخط مثقلة و ملامح واجمة وهي تحمل بيدها وعاء بيه أسمنت و تقوم بنقله الي موقع أحد الابنيه و بجانبها الكثير من مثيلاتها من من يقمن بهذا العمل الشاق ف تحفزت كل خليه به و تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسه خاصة حين وجد أحد الرجال يناظرها بنظرات وقحة فاوثف عربته پعنف جعل الخيل يصهل بقوة و قام بالقفز من فوقها وهو يتوجه بأعين ترسلان سهاما مشټعلة و قام بلكز ذلك الرجل في كتفه وهو يقول پغضب
واجف جدام الحريم أكده ليه يا بغل انت
تراجع الرحل پذعر من رؤيته وقال بتلعثم
اني اني بشرف عليهم يا عمار بيه
طب غور من وشي و شوفلهم حرمة غيرك تشرف عليهم
اطاعه الرجل دون حديث مبتلعا إهانته بصمت بينما توجه هو إلى تلك التي ضړبت رجفة قويه جسدها بالكامل حين سمعت صوته ولكنها لم تحاول الالتفات حتي بل تابعت طريقها الي حيث تضع ما بيدها ولكنها تفاجئت منه حين قام بجذب ذلك الوعاء بقوة و إلقاءه أرضا وهو يقول بفظاظة
بتعملي ايه اهنه
التفتت بأعين جامدة تشبه لهجتها حين قالت
چنابك شايف اي
اغتاظ من حماقة استفهامه فتجاوز عن اجابتها وقال آمرا
تعالي عايز اتكلم معاك في موضوع مهم
لاه
فاجأة ردها القوي و الصارم ف اكفهرت معالمه و احتدت عينيه و شابهتها لهجته حين قال
أنت اچنيتي يا بت بجولك عايز اتكلم معاك تجوليلي لاه
أكدت علي حديثها قائلة بجفاء
ايوا لاه اني مش فاضيه للحديت مع حد ورايا شغل و كمان مفيش بيني و بينك حاچه نتكلموا فيها
ابتلع جمرات غضبه وقال من بين أسنانه
شغلك موچود انا موافجتش انك تسيبيه و دلوق انچرى جدامي مفيش شغل ليك أهنه ولا أنت عاچبك الرچاله الي عينها هتطلع عليك أكده
كانت كلماته مسمۏمة بقدر غضبه من نظرات ذلك الرجل لها وقد جاءت فى أكثر الأوقات الخطأ فسددت سهما اخر لها فردته هي بحرفيه لم تكن مقصودة حين قالت
والله ده شئ ميخصكش اللي يبص يبص ايه مزعلك
كان سؤال وجهه لنفسه ماذا يقول ولا كيف يتصرف فقط ظلت عينيه معلقه عليها بصمت و انهزام كان الأول لقلبه
لسه بردو متصالحتوش
هكذا تحدثت جنة مع فرح التي كانت سابحه بخيالها وهي ترتشف قهوتها الصباحية برفقتها في الشرفة المطلة على الحديقة و الحقيقة أنها كانت بعالم آخر يقتصر عليه فقط و لكن جاءت كلمات جنة لتعيدها إلى واقع أليم فتنهدت بحړقة وهي تجيبها
لا و مش باينلها صلح
ليه بتقولي كدا
لون الامتعاض ملامحها وقالت بتحسر
معرفش سالم محتاج وقت طويل على ما يقدر يسامحني و يرجع يتعامل معايا زي الأول و خصوصا أن شكل في حاجة كبيرة حصلت وهو مش عايز يقول عليها و طبعا مش هقدر اسأله
انكمشت ملامح جنة بقلق تجلي في نبرتها حين قالت
حاجه زى ايه
مانا قولتلك معرفش و ماليش عين اسأل انا كل ما ابصله بلاقي عتاب كبير اوي في عينيه زي ما يكون كل ما يشوفني يفتكر اللي حصل انا بس نفسي اكون جنبه و اخفف عنه شويه
هكذا تحدثت بحزن لون ملامحها بوضوح فرق قلب
جنة لحالها و فجأة لمعت عينيها بحماس تجلي في نبرتها حين قالت
بصي لو هو مش هقول أنت تعرفي من بره و وقتها تحددي
