رواية مكتملة سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
جيدة و سيغادر غرفة العناية بالأطفال اليوم و قد قرروا الذهاب لتسميته و لسوأ حظها أو لحسنه لا نعلم فقد كان هو من أتى معها حتي يقدم الأوراق الرسميه و يقوم بكتابه الطفل و قد كانت تحمل هم بحجم الجبال عن اسئله ستواجهها و لا تملك لها أي اجابات في الوقت الحالي فأخذت تضم الطفل إليها بحنان ټشتم رائحته علها تشتت تفكيرها الذي كان ينهش بعقلها و لكنه كالعادة يخلف ظنونها فقد التزم الصمت طوال الطريق و لدهشتها فقد اغضبها هذا التجاهل المريع ولكنها تابعت الصمت الي حين وصلوا الي وجهتهم و لم يقطع صمته سوي سؤاله المقتضب
كان يناظرها شذرا و قد اغضبها ذلك للحد الذي جعلها تود أن ټنفجر في وجهه لتخبره أن يذهب الي الچحيم ولكنها تراجعت في آخر لحظه و قد قررت اللعب علي طريقتها فقالت بمكر يغلفه الهدوء و شددت علي كل كلمه تفوهت بها
ياسين جنة قررت تسمي البيبي ياسين
يتبع
البارت الرابع
الرابع بين غياهب الأقدار
الصدور بلا رحمه هنا يبقى السؤال حائرا هل يمكن للقلوب أن تظفر بغنيمة العشق ذات يوم أم أن ذلك الاحتمال دربا من دروب المستحيل!!
الټفت الجميع لتلك التي ترجلت من السيارة بهيئه مبعثرة و عبرات غزيرة اختلطت بكحلها الفاحم فشكلت لوحة مرعبة لإمرأة افنت عمرها باكية
تعالت الشهقات من حولهم علي شيرين التي كانت نظراتها مصوبه على سالم الذي كان يطالعها بغموض سرعان ما تحول لصدمه حين وجدها تتقدم خطوتين منه قبل ان تسقط مغشيا عليها فهب من مكانه يحملها بين ذراعيه و يتوجه بها الي الداخل و الجميع خلفه مذعور مما حدث فكان أول من قابله هي همت التي ما أن رأت ابنتها محموله هكذا حتي صړخت پذعر
لم يجبها أحد و قام سالم بوضعها على الأريكة بغرفه الجلوس ثم تراجع خطوتين و اجتمع الكل حولها و ارتمت همت جالسه بجانبها تحاول افاقتها وهي تقول بلهفه
شيرين ردي عليا يا بنتي
حصل ايه حد يقولي
ما أن سمعت اسم شقيقتها حتي هرولت بقلب مړتعب وهي تقول ملتاعه
شيرين شيرين ردي عليا مالها فيها ايه ما حد يرد علينا ساكتين كدا لية
والله الوحيد الي يعرف فيها ايه هي احنا لاقيناها بتنادي علي سالم و فجأة أغمي عليها
كانت تظن أنها امرأة من الجليد ولكن الآن انصهر الجليد و تحولت إلي كرة ڼارية و كأنها خلقت من رحم الڼار التي نهشت بصدرها ما أن رأته يحمل تلك المرأة بين ذراعيه بتلك الطريقه فأظلمت غاباتها تنذر بهبوب عاصفة هوجاء كانت رياحها تتخبط پعنف بين ضلوعها و تجلى ذلك علي صفحه وجهها المحمرة و عينيها التي أطلقت أسهم حادة لاحظتها شقيقتها التي اقتربت منها قائله بخفوت
حانت منها التفاته بسيطه و لم تكد تجيبها حتي التقمت عينيها إمرأة تتهادي في مشيتها وهي تناظرها بعينين تقطران سما سرعان ما تحول لوداعه وهي تنظر إلي سليم قائله بخفوت
اذيك يا سليم
تفاجئت جنة التي لأول مرة تراه متوترا قاطعه كلمات مروة التي قالت بحزن زائف
شيرين أعصابها تعبانه يا طنط و لما شافت سالم اقصد شافتكوا متحملتش و أغمي عليها
الټفت الجميع الي صاحبه الصوت الرفيع و الجسد الممتلئ بإغؤاء قاټل جعل أمينة تلوي شفتيها امتعاضا تجلى في نبرتها حين قالت
و ايه الي تعب أعصابها يا مروة مش كانت مع جوزها !
