رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

بمشاكسة
جوزي حبيبي مرة واحدة دا في تطورات بقي وأنا معرفش ! و ياتري الغالي لسه بينام عالأرض و لا عفيتي عنه خلاص 
اغتاظت من كلماتها فقالت باندفاع
لا طبعا أرض إيه بينام جنبي ياختي 
ضحكت فرح بسعادة وقالت بحماس
أوبا يبقى حصل ! فرحي قلبي و قولي أنه حصل 
لون الخجل ملامحها و قالت بحدة مفتعلة 
بطلي يا فرح 
يبقي حصل اخس عليك وانا معرفش سليم دا غيرك و بقيتي تخبي عني كل حاجة أنا لازم أوقع بينكوا
هكذا تحدثت فرح بمزاح فهبت جنة بلهفة
محدش في الدنيا يقدر يوقع بينا و بعدين دي أسرار يعني هو أنا مفروض أقول كل حاجة 
عندك حق يا قلبي أنا بهزر معاك أسرارك أنت و جوزك متطلعش بره أوضة نومك ربنا يهنيكوا مع بعض فرحتلك أوي يا جنة سليم بيحبك و يستاهل تنسي كل حاجه و تعيشي معاه في سعادة 
احتضنتها جنة بحب و بادلتها الفرح العناق باقوى منه وهي تحمد الله على سعادة شقيقتها 
اسمحولي أقاطع الحضن الأخوى دا و أسأل عن مروان 
برقت عينا فرح حين سمعت صوت شيرين من خلفهم فحاولت تمالك نفسها قبل أن تلتفت قائلة باختصار 
كويس! 
اغتاظت شيرين من حديثها ولكن لم تعلق بل التفتت أنظارها إلىجنة ورقت نبرتها حين قالت
عاملة إيه دلوقتي 
خيم الاندهاش على ملامح الشقيقتين و سرعان ما تجاهلته جنة قائلة بهدوء
الحمد لله أحسن شكرا على سؤالك 
اومأت شيرين بابتسامة بسيطة قبل أن تقول بلهجة جامدة 
ياريت لو حد أطمن على مروان يطمني سما للأسف ناسيه فونها هنا مش عارفه أكلمها
حاضر هكلم سليم و أطمنك 
أومأت شيرين و توجهت إلى غرفتها لتنظر إلىريتال التي كانت تتوسط مخدعها نائمة بعمق فقامت بتناول هاتفها و قامت بإرسال رسالة نصية صدح بعدها رنين الهاتف بإلحاح تجاهلته بحنق و توجهت إلى المرحاض لتنعش جسدها بحمام ساخن تحتاجه بشدة 
جاء الصباح بنوره ليطغى على ظلام الأمس فتوسطت الشمس كبد السماء ناثره أشعتها الدافئة على برودة قلوب أبت التسليم أمام أصفاد الماضي لتعلن عن بداية جديدة مع يوم جديد لا تعلم خباياه فقط تتضرع إلى الله أن يأتي حاملا معه الخير 
حمد لله دائما من حزنها
أنت مفيش فايدة فيك حتى و أنت في الحالة دي بتضحك وتهزر 
مروان بغزل 
دانا اتقلب قرد
عشان أشوف الضحكة الحلوة دي 
أنت قرد من غير حاجه مش محتاج تتعب نفسك 
اخترق صوت سليم الساخر حديثهم فبدد اجواءه الرومانسية مما جعل مروان يناظره بحنق تجلى في نبرته حين قال 
دمك يلطش و كلنا عارفين إيه لازمته تستخفه بقي 
سليم ساخرا
شويه من اللي بتعمله فينا !
