رواية مكتمله بقلم ديانا ماريا ج4
المحتويات
فارغ اختفت ابتسامتها وهي تبحث عن والدتها ولم تجدها.
هل نسيت والدتها عيد ميلادها حاولت مواساة نفسها بأنها ربما تحضر لها مفاجأة في المساء ولكنها جلست بحزن لأنها كانت تريدها معها طوال اليوم فكرت داليا بوالدها باشتياق كم تمنت لو كان معها في هذا اليوم كان دائما يعدها أن عيد ميلادها الخامس عشر سيكون مميز ولكن أين هو الآن تمنت بشدة لو يدرك والدها ما تتمناه ويعود لوالدتها حتى يتمكنون من العيش معا كعائلة مرة أخرى على والدها أن يرى أنه المخطئ وأنها ووالدتها على حق.
لم ترد أن تبقى لوحدها فنهضت وبدلت ملابسها حتى تذهب وتقضي بعض الوقت مع نورهان إلا أنها لم تجدها في المنزل مما أثار استغرابها وضيقها وعادت حتى تجلس وحيدة.
كان أمجد يجلس شاردا والحزن يطل من عينيه فسألته علياء باهتمام مالك يا أمجد قاعد لوحدك كدة ليه
رد أمجد بصوت منخفض وهو مازال يحدق أمامه النهاردة عيد ميلاد داليا.
جلست بجانبه ووضعت يدها على كتفه قائلة بعطف متزعلش يا أمجد بإذن الله كل ده ينتهي وداليا ترجع تاني.
تنهد يارب يا علياء أنا تعبت.
أحست علياء بالذنب فقالت بندم أنا سبب كل المشاكل دي بينكم لو مكنتش اتجوزت...
زفر بحنق متابعا الموضوع بيني وبين حسناء يا علياء حسناء مش عايزة تشوفني مبسوط مستعدة تعمل أي حاجة علشان تقهرني وغرضها الأول والأخير هو الفلوس اللي هتقدر تسحبها مني لما تاخد داليا.
قالت علياء فجأة طب ما تتصل على داليا يا أمجد ولا تبعت لها هدية علشان تعرف أنك فاكرها مش ناسيها يمكن ده يخليها تعيد حساباتها شوية.
أومأت علياء بحماس فأسرع أمجد يحاول الإتصال بابنته إلا أنه استغرب عندما وجد الهاتف مغلقا ونظر لعلياءمقفول.
قالت علياء بابتسامة يمكن فاصل شحن ولا حاجة أهم حاجة فكر في الهدية وابعتها أكيد هتفرح بيها أوي.
أومأ أمجد بالايجاب وبدأ يفكر ماذا يحضر لابنته.
عادت حسناء قبل هبوط الليل مما فاجئ داليا فنهضت بحماس تستقبلها وجدت تمسك أكياس بيدها فتحضرت ظنا منها أنها هديتها إلا أنها تعجبت أشد التعجب حين ناولتها والدتها ذلك الكيس قائلة بسرعة دخلي الحاجة دي المطبخ يا داليا على ما أغير وأجي علشان أعمل الأكل فيه ضيوف جايين لنا بالليل.
رمقتها حسناء بنظرة استهجان هما الضيوف بيجوا ليه هو ده سؤال!
سألتها داليا بأمل ماما هو أنت مش فاكرة النهاردة إيه
قطبت حسناء بانزعاج النهاردة هيكون إيه يعني! مش وقت هزار يا داليا معنديش وقت لازم أحضر الأكل يلا اتحركي.
إلا أن خيبة الأمل التي شعرت بها منعتها من الحركة فظلت تحدق لوالدتها بعيون دامعة حتى نظرت لها حسناء بدهشة فصاحت بها ما تتحركي يا بنتي!
لقد كان والدها كل عام يحضر لعيد ميلادها قبلها بأيام حتى يسعدها! والدها! كم اشتاقت إليه أنها حقا متعجبة من فرق المعاملة بين والدها ووالدتها رغم أنها لم ترى والدتها لسنوات فلم تتوقع هذا منها أبدا.
حل المساء وداليا مازالت في غرفتها حتى أن حسناء لم تأتي لتراها أو تطمئن عليها مما أثار استياءها الشديد.
كانت جالسة حين دلفت والدتها التي قالت بتعجب أنت ملبستيش!
