صبا وعزيز

موقع أيام نيوز


طويلا بعدما وصل لمكتبه وقد أدرك الآن أنه يحبس أنفاسه
جلس أسد على مقعده وأجلسها على قدميه
كل ذلك وهى عابسة بلطافة شديدة
أسد بحنان مقبلا ما بين حاجبيها حيث موضع عبوسها
أسد ملاكى زعلانة ليه
همس أولا أنا عايزة أنتظم فى المدرسة إنت مش بتخلينى أروح كل الأيام زى الباقى ليه
أسد بصبر يا ملاكى أنا قولتلك إن الناس اللى برة مش كلهم كويسين وأنا خاېف عليكى ومش عايزك أبدا تتأذى إنتى لو واثقة فيا هتخلينى أعمل اللى أنا عايزه بس الواضح إنك للأسف مش واثقة

همس بلهفة وسرعة وبراءة شديدة لا لا لا لا
والله أنا بثق فيك أكتر من نفسى لو كلامى هيخليك تفكر كده فأنا آسفة واحبسنى فى الأوضة وأنا موافقة وهبقى مبسوطة بس انت متزعلش منى
قطعت أفكاره باقترابها منه وتقبيلها له على خده
آااااه ها هى
بدأت تمتلئ عيناها بالدموع فأصبحت كالثلج اللامع
همس بنبرة مخټنقة من البكاء إنت لسة زعلان منى
أسد بسرعة لا لا أزعل إيه أنا لو هزعل من الدنيا كلها مستحيل أزعل منك يا ملاكى أبدا
ابتسمت فكانت كاللوحة التى رسمها أفضل الفنانين
نظر لها ببلاهة ووله ثم أفاق على طرقات الباب
أسد مين!
بالطبع لن يجعله يدخل دون
أن يعرف من!!!!
شريف أنا شريف يا بنى مش هتبطل العادة دى
تنهد أسد بحنق فهو يريد إبعادها عن عائلته أيضا
ولكنه عندما منعها عنهم لأسبوع فقط 
مرضت بعدها من شدة البكاء لأنها تعتبر سعيد والدها وماجد جدها وشريف وسامر أخويها
لذلك هو مضطر لتقبل أولئك الحمقى حتى يتزوجها فقط وسيبتعد وقتها ولن يسمح لأحد غيره بأن يراها
شريف يابنى إنت نمت جوة ولا إيه!!!!
أسد ادخل يا شريف
دلف للداخل وعندما وجد همس كاد أن يمازحها 
ولكنه توقف بعدما
وجد تلك النظرة
تكلم شريف بتوتر وخوف أنا أنا سلام
تنهد أسد قائلا تعالى يا بابا خلص عايز إيه
شريف مفيش كان فى كذا ورقة محتاجة تتراجع وبعدين نمضى عليها أنا راجعتهم ومضيت فاضل إنت وسامر
أسد باستغراب سامر! هو لسة مجاش ده سبقنا بقالوا كتير
شريف أنا استغربت بردو والمشكلة إنه حتى مجاش هنا لدقيقة واحدة أنا سألت قالوا إنه مجاش خالص
أسد راح فين ده! على العموم أما ييجى إبقى ابعتله الورق يمضى عليه وبعدين هاتوا
شريف ماشى يا برنس
خرج شريف بيننا تنهد الآخر
أسد بتفكير يا ترى بتروح فين يا سامر وبتغيب كتير
أما ييجى أبقى أشوف ماله ده كمان
انتبه على تلك التى تنظر له ببراءة وعيون متسعة
أسد بابتسامة ملاكى مالها !