ألقت عليها همت نظرات ساخطة ثم توجهت بأنظارها الي مروة قائلة بلوعة
حصل ايه يا مروة طمنيني
طافت انظارها وشوش المحيطين و استقرت علي فرح و جنة و قالت بحرج مفتعل
شويه مشاكل خاصه يا طنط
2
فطنت فرح لمحاولتها في إظهارهم و كأنهم دخلاء عليهم فنظرت الي امينه قائلة بجفاء
هنروح احنا عالملحق يا حاجه امينه عشان جنة ترتاح شويه و الف سلامه عليها
قالت جملتها الأخيرة وهي تشير بعينيها علي تلك التي بدأت تستعيد وعيها رويدا رويدا و بين اليقظه و المنام همست قائله
سالم
استقر همسها في منتصف قلب فرح التي حاولت الثبات بصعوبه وهي تمر من أمامهم تنوي المغادرة و بداخلها نيران تحترق ڠضبا لا تعرف كنهه و لكنها توقفت حين سمعت صوته الغليظ
لما تفوق خليها تجيلي علي المكتب
القي بكلماته و توجه إلي مكتبه مرورا نبرته كذلك حين أجابها بإختصار
سامعك
بللت حلقها و ابتلعت ريقها قبل أن تقول بتوتر
بخصوص الكلام الي كنت قولته قبل كدا يعني عنك و عن فرح انا
توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها لا تعلم كيف تصيغها فباغتها قائلا بفظاظة
أنت ايه كملي
لا تعرف كيف تخبره بأنها كانت تتلوي بنيران الغيرة و الألم معا و قد كان هو الآخر لا يساعدها فغمغمت بخفوت
انا مكنتش اقصد
قاطعها قائلا بقسۏة
اسمها أنا اسفه اسفه علي قلة ادبي و علي اني ظلمتك و ظلمت بنت مشوفتش منها حاجه وحشه مسمهاش مكنتش اقصد ولا بنت الوزان متعودتش تعتذر لما تغلط!
باغتتها إجابته التي لم تكن تتوقعها ابدا فتولد بداخلها شعور قوي بالڠضب الناجم عن إهانته لمشاعرها التي كانت
تظن بأن لها صدى بداخله مما جعلها تتجاوز قلبها بقسۏة قائلة بغرور
كويس انك عارف ان بنت الوزان مبتعتذرش و ضيف عليهم كمان أن حتي لو اعتذرت فدا شرف مش اي حد ينوله
اهتزاز حدقتيها المثقله بالعبرات كان الشئ الوحيد الذي جعله يتراجع عن توبيخها متعمدا إضفاء السخرية علي ملامحه و التي تجلت في نبرته حين قال
قصدك شرف متمناش اني أنوله
لأول مرة بحياتها تتعرض الي هذا الموقف خاصة أن كان مصحوبا بهذا الألم فتمنت للحظه بأن تنشق الأرض و تبتلعها من أمام عيونه التي كانت تشيعها بنظرات قاسيه ولكنها حاولت أن تتماسك لأقصي درجة حين قالت
كدا احنا متفقين
شعر بثقل كلماته عليها ولكنه
كان غاضب منها و كثيرا خاصة
بعد أن قصت له فرح كل ما حدث منها ومن الجميع في هذا القصر لذلك أراد تلقينها درسا و تحجيم اندفاعها ذلك حتي وان كان هذا مؤلم بالنسبه اليه
بنبرة لامباليه قال
متفقين علي ايه
لم تستطيع أن تمنع كلماتها التي خرجت جريحه غاضبه
اني مش عايزة اشوف وشك مش عايزة حد يشوفني و أنا كدا
مروان بلهفه
طب اهدي اهدي اهتمام فقد كان ڠضبها يطمس كل شعور لديها في تلك اللحظه و خاصة حين رأته يناظرها حين مرت بجانبه برفقه مروان بتلك الطريقه التي تساقطت عبراتها مما جعل يدي فرح تمتد لتزيلهم بلطف لتحتوي خديها بكفوفها وهي تقول بحنو
محمود مالوش ذنب في حاجه يا جنة دا ابنك ضناكي حتة منك اوعي تفكري تعاقبيه او تبعدي عنه هو دا الوحيد الي هيهون عليك كل حاجه
جنة بلهفه
محمود
فرح بحنان
ايوا محمود و علي فكرة شبه بابا جدا
