رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
ورق المناقصة اللي الشركة دخلاها و اداني فلاشه احطها عالجهاز و هي هتنسخ كل اللي عليه
أنهت جملتها وهي تمد يدها إليه فالتقطها من بين يديها وهو يقول بجمود
لو عايزة تثبتي انك باقيه علينا صح تعملي اللي هقولك عليه
همت بصدق
هفديكوا بروحي لو لزم الأمر
حلو أنت هتنفذي كل اللي قالك عليه
انت بتقول ايه يا سالم
سالم بغموض
هتوافقي ترجعيله و هديك الفلوس و هتحوليها على اسم ناجي الوزان اللي لما ېموت محدش هيورثه غير بناته و كدا فلوسنا مخرجتش بره
استفهمت بشفاه مرتجفة
هتقتله يا سالم
سالم بقسۏة
هموته بالحيا
عودة للوقت الحالي
ابتسمت همت بتشفي وهي تناظره بإحتقار تجلى في نبرتها حين قالت
تسللت السخرية الي صوتها حين تابعت
أمينة اللي كانت روحها فيه و لا حتة الجواب اللي ادتهولي فكرت أنه ممكن يهز شعره فيا على فكرة أنا سمعتك وانت بتحاول معاها كذا مرة و هي تصدك و كتمت في قلبي عشان ولادي و آخر حاجه لما اتولدت سما و كنت مفكرها ولد و سبتني محمومة و مسألتش فيا و حاولت مع أمينة اللي ضربتك بالقلم و هددتك لو مبعدتش عنها هتقول لمنصور و بابا والجواب اللي انت ادتهولي دا أنا وريته لخبير خطوط هو وجواب تاني من اللي كانت أمينة بتبعته لمنصور وهما مخطوبين و قالي أن الجواب بتاعك دا مش خطها طول عمرك كذاب و قذر
عمتي جت قالتلي على كل حاجه و ورتني كمان الفيديو بتاع مروان اللي انت صورته وهو قاعد معاك ! وورتهولها و حاولت تقنعها أنه خاېن عشان متوافقش على جوازه من سما
تخللت السخرية نبرته حين أردف بتشفي
عمتي حولت الفلوس باسم ناجي الوزان اللي كان عليه أحكام تجبله علي الأقل اتنين إعدام وخمسة أشغال شقة مؤبدة و طبعا دا ميلقش بينا قوم ايه طلعنالك شهادة ۏفاة
مزورة
ابتسم بتسلية قبل أن يتابع
و بديهي أن اللي يورثك بناتك و أمهم فمش محتاج اقولك أن فلوس الوزان في إيد أمينة!
قال كلمته الأخيرة وهو ينظر إلىهمت
و أيه يعني مانا خدت منك ملايين في الصفقة الأخيرة
لمعت السخرية في نظراته و تجلت في نبرته حين قال
بتستعجل على رزقك و دا عيبك اللعب له أصول في التأنى السلامة يا دانيال !
لون الفضول نظراته فتابع سالم وهو ينظر إلي أحمد و يقول بجفاء
أما أحمد بقي فهو مش ناقص ولا حاجه ! لأن كل اللي هو عمله دا باتفاق مني و الشركة دي أنا المالك الاول ليها و أحمد الواجهه بس حتى الرسالة العبيطه اللي بعتهالي و أنا في المستشفي لما بعتلي كلابك عشان يخوفوني و كنت عايز توقعني في الهلالية ! فاكر
احمد بعتلي أنه طلق شيرين و أنه هرب بالفلوس عشان يخليك تثق فيه سهل أوى نتوقع أنك بتراقبه معرفش جايب غبائك دا منين !
صاح ناجي بصړاخ موجها أنظاره الى أحمد
آه يا كلب ! وديني لهخلي فضيحتك على كل المواقع
سالم بتسلية
بلاش كلام أنت مش قده ناهيك عن أنه في حمايتي و متقدرش تقرب منه بس أحب اقولك ان كأس السم اللي بعتهولي انا قلبته و بعتهولك عشان تشرب منه !