همس كنت مستنياك عشان أقول ثانيا
ضحك بشدة على براءتها ولطفها
أسد وهو يعض خدها الوردى الممتلئ قولى يا ستى ثانيا
همس پألم ثانيا أنا بطنى وجعانى
أسد
بفزع إييييييه وإنتى ساكتة ليه قومى هوديكى للدكتور
همس لأ والله مش وجعانى أوى أوى يعنى هى بتوجع شوية وبعدين بتروح تقريبا من الفطار مش لازم دكتور إنت عارف أنا بخاف منهم
أسد وهو مازال خائڤا طب ماشى بس الۏجع لو زاد تقوليلي فورا فاهمة
هزت رأسها بالإيجاب
همس أنا هريح على الكنبة وهات فونك العب بيه على متخلص
ذهبت وتمددت على الأريكة وظلت تلعب بالهاتف 
وذلك العاشق ينظر لها كل مدة حتى اندمج فى العمل
____
خارج مكتب أسد حيث مكتب ياسمين
ياسمين ههههههههه إنت عايز حجة وخلاص عشان تبقى معايا
مازن ببراءة مصطنعة يعنى أنا غلطان إنى عايز أوصلك لمكتبك لاحسن حد يعاكسك فى الطريق
ياسمين ضاحكة أمال لو مكتبى فى دور تانى بقى متستعبطش يا مازن دا أنا بين مكتبى ومكتبك هو باب وكام خطوة
مازن بغيظ تصدقى إنتى ملكيش فى الرومانسية روحى جاتك داهية تكون فى نفس حلاوتك كده
خرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وسط ضحكات ياسمين
____
فى مكتب شريف
شريف فى الهاتف مش مصدق والله بينا كام خطوة بس ومضطر أكلمك فون
ترنيم إنت عارف أسد بيه بيزعق عشان بتشغلنى
شريف وسامر كمان وحياتك
ترنيم بسرحان سامر قصدى سامر بيه لسة مجاش أنا أنا هروح أقعد عند ياسمين على ما ييجى
شريف طب بصى لما ييجى إبقى اتصلى عرفينى عشان عايزه يمضى على كام حاجة 
ترنيم حاضر سلام بقى
____
فى مكتب ياسمين
ترنيم بمرح السلام عليكم يا أهل الدار
ياسمين تعالى ياختى اقعدى
ترنيم بغرور مصطنع لاقيتك فاضية مش وراكى حاجة قولت أشفق عليكى وأسليكى إحنا عندنا ولايا وبنخاف عليهم بردو
ياسمين بتهكم فاضية! آه فعلا دا حتى الورق والقلم اللى فى إيدى يشهدوا
طب إنتى مش وراكى حاجة تيجى تشغلينى أنا ليه!
ترنيم ياختى اتنيلى هو إنتى مشغولة أساسا يارب أتجوز شريف بقى عشان يسيبونى أشتغل براحتى زيك
ياسمين بحرج هو ممكن أسألك سؤال يا ترنيم
ترنيم باستغراب ها قولى
ياسمين إنتى بتحبى شريف بجد
ترنيم باستغراب طبعا يابنتى وهى مين الغبية اللى مش تحبه !!! دا كفاية وسامته وشياكته وطيب ودمه عسل يبقى ليه مش أحبه!!!