نظرت لها داليا بتساؤل ألبس ليه
زفرت حسناء بحنق علشان الضيوف اللي جايين.
رفعت كتفيها بعدم اهتمام مش لازم أطلع مش عايزة أقعد معاهم.
اتجهت حسناء إليها پغضب يعني إيه الكلام ده طبعا لازم تقومي وتطلعي أنت عايزة تحرجيني!
نظرت لها داليا بحزن لا مش عايزة احرجك بس مش عايزة أقضي عيد ميلادي مع ناس غريبة!
رددت حسناء بذهول عيد ميلادك
رمقتها داليا بنظرة مملوءة بالعتاب أيوا يا ماما.
ابتسمت حسناء بارتباك يا حبيبتي!
ثم اقتربت منها محاولة تصليح خطأها متزعليش مني أنا بس متلغبطة اليومين دول بسبب حاجات كتير.
أردفت بصوت حزين قصدا أنت شايفة ظروفنا يا داليا وباباك سايبنا يبقى لازم أنا أتعب علشان نعرف نعيش.
في تلك اللحظة رن هاتف داليا فهتفت بفرح بابا!
مدت يدها بلهفة حتى تجيب إلا أن يد حسناء سبقتها وخطفت الهاتف ثم ضغطت زر إنهاء المكالمة فوقفت داليا بعصبية ليه عملتي كدة أنا كنت عايزة أكلمه!
وبختها حسناء بحدة تكلميه هو لعب عيال! أنت عارفة يا داليا أنه مينفعش!
صړخت داليا پقهر بس أنا زهقت وتعبت بابا وحشني وعايزة أكلمه! نفسي أكلمه!
دفعتها حسناء لتسقط داليا على السرير أنت بتعلي صوتك عليا! والله عال أوي! جه اليوم اللي تعلي صوتك على أمك يا داليا!
بكت داليا وقالت بصوت مكسور بس أنا كنت عايزة أكلم بابا.
كانت أعصاب حسناء مشدودة للغاية من تصرفات داليا التي تكاد تخرب عليها كل ما خططت لأجله ولكنها إن عنفتها فستخسرها لذلك أسرعت إليها بترجي يا داليا أنت لازم تفهمي أني كل اللي بعمله ده لمصلحتنا لازم والدك يحس بغلطته الأول مينفعش تردي عليه خالص ده هيبوظ كل حاجة.
وضعت يدها على خدها ماشي يا حبيبتي
لم تجب داليا وهي تحدق لوالدتها ولأول مرة لا يكن لها نفس الاقتناع الذي كان مترسخا في ذهنها عن أفعالها.
تابعت بلطف مزيف لو عايزة تفضلي هنا براحتك مش هضغط عليك.
ثم خرجت ولكنها لم تنسى أن تأخذ هاتف داليا معها لكمت داليا السرير پعنف وزفرت پقهر والدموع تتسرب من عينيها مرة أخرى كانت تسمع ضحكات والدتها مع شخص غريب في الخارج ولكنها لم ترد الخروج مع أنها استغربت حين استنتجت أن من بالخارج شخصا واحدا وليس عدة ضيوف كما أخبرتها.
في اليوم التالي استيقظت متأخرة فنهضت لتذهب لنورهان دون أن تهتم بمظهرها المتعب لأنها شعرت أنها بحاجة شخص لتفضي إليه بكل مشاعرها السلبية ومشاكلها التي تؤرقها ولسبب ما لم تشعر بأن والدتها هي الشخص المناسب.
كانت على وشك أن تطرق الباب حين سمعت نداء باسمها فالتفتت لترى ياسر يتقدم إليها وحدقت بذهول في باقة الورود التي في يده.
تقدم منها مبتسما ازيك يا داليا عاملة إيه أنا عرفت أنه عيد ميلادك كان امبارح.
ثم مد يده إليها بباقة الورود ويده الأخرى التي كان بها هدية يحملها لم تنتبه له مردفا كل سنة وأنتي طيبة.
اتسعت عيون داليا بذهول أنت.... أنت عرفت منين
غمز ياسر بمرح لا دي حاجة خاصة بقى وبعدين اللي بيحب حد لازم يكون عارف عنه كل حاجة.
شردت داليا في تلك اللحظة لتتذكر موقف والدتها وهي التي لم تعبأ حتى بأن تفعل أي شيء
متابعة القراءة