اختطف أنظاره مشهد فرح وهي تواسيها محتضنه وجهها بين يديها فشعر الغيرة منها و تمني لو أنه من كان يتحتضن ملامحها الجميلة بين يديه يتمني لو يكون هو حضنها الدافئ الذي يمتص جميع اوجاعها و يبدل حزنها فرحا من كل قلبه تمني في تلك اللحظة لو يكن هو ملجأها الآمن من كل شئ ولكنه أكثر من يعلم بأن هذا مستحيل
سرحان في ايه كدا
كان صوتا يبغضه بقدر ما يبغض وجودها في محيطه مرة ثانيه و ظهورها في ذلك التوقيت بالذات ولكنه كعادته معها لا يحب أن يعطيها أكثر من قدرها فلم يكلف نفسه عناء الإلتفات لها بل قال بجفاء
ميخصكيش
لم يؤثر بها جفاءه انما الټفت لتقف أمامه تحاول فرض وجودها أمام عينيه تعاتبه برقه
طب اسأل عني طيب قولي عامله ايه اخبارك ايه اي حاجه
تحدث بفظاظته المعهودة
ولو أن الموضوع ميخصنيش و لا يفرق معايا بس يالا زي بعضه عاملة ايه
استشعرت قدومها من عينيه التي امتزج بها الشغف و اللهفه معا فقالت بغنج مثير
احسن بكتير بعد ما شوفتك متتخيلش كنت مشتقالك قد ايه
اخترقت جملتها مسامع جنة التي شعرت بطوفان من الڠضب و الإشمئزاز يغزو قلبها پعنف فتجلي ذلك بنظرة خاطفه ألقتها عليه حين مرت بهم فتعلقت عينيه به لدرجة أنه الټفت لا إراديا حين تجاوزته و مرت الي داخل الغرفة حتي وصلت إلي أمينة التي تلهفت عينيها لرؤيتها
تعالي يا جنة يا حبيبتي
تقدمت منها جنة وعينيها مسلطه علي الطفل القابع بأحضانها وقالت بهدوء
كنت جاية اخد محمود حضرتك شيلاه طول الطريق اكيد تعبتي!
تعالت دقات قلبها وهي تنظر إلي حفيدها بحب تجلي في نبرتها حين قالت
هو انا بردو معقول اتعب منه دا لو قعد في حضڼي العمر كله متعبش
ابتسمت جنة قبل أن تتقدم منها بأقدام مرتعشه و ايدي حاولت أن تتحكم في ارتجافها وهي تقول بخفوت
ربنا يخليك لينا
شعرت أمينة بما يعتريها في تلك اللحظه فقالت بحنو وهي تهب من مقعدها
خليه معايا هوصلك بيه
وافقتها جنة التي أمسكت بذراعها الممسكه بطفلها و توجهت الي الخارج
مرورا بهم فقالت أمينة
هبعتلك بنت من البنات تساعدك متعمليش اي حاجه خدي محمود في حضنك وريحي
صدح صوت ساخر من خلفهم كان ل همت التي قالت
والله اشتقنا لحنيتك يا حاجه امينه واخده بالك من مرات ابنك اوي طب مش تجبيها تسلم علي بنت عمة جوزها الي تعبانه ولسه جايه من السفر
كانت تشدد علي كلمه زوجها بطريقه استفزته كثيرا فتحرك ذلك العرق النابض في رقبته ففطنت تلك التي أرادت أن تعيد الزمن مرة أخرى غافله عن استحالة إحياء المۏتى من جديد
توقفت جنة و امينة بجوارها و التي فرقت نظراتها بين همت و شيرين التي كانت ترتشف من كوب المياة بعد أن استعادة وعيها فقالت أمينة بتهكم
لما الناس ترتاح و تفوق كدا تبقي تتعرف يا همت خلي عندك نظر
ڠضبت من اهانتها ولكنها أرادت استفزازها فقالت بنبرة ذات مغزي
لا في دي عندك حق وبعدين قدامهم وقت طويل يبقوا يتعرفوا علي بعض براحتهم
كانت تشير الي اشياء تعلم أنها ستغضب أمينة التي تجاهلت حديثها وواصلت تقدمها الي
الخارج الي أن مرت بسليم الذي كانت عينيه مثبته عليها بقوة بينما هي كانت تتفادى نظراته متعمده تجاهله هو و تلك السخيفه التي بجانبه ولكن باغتها حديث امينه حين قالت
سليم تعالي عشان توصل جنة الملحق و تشيل محمود عنها
جاءه الغيث في طلب والدته منه مرافقتها فقد كان يشتهي اي فرصه تجمعه بها فاندفع يأخذ الطفل منها قاطعا عليها هذا الاعتراض الذي ارتسم علي ملامحها فلم يمهلها الوقت للحديث حين قال باندفاع
اه طبعا هاتي عنك
اغتاظت من
متابعة القراءة