تمتم مروان بحنق 
عملك أسود و منيل يا بعيد 
لسانك الطويل رجع تاني يبقي انت كده خفيت 
كان هذا صوت سالم الساخر الذي دخل الغرفة يتبعه طارق الذي قال بتهكم
على أساس أنه كان في حاجة أصلا ولا الخربوش دا يعتبر چرح 
وافقه سالم موجها حديثه إلى مروان 
أجمد شويه هتشمت فينا الأجانب 
طافت عينيه على ثلاثتهم وقال بحنق 
اه انتوا اتفقتوا عليا انتوا التلاتة فاكرين أن مفيش حد يدافع عني
براحتكوا بس حقي هعرف اخده 
طرقة خفيفة على باب الغرفة لفتت انتباههم و سرعان ما لونت الدهشة ملامح الجميع حين أطلت شيرين برأسها من الباب وهي تلقي التحية ثم تنظر إلى مروان قائلة باهتمام
عامل إيه دلوقتي 
تمتم مروان بسخرية
اهي ابتدت تندع تعالي يا شيري يا حبيبتي أنا الحمد لله بقيت أحسن لما شوفتك 
قال جملته الأخيرة بنبرة أعلى و عينيه تلتقم تلك التي لون الإمتعاض ملامحها فابتهج قلبه كثيرا
بينما اجتاحت شيرين موجه من الذبذبات الموترة التي تفشت في سائر جسدها حين مرت بذلك الذي غافلته عينيه و حاوطتها باهتمام كبير تحول لحنق لا يعرف كنهه حين توجهت تجلس بجانب مروان وهي تقول بالقرب من أذنه 
بطل لسانك الطويل دا و احترم نفسك البت قاعدة جنبك من امبارح 
مروان بخفوت 
بس يا بت أنت من معسكر الأعداء يبقي تخرسي خالص انا عارف بعمل ايه 
ناظرته پصدمة سرعان ما تحولت لحزن بددته كلمات طارق الذي قال ساخرا
ما تعرفونا بتقولوا إيه ولا إحنا مش قاعدين معاكوا 
اه صحيح انتوا إيه اللي مقعدكوا معانا ما تهوونا شويه 
تحدث مروان موجه كلماته للجميع فنهره سالم قائلا
اسكت احسنلك 
ماهو زي القرد اهوة كان لازم تجرجرونا عالمستشفيات وخلاص 
الټفت الجميع على صوت همت التي دخلت إلى منتصف الغرفة وخلفها أمينة و بجانبها كلا من جنة و فرح التي اشتبكت عينيها مع عينيه المشتاقه فلبت دعوته على الفور حين مد يديه لتتقدم و تجلس بجانبه فحاوط كتفها بحب لم تفصح عنه شفتاه 
ايه اللي جاب الوليه دي هنا
كان هذا صوت مروان الممتعض فحاول الجميع كبت إبتسامته و خاصة أمينة التي اقتربت تعانقه وهي تقول بجانب أذنه
احترم نفسك و اتلم خليها تعدي علي خير 
ايوا بردو يعني مش مكفيكوا اللي انا فيه رايحين جيبنهالي هنا كمان 
هكذا تمتم بخفوت ثم رفع عينيه ليناظر همت بإبتسامة مزيفة تشبه نبرته حين قال 
أهلا يا عمتي خطوة عزيزة النجف بيرقص من الفرح عشان جيتي والله دا حتي چرحي التهب اول ما شوفتك
همت بسخرية
عقبال لسانك يا قلب عمتك لما يلتهب هو كمان عشان نرتاح 
تمتم مروان بخفوت
حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم 
اجلس سالم والدته بجانب فرح وهو يقول بعتب
تعبتي نفسك ليه يا ماما
و هتعب نفسي لاعز من مروان 
صاح مروان يرد علي أمينة
تعيشي يا مرات عمي يا أصيلة
تغلب عليه شوقه حين رآها و تقدم ليحتويها بحنان تجلى في نبرته حين قال بجانب أذنها
أعمل فيك إيه على عدم سمعانك الكلام دا مش قولتلك خليك و إحنا هنجيبه و نيجي عالبيت
ناظرته جنة بخجل من أفعاله أمام الجميع و قالت بخفوت 
مقدرتش استنى في البيت لوحدي قولت اجي معاهم و بالمرة اطمن عليه 
اهو زي القرد قدامك اهوة 
تحدث سليم بصوت عالي فصاح مروان بحنق 
هو في ايه انتوا جايين تزوروني ولا تقروا عليا 
أجابته فرح بمزاح 
لا جايين نطمن عليك طبعا عندك شك في كدا 
مروان بسخرية 
صدقتك أنا و أنت قاعدة جمب حبيب القلب ولا حتى قولتيلي سلامتك وكل مخططاتنا راحت في الفاضي صح 
تدخل سليم موجها حديثه إلى سالم 
على فكرة كان بيوقع غيرك وحش لدرجة أن محدش فينا قدر يقعد وأنت مش فيه و جينا كلنا علي هنا 
هكذا تحدثت جنة فتمتم سليم حانقا
الصبر من عندك يارب 
انطلقت الضحكات وسط مزاح مروان و مشاكسته للجميع و لدهشتها وجدت
نفسها مستمتعة لجو العائلة الدافئ المحيط بهم ولكن بدد الجو حولها اهتزاز هاتفها فنظرت للمتصل و هوى قلبها ړعبا فحاولت تجاهله ليعيد الهاتف اهتزازه فتوجهت للخارج للإجابة على هذا الاتصال الملح ظنا منها أن لا أحد يلاحظ غيابها ولكنها كانت مخطئة فقد كانت عينيه تلتقمان كل همسه تصدر منها بلا وعي منه و لم يستطع مقاومة فضوله حين رآها تخرج فما هي إلا لحظات حتى قادته قدماه خلفها ليجدها تتحدث إلى الهاتف وهي تقول بحنق 
اللي حصل قولتهولك وأنا كنت هعمل إيه يعني حتى دا كمان
ليا فيه 
بدأ أنها تستمتع إلى الطرف الآخر بحنق تجلى في نبرتها حين قالت 
اعتقد ان دي مش مشكلتي و مش هتدخل تاني في حاجة زي دي كفايه اللي حصل قبل كدا 
أنهت جملتها و قامت بإغلاق الهاتف و التفتت لتنفلت منها شهقة خاڤتة حين رأته يقف بطلته الخاطفة واضعا يديه في جيوب بنطاله يناظرها بجمود خالط لهجته حين قال
بتكلمي مين 
تجاهلت شئ مزعج يجذبها إليه وقالت بجفاء
ميخصكش 
مين قالك كدا دا يخصني و أوي كمان
استفهم بفظاظه فخرجت منها ضحكة مستنكرة حين قالت 
دا بأمارة ايه 
جاءت نبرته فظة دون أن يقصد حين أجابها 
بأمارة انك اتطلقتي و بقيتي من ضمن مسئولياتي !
