رواية مكتملة بقلم رحمه السيد
المحتويات
يملك بدر سوى أن يومئ برأسه مؤكدا لا يستطع ألا يوافقها وهو يراها تفرش أمامه ولأول ما يجول بصدرها ويجعل قلبها يضخ ألما بدلا من الډم !
ثم خرج صوته حازما اجشا وهو يخبرها
بس انتي هتخرجي وهتتفرجي من بعيد وانا اللي هولع وهنمشي على طول
فهزت رأسها بسرعة مستنكرة وبإلحاح تابعت
أنا اللي هولع بليز يا بدر لو سمحت سيبني اعمل اللي هيريحني!
حاول بدر سحبها ولكنها كانت متيبسة ترفض الخضوع وتحدق بتلك النيران بوله وكأنها السکين الذهبية التي نالت بها قصاصها
ليردف بدر بحدة محذرا إياها
يلا يا أيسل أكيد الناس هتتلم دلوقتي اول ما يحسوا بالحريق
طيب يلا
ولكنها حينما تحركت لم يسعفها الحذاء ذو الكعب العالي والبنزين المسكوب ارضا لتلتوي قدمها وتسقط ارضا لتمسها تلك النيران للحظات معدودة من الزمن ولكنها صړخت پألم وهي تبتعد بسرعة في نفس اللحظات التي سحبها بدر بها بقوة
انتي
كويسة الڼار طالتك
أيوه إتلسعت بس بسيطة يلا نمشي
في القرية
تحديدا في غرفة قاسم البنداري
خرج صوته حاملا الاشتياق ذلك الشعور المتزايد حد الۏجع حينما تشتاق وتجن معاقيل روحك لروح لم تعد في دنيانا ولم يمهلك القدر فرصة لتنتشل بضع ذكريات من مخالبه لتعيش عليها بل تركك خالي الوفاض تعاني مرارة الأمرين والاشتياق مشتركا بينهما !
ثم هز رأسه ليكمل بۏجع
بس انتي مش وحشاني من يوم ما متي بس لأ يا زينب إنتي وحشاني من يوم ما أخبارك إتقطعت عني من يوم ما اتجوزتي راجل تاني واتحرمتي عليا !
ثم إرتسمت ابتسامة عرجاء ضعيفة على ثغره وهو يستطرد بذات النبرة
بس تعرفي
يا زينب بنتك مش شبهك ممكن تكون شبهك في الشكل لكن الروح لا بتك قوية وشرسة وقادرة تدافع عن الراجل اللي بتحبه ماستسلمتش للواقع بتحارب وهتحارب
بس متقلقيش أنا شايلها فوق راسي والله عارف إن يونس ابني عنيد وبيقسى عليها حتى لو حاول مايبينش قدامنا لكن والله من جواه حنية الدنيا
وعادت تلك الابتسامة للظهور وهو يردد بشجن
تعرفي يا زينب من اول لحظة لمحتها فيها في اليوم اياه لما حصل الموضوع اياه بينها وبين يونس وانا لاحظت الشبه الواضح بينكم وماكدبتش خبر وخليت معارفي يجبولي من الشغل اللي كانت فيه كل المعلومات عنها وشهادة وميلادها وكل حاجة ومن اللحظة اللي عرفت فيها إنها بنتك وانا قررت إن يونس لازم يتجوزها مع اني مش مصدق إن يونس يعمل فيها كده انا ماربيتوش على كده يا زينب لكن ماسبتش للشيطان سبيل وقولت لازم اجوزهم ولو ليهم نصيب في بعض ربك قادر يربط خيوطهم ببعض
ماكنتش اقدر أظلمها وأخليها تعاني زي ما انتي عانيني يا زينب انا اسف يا زينب انا اسف يا غالية
فرك عيناه يمنع تلك الدمعة التي كانت تلح ليطلق سراحها من بين جفناه ولكنه أبى فتابع بصوت حاني وبنبرة مخټنقة
بس انا بحبها اوعي تكوني مفكره إني بكرهها علشان هي مش مني لا انا بحبها عشان هي بنتك انتي كل ما اشوفها هشوفك فيها
ثم عاد ليتحسس الصورة متمتما بصوت يكاد يسمع
انا اسف سامحيني يا زينب سامحيني يا حبيبتي !
عودة للقصر
وصل كلا من أيسل وبدر فنهضت فاطمة التي كانت تنتظرهم على أحر من الجمر لتركض نحو أيسل صاړخة بفرحة وقد تهللت أساريرها
أيسل وحشتيني اليوم ده يا حبيبة ماما
وانتي كمان وحشتيني اكتر يا مامتي
رفعت فاطمة رأسها لتتفحصها بقلق ليطمئن قلب الأم الملتاع داخلها
إنتي كويسة يا
قلبي عملتي إيه في اليوم ده وأكلتي كويس ولا لأ اوعي يكون حد ضايقك هناك
فهزت أيسل رأسها وبهدوء ورقة راحت تطمئنها
انا كويسة يا حبيبتي متقلقيش ومحدش ضايقني ولا حاجة واكلت
إنتبه حينما إلتفتت فاطمة له لتردد له بامتنان حقيقي
من وقت ما شوفتك طالع في الوقت ده كنت متأكدة إنك رايح تجيبها شكرا يا بدر شكرا جدا
فتنحنح بدر بحرج مجيبا
مش محتاجة شكر يا ست فاطمة انا عملت اللي أي راجل مكان كان هيعمله وكمان احنا بينا إتفاق !
اومأت فاطمة وهي تربت على كتفه بابتسامة حلوة
بس برضو لازم اشكرك ربنا يحفظك لشبابك
بادلها بدر الابتسامة المجاملة ولم يعلق ثم لاحظ تشنج ملامح أيسل وهي تمسك ظهرها ليبتلع ريقه بعدها متمتما في هدوء
بعد اذنك يا ست فاطمة عايز أتكلم مع أيسل في حاجة بس
اومأت فاطمة برأسها موافقة ليسحب بدر أيسل من ذراعها برفق متوجها بها نحو غرفتها وبيده الكيس الذي به المرهم الذي سيضعه لها حمد الله أن مريم لم تكن موجودة في إستقبالهم الان ويبدو أنها نامت لحسن حظه وإلا لكانت اضجرته بمشاجراتها وكلامها الذي أصبح يثير
متابعة القراءة