رواية مكتملة بقلم رحمه السيد
المحتويات
عن والدتها من جديد ولكن للأبد دون خيط أمل للعودة !!!!
حينها هزت أيسل رأسها ولم تشعر بشهقة البكاء التي غادرت شفتاها وكأن روحها الطفولية تغادرها لتتشبث بوالدتها المېتة
طب قومي وانا هسامحك لو سبتيني تاني مش هسامحك والله قومي بقااا طب انا مسمحاكي خلاص بس قومي يلا نمشي
وحينما كانت على عتبة الباب صړخت صړخة متحشرجة كانت بمثابة صاعق لعقلها المتجمد المصډوم الرافض للتصديق ولأول مرة تناديها
كان قلب بدر يلتوي ألما على صغيرته التي اتضح أنها عكس ما تتظاهر تماما
كانت تخبرهم أن يبتعدوا عنها تماما وأنها تكرههم بينما تلك الطفلة داخلها لازالت تنتظر أن يعودوا ليتلقفوها معتذرين منها عما بدر منهم !!!!
بينما أيسل كانت تسير بصمت ودموعها تتسرب لتروي وجهها الشاحب كم تمنت أن تناديها ب أمي وهي على قيد الحياة كم تمنت أن تسرح لها خصلاتها وتدلكها لها قبل أن تنام أن تعنفها حينما تخطئ وتجبرها على فعل اشياء لا تحبها فقط لمصلحتها هي وليس العكس لم تتمنى الكثير
على الطرف الآخر حيث القرية
فتح يونس عيناه ببطء يتململ في نومته فمد يده بتلقائية للفراش جواره ليجده بارد وفارغ فهب منتصبا من الفراش بفزع وكأن كابوس رحيلها عاوده من جديد
ونهض راكضا نحو المرحاض ينادي بأسمها في هلع واضح
ليااااال ليااال انتي فين
فخرجت ليال من المرحاض تجيب بسرعة
فهمست ليال مشدوهه بعدم فهم
مالك يا يونس!
ثم خرج صوته أجش وهو يخبرها آمرا
اوعي تفكري تبعدي عني ابدا
مقدرش أعمل كده يا يونس أنت روحي هو في حد بيقدر يبعد عن روحه!
ف
يونس لأ استنى
يووونس مش هينفع انا عايزه أروح لبابا
حينها ابتعد يونس وكلمتها جمدته مكانه ليبتعد قليلا ثم سألها بعدم فهم مستنكرا
فابتلعت ريقها وهي تزيح خصلاتها التي تشعثت بسبب يداه العابثة ثم هتفت بهدوء تخبره بما شغل بالها منذ عودتهم
أنا قررت أتنازل عن القضية وأخرجه
نعم !! ومين قالك إني هخليكي تعملي كده انا اللي رافع القضية ومش هتنازل
زمجر بها يونس بعصبية وقد عاد ذلك الڠضب يتأجج داخله كلما تذكر اليوم العصيب الذي عاشه بسبب والدها المړيض !
وأنا اللي إتخطفت وهعمل كده ده ابويا راح ولا جه أبويا ومقدرش أحبسه حتى شهر فما بالك ب سنين !!
طب وانا عادي اللي عمله وخلاني أعيشه عادي يمر يوم كامل معرفش انتي فين هجرتيني فعلا زي ما كان عايز يقنعني ولا لا واسأل نفسي طب لو هجرتيني عملتي كده ليه طب لو معملتيش كده يبقى اتخطفتي! طب مين اللي خطڤك وخطڤك ليه يا ترى حد بيكرهني وعايز يأذيني فيكي ولا حد عايز فلوس ولا حد اصلا وقعتي تحت ايده صدفة وطمعان فيكي وھيأذيكي!!
قلبها ذلك القلب المتأصلة فيه الفطرة يأبى أن يفعل ذلك بوالدها مهما فعل او سيفعل!
افهمني يا يونس انا عارفة وفاهمة كويس اوي اللي بتقوله لكن ڠصب عني حتى لو عقلي مقتنع باللي بتقوله بس ده ابويا مش هرتاح ابدا وانا عارفة إنه مسجون بسببي!!
ساعدني عشان أرتاح يا حبيبي
فتنهد يونس بعمق وقد نجحت في سبر اغواره ليستدير لها ببطء يسألها للمرة الاخيرة ولم ينكر تمنيه أن تنفي
انتي متأكدة إنك عايزه تعملي كده وهترتاحي لما تعملي كده يا ليال
فأومأت ليال مؤكدة بابتسامة خاڤتة
جدا جدا
حينها بادلها يونس تلك الابتسامة الحانية
خلاص يا حبيبي وانا معاكي طالما ده اللي هيريحك
بعد فترة في مركز الشرطة
تنازلت ليال بالفعل عن المحضر ضد والدها تنفست بعمق هكذا تشعر أن مارد الفطرة قد استكان مغادرا إياها بعدما نفذت ما أمرتها به فطرتها !
خرج والدها من الحبس مع العسكري وما إن رأى ليال ويونس حتى تجهمت ملامحه ليقول والغيظ ينضح من نبرته
جايين تشمتوا فيا
ثم نظر ل ليال متابعا بازدراد
وانتي انتي
إيه بنت حرام بتسجني ابوكي خسارة فيكي لقمة طفح اديتهالك وانتي صغيرة حتى
كز يونس على أسنانه بغيظ وهو يرمق ليال بنظرات ذات مغزى مرددا
شوفتي رجعت ريما لعادتها القديمة اللي فيه طبع مابيغيروش ابدا يا ليال
قاطعهم صوت الضابط الذي خرج هادئا جادا بنبرة دبلوماسية وهو يخبر حامد
الاستاذ يونس ومدامته اتنازلوا عن المحضر يا حامد
لم يستطع حامد السيطرة على أصابع الدهشة التي امتدت لتعبث بملامحه التي كانت مزدردة قاسېة لتصبح مدهوشة متصنمة !
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا
وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
وكالعادة لم يبخل حامد عليها فبخ سمه المدسوس بين حروفه في وجهها وهو يتشدق ب
انا
متابعة القراءة