مسئولياتك 
استفهمت باستنكار متجاهله تلك الضربات المتلاحقة بصدرها فصحح كلماته قائلا 
اقصد مسئولياتنا ! 
زفرت بحنق تجلى في نبرتها حين قالت 
انا مش لسه طفلة صغيرة و لا مسئولية حد أنا مسئولة من نفسي وياريت تبعد عني احسنلك 
و إلا 
نبرته كان يشوبها تحدي اربكها فقالت بتوتر 
تقصد
ايه 
طارق بفظاظة
كملي الجملة ابعد عنك احسنلي و إلا 
لم تجد ما تقوله فقالت بنفاذ صبر 
معنديش رد و ماليش خلق للأفلام بتاعتك دي أنا ماشية 
اوقفتها يداه التي قبضت على رسغها بقوة شابهت نبرته حين قال 
بما أنك معندكيش رد يبقى تسمعي المفيد 
سخرت قائلة 
إللي هو 
تجاهل سخريتها و قال مشددا على حروفه 
أنا واخد بالي منك أوي وبالمناسبة أنت مش عجباني فخلي بالك من كل حاجة بتعمليها عشان هحاسبك عليها و من هنا ورايح كل حرف وكل خطوة محسوبه عليك حطي كلامي ده حلقة في ودنك 
دق قلبها بقوة لم تختبرها مسبقا وزحفت دماءها المحتقنة إلى خديها فحاولت السيطرة على مشاعر غريبة اجتاحتها حين لجأت إلى استفزازه قائلة 
و إلا 
نجحت في مسعاها فشدد من قبضته ليؤلمها قبل أن يقول بفظاظة
هكسر دماغك 
بأي حق 
سؤالا لا يعرف إجابته ولا يحاول البحث عنها لذا لجأ إلى المراوغة حين قال
لو كنت ناسية أنت بنت الوزان و دا كفيل يديني ألف حق انك لما تتعوجي أعدلك 
سحبت يدها پعنف من يديه و قالت غاضبة 
اوعى تفكر تقرب مني تاني ولا اسم الوزان بيديلك الحق تقل أدبك كمان 
للحظة استرجع مذاق اقترابها فسرت قشعريرة لذيذة بجسده و لا إراديا توجهت عينيه إلى كريزيتها لتعبر قشعريرته إليها هي الأخرى و دون وعي تراجعت للخلف فلونت ملامحه ابتسامة خاڤتة قبل أن يقول بخشونة
كانت غلطة بس مندمتش ولا هندم عليها أبدا 
لا تعرف ما عليها أن تفعل فقد ضړب ثباتها في مقټل و لعب على نقاط ضعفها ببراعة لذا لم تجد مفر أمامها من الهرب فتجاوزته و هرولت إلى الخارج تنوي الابتعاد عنه قدر الإمكان 
سالم أنا جهزت عقود الصفقة فاضل بس تشوفها و تقول لو عندك أي تعديل 
هكذا تحدث سليم موجها حديثه إلى سالم الذي قال بإمتنان 
عملت فيا خير لما اروح هبقي أراجع عليها و جهز نفسك عشان أنت اللي هتتولي ادارة المجموعة الفترة الجاية دي 
خرج استفهامها رغما عنها 
ليه و أنت هتكون فين 
نظر سالم إليها بطمأنه قبل أن يقول بغموض
لما نروح هنتكلم 
أزداد توترها ما أن سمعت حديثهم فقد جاء وقت التنفيذ لذا تجاهلت
ارتباكها وقالت
عايزة اتكلم معاك يا سالم لوحدنا ! 
الټفت سالم إلى همت إثر حديثها الذي أثار استفهام الجميع فقال بفظاظة قاطعا أي مجال للحديث الجانبي 
تعالي معايا 
خرج سالم برفقة همت فتمتمت فرح بقلق 
يا ترى عايزاه في إيه
إجابتها أمينة بنبرة مخټنقة
أيا كان اللي عايزاه فيه فهو مش خير 
لون الحزن معالمها 
لسه محتاج شويه إقناع 
اخفضت بصرها خجلا فتابع بخفوت
مش هتقنعيه طيب 
تقنعك بأيه 
صدح صوت سليم خلفهم مما جعل سما تنتفض إلى الخلف وهي تنظر في كل الاتجاهات من فرط الخجل بينما سب مروان بخفوت قبل أن يلتفت قائلا بحنق
و أنت مالك رامي ودنك معانا ليه 
سليم باستفزاز 
أصلك غالي عليا و في دين في رقبتي لازم يتسدد 
لكزته
تم نسخ الرابط