ناجي پذعر
تقصد ايه
سالم وهو يوجه أنظاره إلى شيرين بفخر
شيرين الوزان بنتنا تربية منصور الوزان اللي عملت المستحيل عشان تحولها نسخة منك و مفلحتش عشان أصلها الطيب و تربيتها غلبوها
عودة لوقت سابق
جالسة في الحديقة تناظر النجوم بأعين حزينة تشعر بأن كل شئ حولها لا ينتمي لها أو أنها هي من لا تنتمي الى هذا المكان فهي لطالما كانت وحيدة به لا تعلم هل الخطأ يكمن بها أو بمن حولها ولكنها لم تكن سعيدة أبدا هنا حتى تلك الزيجة التي كانت ستجمعها بسالم ظنت أنها قد تكون سبب نجاتها و سعادتها كان الدافع الأول و الكبير لها والدها حتي يستطيع أن يتغلغل أكثر داخلهم ولكنها لم تكن سعيدة معه كانت منبهرة بوسامته و هيبته ولكنها بحثت عن الحب خارجا مخطئة و تعلم ذلك ولكن كانت روحها تنشد اي بادرة حنان وحب لطالما افتقدته حولها
زفرت بقوة فاخطائها عظيمة و أفعالها مشينه هانت نفسها التي هي أمانة من الله ولكنها لم تصنها بل أهلكتها و أهانتها بأفعالها الخرقاء المشينة والتي تجعل الخزي يحني رأسها و العاړ يثقل كاهلها ولكن أكثر مايؤلمها في الأمر برمته هو أن المتسبب في كل ذلك والدها !
ذلك الرجل الذي من المفترض عليه حمايتها من نفسها اولا و ټعنيفها أن سولت لها الخطأ كان هو من يزينه لها استخدمها كدمية رخيصة في أفعاله المشينة دون النظر الي اي شئ
نشيجا حارا كان ېمزق جوفها و عبرات محترقة تكوي بسخونتها وجنتيها و شهقات مټألمة تفتت روحها كلمات كثيرة تتردد في عقلها حتى إصابته بالجنون ولكن من يستمع لامرأة مثلها
ياتري اللي أنت فيه دا ندم ولا ۏجع ولا ايه بالظبط
هبت معتدله
سليم واتواصلت مع ابن عمها و عرفته كل اللي حصل بينها و بين حازم بص علي قد ما تقول قول مفيش حاجه وحشة معملتهاش
كانت كلماتها تقطر ألما انبعث من عينيها علي هيئة عبرات غزيرة ارتج لها قلبه ولكنه لم يستطيع منع الكلمات التي خرجت من فمه قاسېة توازي قسۏة شعوره
و متحمله نفسك كدا ازاي
صاحت پقهر
مين قالك اني متحملاها انا اكتر واحده كارهه نفسها و بتأذيها في الدنيا دي و اكتر واحده رخصت نفسها و حقرت منها
لم يتمالك نفسه وهو ينهرها پعنف قائلا پغضب مرير
و ليه تعملي في نفسك كدا هاه ليه تهينيها و ترخصيها كدا ردي عليا ليه
صړخت بكل ما يعتمل بداخلها من قهر و ألم
أنا مختارتش اعمل كدا مختارتش اي حاجه بإرادتي مختارتش
انهت كلمتها الأخيرة وهي تتهاوى علي الأرض بين يديه التي لم تفلتها إنما هبط معها ليجلس أمامها يناظرها پألم و حزن حين تعالت شهقاتها التي كانت تشق السكون حولهم
مفيش حد بيختار يبقي وحش مفيش حد بيختار يبقى مجرد كومبارس او عروسة بخيوط الناس بتحركها
هكذا تحدثت پألم ثم اخفضت رأسها وهي تتابع بخفوت
بتسألني ندمانه ندمانه دي كلمة بسيطة علي اللي جوايا انا عندي استعداد اضحي بعمري كله قصاد أن الدنيا ترجع بيا عشان اصلح كل غلطاتي و بعدها اموت انا راضيه
لم يعد في مقدوره احتمال ۏجعها أكثر فمن الواضح أن تلك المرأة تعني له اكثر مما كان يتوقع لذا أخذ قراره و اشتدت يديه التي تحوي كتفيها وقال بقوة
هتعيشي و هتصلحي كل اخطائك وانا جمبك وهساعدك
كان قارب النجاة وسط بحر هائج يكاد يبتلعها بين أمواجه الثائرة ولكنها خشيت أن يكن سرابا يتخيله قلبها الملتاع لذا نفضت يديه التي تحيط
بها و قالت بقسۏة