ياسمين عشان اللى إنتى بتقوليه دا 
ترنيم مش فاهمة
ياسمين بتنهيدة ساعات بحسك مفتخرة ومعجبة بيه وبس ويمكن كمان يكون إعجابك بوسامته وشياكته زى ما إنتى لسة قايلة أكتر من إعجابك بيه هو نفسه بس حاسة إنك مش بتحبيه لذاته 
وبعدين إنتى بقالك كام سنة معاه وعمرى ما حسيت إنك بتغيرى عليه 
طب شوفتى لما شريف كان بيمدحنى مازن عمل فيه إيه
دا لإن مازن بيحبنى بجد لكن إنتى كنتى بتضحكى طول ما هو بيمدحنى حتى لما اڼضرب من مازن جامد كل اللى عملتيه إنك قولتيله
تستاهل
إنتى لو بتحبيه بجد كنتى بقيتى ملهوفة عليه وإنتى شايفاه مجروح وبينزل ډم
ولا لما واحدة من هنا عاكست مازن أنا هزقتها وكنت هضربها
وقتها 
دا كله بيدل على الحب الحقيقى
ترنيم بعدم اقتناع إنتى معاذ هبلك ولا إيه أنا بحب شريف وعادى إنى أمدح فيه 
وبعدين مش لازم أغير عليه عشان أبقى بحبه يعنى وبعدين الغيرة يعنى حب عڼيف وأنا هادية فى حبى ليه 
ياسمين نعم! دا الحب يعنى غيرة
ترنيم يخربيتك خلاص أنا مقتنعة بده يا ستى وبعدين حتى لو مش بحبه ومعجبة بيه الإعجاب ده كافى إنه يخلينا نعيش مبسوطين
ثم أضافت بفزع يلهوى الوقت خدنا زمان أستاذ سامر وصل سلام بقى هشوفك بكرة بإذن الله
____
فى مكتب سامر 
دخل سارح بخياله يفكر فى الكثير من الأمور ويحاول أن يعيد حساباته ولكن النتيجة كما هى
نظر لمكتب ترنيمته الذى يقع خارج مكتبه فلم يجدها
ڠضب بشدة واحمرت عيناه وظل يتنفس بصوت عال
سامر پغضب عارم أكيد راحت عنده مش قادرة تبعد عنه للدرجة دى ماشى يا ترنيم
دخل مكتبه فإذا انتظرها قد ېقتلها عند دخولها
دلفت ترنيم لمكتبها فظنت أنه لم يصل بعد 
حمدت ربها على ذلك وجلست على مقعدها تنهى عملها
بعد مدة قصيرة وجدت باب مكتبه يفتح ففزعت وما زاد الطين بله أنه وصل ولم تكن تعلم
اقترب سامر منها وملامح وجهه لا تنذر بخير 
قرب وجهه من وجهها بينما المكتب فاصل بينهما
سامر
وهو يجز على أسنانه وبصوت عالى كنتى فيييييين ها كنتى عنده مش قادرة تستنى وقت الشغل يخلص حتى إيه الحب مقطع بعضه للدرجة دى!!!!! الشغل شغل لو إنتى مش قده يبقى تمشى وترحمينا بقى فاااااااااهمة
هزت ترنيم رأسها بالإيجاب بسرعة وهى تشهق وعلى وشك البكاء
فى مكتب أسد
شعرت همس بشئ غريب يحدث فاتجهت للمرحاض لتعلم السبب
فى المرحاض
همس بشهقة خجل وڠضب طفولى يادى الكسفة السودة اللى أنا فيها هعمل إيه دلوقتى ياربى يعنى يوم ما تجيلى تيجى فى الوقت ده ما أنا مستنياكى من شهور وعمالة أعمل احتياطاتى تقومى تعمليها معايا وتحطينى فى الموقف الژبالة ده ياربى أعمل إيه دلوقتى دا حتى الفستان أبيض يا مصيبتى يانى
بالرغم من حفاظ أسد على براءتها وعدم السماح لها بأن تعرف أى شيء يخدش حياء الأنثى 
إلا أنه جعل إحدى الخادمات كبار السن تعلمها ذلك الشئ وكيفية التعامل معه لا أكثر ولا أقل
خارج المرحاض
أسد باستغراب ملاكى غابت أوى فى الحمام ليه ليكون فيها حاجة