و هعرف منين و ازاي
هكذا تحدثت بيأس فتابعت جنة بحماس
هو واحد بس الي
ممكن يساعدنا نعرف في ايه و بناء عليه هنقرر الخطة اللي هتمشي عليها عشان تخليه يسامحك
التفتت فرح تناظرها بعدم فهم ف
أردفت جنة بحنق
فرح فتحي مخك شويه أنت اولا لازم تصالحيه زي ما زعلتيه بس قبل ما تعملي كده لازم نعرف في ايه خصوصا أن سليم هو كمان شكله مش مظبوط ومخبي حاجه و أنا بردو ھموت واعرف ايه الحاجه دي بس بردو مش قادرة اسأل فنعرف الاول وبعد كدا نشوف هتعملي ايه
طب بردو هنعرف ازاي
سيبيها عليا
هكذا تحدثت جنة و ما أن انتهت حتى أتاها صوتا عابثا من خلفها
يا ساتر استر يارب متجمعين كده يبقي بتفسدوا مانا عارف تجمع الستات دا آخرته مصايب سودا
التفتت جنة لدى سماعها صوت مروان الساخر فهبت من مقعدها تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت
يخربيتك انت جيت منين دانا كنت لسه هقوم حالا ادور عليك
جلس مروان علي الكرسي بين الشقيقتين وهو يقول بترقب
اكيد حظي المنيل هو الي جابني دلوقتي انجزي كنت هتقومي تدوري عليا ليه
اقتربت جنة تجلس أمامه وهي تقوم بوضع قطعة كيك في الطبق و تقديمها إليه قائلة بصوت رقيق و نبرة هادئة
طب فطرت الاول دي الكيك دي اللي انت بتحبها علي فكرة و انا اللي عملاها
استر اهو انا بقي مبخافش غير من الدخلات دي
هكذا صاح مروان بشك فرسمت جنة الحزن علي ملامحها و تجلي في نبرته حين قالت
اخس عليك وانا اللي قولت تيجي تفطر معانا و عملت الكيك اللي بتحبه
مروان بتهكم
ماهي دايما المصاېب بتبتدي كدا جر رجل الزبون و بعدين زحلقه وقعه علي دماغه انجزي عايزة ايه و هاتي الكيك دا اما ادوقه
ناولته جنة طبق الكيك فأخذ منه قطمه تلو الأخرى و بدا عليه الاستمتاع بطعمه فقال بريبة
الكيك طعمه رائع و دا في حد ذاته يقلق
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
يقلق ازاي
عشان اللي هييجي بعده هيبقي مرار جمال الكيك يتناسب طرديا مع فداحة المصېبة اللي بتيجي بعده واللي مخلياك قاعدالي كدا زي قرد قطع عينك في كل قطمة بحطها في بقي لما هيجيلي تلبك معوي اخلصي عايزة ايه
أخذت الفتاتان تناظرنه پصدمه تجلت في كلمات فرح حين قالت لجنة
أنت فاهمه حاجه
جنة بغباء
لا
رمقهم بسخرية و تابع يأكل بنهم إلى أن توقف الأكل بحلقة فسعل بقوة فهبت جنة تناوله كوب المياة بلهفه وهي تصيح
ادي اخرة التفاصه
مروان من بين سعاله
قصدك آخرة عنيك اللي تندب فيها رصاصة
قهقهت جنة علي مظهره و خاصة حين جلب قطعة أخرى إلى طبقة وهو يقول و كأن شيئا لم يكن
ها ياستي قوليلي عايزة مني ايه عجبني الكيك و نويت اساعدك خلاص
اقتربت جنة منه تشير إليه بالاقتراب وهي تقول بصوت لا يسمعه سوى ثلاثتهم
سالم و سليم مالهم في ايه شاغلهم اليومين دول و مخليهم مش علي بعضهم
توقف الطعام بفمه وهو يناظر عينيهم المسلطة بقوة عليه فصاح بمراوغة
بيقولك بقى لما تحطي شويه خل ع الكيكه بيخليها هشه كدا و عامله زي الهوى إنما
متابعة القراءة