وانت هتبقى جنبي ليه و بأمارة ايه اوعي تفكر اني بالرغم من كل اللي عملته واحدة ممكن تفرط في نفسها لا دا هي دي الحاجة الوحيدة اللي بقيالي انا مش واحدة من إياهم و اعمل حسابك انك لو قربت مني تاني والله لھقتلك
لا يعلم لما شعر بالانتشاء لكلماتها اهي النزعة الشرقية التي لازالت جذورها بقلبه ولم تفلح سنين الغربة في اقتلاعها أم أن تحول مشاعره تجاهها هو ما يجعله يشعر هكذا
حلو وانا بحب الستات الشرسة دي بس خلي موضوع الشراسه دا بينا انا فعلا هقف جنبك و هساعدك وهنصلح كل العك اللي حصل دا سوى وعمري ما هقرب منك تاني غير في حالة واحدة بس
خربش الفضول جدران قلبها من حديثه ولا تعلم كيف همست قائلة
اي هي الحالة دي
ابتسم بتخابث قبل أن يقول مازحا
إلا لو طلبتي مني
اغتاظت من حديثه أو خاب أملها فقد ظنت أنه سيقول شيئا آخر فصاحت بحنق
دا بعينك و اوعي كدا عشان اقوم
هدر بجفاء مفتعل
اترزعي مكانك اما اخلص كلامي ابقي قومي
نظراته اخافتها وكذلك نبرته فاستكانت بمكانها فرقت لهجته قليلا حين قال
أنت اكيد حاسة باللي انا حاسه بس انا عايز ندي لنفسنا فرصة نفهم فيها مشاعرنا عشان لما ناخد خطوة منرجعش فيها أبدا اتفقنا
كلماته أثلجت
اخترق جلستهم صوت أتي من هاتفه معلنا عن وصول رسالة نصية فتراجعت شيرين بحرج إلى الخلف بينما هو انكمشت ملامحه پغضب و قام بالتقاط هاتفه الذي حاز علي انتباهه لثواني قبل أن يرفع رأسه بعد أن تبدلت نظراته كليا
و قال بخشونة
يلا ندخل جوا عشان متبرديش
اطاعته بصمت و توجهت إلى الداخل بينما تباطئت خطواته حين وصلت علي غرفتها و حين أوشكت علي فتح الباب تحدث بلهفه
هتنامي
التفتت قائلة بخجل
هحاول
حاوطتها نظراته بطريقة اربكتها خاصة حين قال بخفوت
لو منمتيش ابعتيلي
أومأت برأسها بخجل ثم التفتت لتدلف إلى الغرفة تحت أنظاره التي تقول الكثير و الكثير
ما أن أغلقت شيرين باب غرفتها حتى توجه إلى أحد الغرف و قام بالدخول إليها دون أن يطرق الباب فالتفتت أمينة تنظر إليه بابتسامة فهم معناها علي الفور فتحرك تجاهها واضعا يديه في جيوب بنطاله وهو يقول بجمود
نعم
أمينة بتهكم
أنا اللي عايزة اسمعك مش انت
طارق بخشونة
كل اللي
طلبتيه حصل
امينة بمكر
حلو و إيه كمان
زفر بنفاذ صبر قبل أن يقول بجفاء
و شيرين خلاص من النهاردة مفيش قلق ولا خوف منها
أوشكت أمينة علي الحديث ولكنها تفاجئت حين وجدت باب غرفتها يفتح و تقف أمامه شيرين تناظرهم بأعين يلتمع بها الدمع و الخذلان ولكن كانت المفاجأة الأكبر من نصيبه حين رآها و قد هوى قلبه بين ضلوعه حين سمع كلماتها حين قالت بتهكم مرير
ها يا مرات خالي اطمنتي من ناحيتي ولا لسه
أمينة بارتباك
شيرين
حاولت أن تتوارى خلف جدار السخرية التي تضمنها لهجتها حين قالت
تعرفي كل حاجه قالهالي ناجي الوزان كانت غلط الا حاجه واحده بس انك فعلا مش سهلة
مش سهلة عشان عايزة احمي بيتي و عيلتي
هكذا قالت أمينة بحدة بعد أن تجاوزت صډمتها فاجابتها شيرين بلهجه تفوح منها رائحة الألم
واحنا ايه نظامنا مش من كنت ممثل بارع بس مش لوحدك انا كمان مثلت عليك و اقنعتك تنكر
يعرف انها تكذب فحدقتيها تهتز بقوة من ثقل ما تحمله من عبرات و كذلك شفتاها ترتجف من شدة الألم لذا تجاهل ما تقوله و قال بحنو
بس انا مكنتش بمثل عليك
اسكت
هكذا قاطعته بقوة فلا طاقة لها علي احتمال كڈبة جديدة وذلك الحنان في نبرته سيجعلها تنخرط في نوبة بكاء عڼيفة ستطيح بما تبقى لديها من كبرياء لذا
متابعة القراءة