وعند هذه النقطة انتفض واقفا واتجه للمرحاض
ظل يطرق على الباب
أسد بقلق وفزع ملاكى ملاكى إنتى كويسة فى حاجة
همس بخجل شديد وتوتر أيوة أيوة كويسة 
أسد طب اطلعى طمنينى
همس پغضب طفولى وصوت عالى أطلع إزاى إنت بقيت قليل الأدب أوى يا أسدى يا خسارة تربيتى فيك
اڼفجر أسد ضاحكا على صغيرته البريئة
أسد محاولا التماسك بقى إنتى اللى مربيانى يا شبر ونص دا حتى خسارة فيكى الشبر على العموم أنا مستنيكى برة هخلص شغلى وإنتى خلصى ال 
قاطعته همس صاړخة بس يا ساڤل
أسد بضحك ههههههههه خلصى يا بت يلا
لم تعد تسمع صوته فعلمت أنه ذهب
همس لنفسها أعمل إيه أعمل إيه ياربى ده بقى فى بقع على الفستان بصى يا همس إنتى تجرى على الكنبة وتقعدى وتخليه يمشى آخر واحد فى الشركة وبعدين تمشى وراه تركبى العربية وتطلعى بعده الأوضة أيوة تمام كدة الله عليكى يا بت يا همس إنتى وأفكارك بس بطنى بتوجعنى أوى بس لازم استحمل
____
بعد مدة فى مكتب سامر 
طلب سامر عدة ملفات منها مستخدما الهاتف
دخلت ووجهها أحمر بشدة مثل عينيها ومازالت الدموع تجرى على خديها
ترنيم بحشرجة وهى عند الباب وتمد الملفات اتفضل
سامر دون أن ينظر لها أنا مهما طولت عمر ما إيدى هتبقى طولها خمسة متر عشان أمدها وآخد الملفات
اقتربت ترنيم وقد بدأت تخرج شهقات باكية منها 
ترنيم اتفضل
وأخيرا نظر لها وليته لم يفعل فقد لعڼ نفسه مليون مرة أنه السبب فى احمرار ذلك الوجه الجميل بالرغم من فتنتها وهى باكية ولكن ذلك لم يمنع الغصة المؤلمة
فى قلبه
لم يستطع الاحتمال فقام سريعا وأخذها فى حضنه 
اختفى جسدها الضئيل فى جسده الضخم
كان احتضانه لها كإشارة للإڼفجار فى البكاء
ظلت تبكى بشدة وبصوت عالى وهى تلقى الملفات من يدها وتتمسك به دون وعى منها
تحتضنه بشدة كأنه طوق النجاة التى تخاف فقدانه
شعر بالحرارة تسرى فى جسده وفرح بشدة عندما وجدها تتمسك به
ولا تنفره
سامر مواسيا وهو يربت على ظهرها صعودا ونزولا مما جعل الكهرباء تسرى فى جسدهما
سامر خلاص اهدى أنا آسف مكنش قصدى والله أرجوكى متعيطيش دموعك دى أغلى من إنها تنزل عشان أى حد حتى لو أنا
ترنيم
پبكاء إنت زعقتلى وأنا معملتش حاجة غلط أنا كنت عند ياسمين عشان إنت اتأخرت
سامر معتذرا خلاص والله أنا آسف متزعليش منى
ظلا على هذا الحال حتى هدأت
حركت رأسها فى كل الاتجاهات عند صدره موضع قلبه
تتمسح به كالقطة الصغيرة وتمسح دموعها مستخدمة ملابسه أو لنقل قلبه فهذه الحركة أشعرته أن قلبه يكاد يقفز من مكانه حتى يلامس وجهها دون أن يعوقه ملابسه
قطع عليهما اللحظة دخول شريف المفاجئ
شريف پصدمة إيه ده
فى مكتب أسد
خرجت وتحركت متطلعة لأسد مهما تغير اتجاه حركتها حتى جلست على الأريكة
نظر لها باستغراب وهو يراها لا تهدأ فى جلستها وتتحرك كل دقيقة وتنظر له بابتسامة غريبة
أسد باستغراب أثناء اقترابه منها إنتى كويسة يا ملاكى
جلس بجانبها على الأريكة
لترتكب أغبى خطأ
 

تم نسخ الرابط