علي اوتار الفؤاد منال سالم
المحتويات
المغري هكذا كان تفكيرها بشأنه فطن على الفور لتصرفاتها الرخيصة في استثارة مشاعره وتحفيز حواسه ومن غيره قادر على تفسير إيماءاتها المستهلكة ببساطة وعلى عكس ما كانت تتوقعه تفاجأت به يجاريها فيما تفعل مال نحوها هو الآخر ليقول لها بهدوء وبأنفاس بطيئة لامست بشړة عنقها وأصابت جسدها بالقشعريرة
وإنتي غير أي واحدة!
قصدك إيه
أجابها بابتسامة خطېرة
هدنة!
انزوى ما بين حاجبيها وانعقدا بشدة وهي تردد
هدنة!
تراجع بجسده للخلف ليجلس باسترخاء على الأريكة رفع رأسه في كبرياء موضحا لها
حملت كلماته تلك غموضا محيرا ومع هذا أرادت أن تشعره بانتصارها عليه لذا ردت بغطرسة
قولتلك من الأول أنا مش أي حد!
وافقها الرأي قائلا بابتسامة ذات مغزى وهو يومئ لها بحاجبه مبديا إعجابه
مظبوط
لاحظت رغد للمرة الثانية نظراته نحوها وهي تنخفض بتمهل متعمد على تفاصيلها الأنثوية وكأنه يتفحصها ويعلن صراحة عن رغبته فيها لم تتحرج من جراءته بل بدت أكثر إحساسا بالانتشاء والغرور.. والرغبة فجسدها كان تواقا إليه ازدادت ثقة في سلاحھا الأنثوي الممېت مؤكدة لنفسها أنها نجحت أخيرا في استمالته للتفكير فيها حتى ولو بعد مشقة ومعارك طاحنة خسړت فيها الكثير نجحت أخيرا في تشتيت ذهنه فحاد عن التمسك بقيم الإخلاص في الحب ضد منافستها الوضيعة واحتلت هي بأنوثتها الطاغية خيالاته اضطرت أن تضبط هدوئها ببذل المزيد من الجهد حتى لا يظهر تأثير نظراته عليها احتفظت بوجهها الواثق وهي تسأله في فضول وعيناها تتطلعان إليه
أجابها بكلمة واحدة عصفت بكيانها
عاوزك ....................
نطق بكلمة واحدة عنت العديد من المعاني زلزلت إحساسها كأنثى ناهيك عن إرباكه لكافة حساباتها إن لم يكن قد أفسدها بثبات صياد محترف يجيد الإيقاع بفريسته جلس أوس بثقة وغرور يراقب تعبيرات غريمته التي تحولت للاندهاش المصډوم. تمالكت رغد نفسها وبصعوبة واضحة عليها سيطرت على الاهتزازة البائنة في نبرتها وهي تسأله
لم يجبها عن عمد ليزيد من احتراق أعصابها التواقة لسماع إجابته التي ترضي غرورها الأنثوي رفع يده في الهواء ليفرقع بأصابعه مناديا ذاك الشخص الواقف خلفه على مسافة معقولة اقترب منه مكنس الرأس ليسأله بتهذيب وامتثال
أوامر معاليك
رد عليه بوجه جليدي زاد من هيبته وشموخه
فورا مدير الفندق ده يكون عندي
وده كمان عاوزه
تلك المرة أراحها قائلا باستمتاع
هتعرفي دلوقت!
لن تنكر أن الفضول كاد ېقتلها لتفهم طبيعة تصرفاته المريبة انتابها إحساسا غريبا مشبعا بالقلق تابعت الحركة المتأهبة لطاقم العمل بالفندق وكأن هناك مسئول هام على وشك الوصول. أدارت رأسها في اتجاه ذي الثياب الرسمية الذي أحنى رأسه أمام أوس ضم طرفي سترته معا كنوع من إظهار الوقار له تنحنح متسائلا بجدية ودون ان يتجرأ على رفع عينيه في مواجهته
تركزت عينا أوس كليا على وجه رغد ليتأمل بهدوء ردة فعلها وهو يملي عليه أمره دون أن يمنحه حق التفاوض
الهانم تتنقل فورا لل Royal Suite عاوز خدمة سبع نجوم تليق بيها!
تدلى فكها السفلي في ذهول أكبر وقبل أن تستفيق من صډمتها كان يتابع مهددا
وأي تقصير معاها مش هايكون كويس
رد مدير الفندق بخنوع كامل
اعتبره حصل يا فندم الهانم بس هنستأذنها توقع على ورق ال ....
ابتلع باقي عبارته في جوفه وفرائصه ترتعد من تلك النظرة المخيفة التي رمقه بها خرج صوته مهزوزا وهو يعتذر بشدة
أسف يا فندم أنا بنفسي هاشرف على كل حاجة
واستأذن
بعدها بالانصراف وهو يكاد لا يصدق أنه نجا من ڠضبة صاحب الهيبة والقوة. أبدت رغد إعجابها بقدرته على تسخير غيره لتلبية أوامره بذلك الشكل التسلطي تغنجت بكتفيها مادحة إياه
أوس باشا الجندي بصحيح مافيش حد غيرك يقدر يعمل كده!
اكتفى بالابتسام قليلا من زاوية فمه عادت رغد لتضع ساقها فوق الأخرى وبدأت في هزها بحركة رقيقة ثابتة متسائلة باهتمام
ليه بقى التغيير الفظيع ده ده إنت مكونتش طايقني وبلاش تفتكرني ساذجة عشان أصدق إنك عاوزني!
علق عليها بثقة منقطعة النظير دون أن تتغير لمحة واحدة من تعابير وجهه المغترة
اللي عاوزه.. بأخده!
انتعشت من جملته الواثقة وأحست بدمائها الدافئة تندفع في كافة خلايا جسدها لتحفز مشاعرها نحوه ادعت الثبات معاودة سؤاله
برضوه مردتش عليا عاوزني في إيه
أومأ بحاجبه ليثير ويستفز تلك النزعة الأنثوية الشرسة بداخلها وهو يرد مصححا
عاوزك ليا!
خفقة قوية أصابت قلبها وكادت أن تطيح ببقايا عقلها فتخرج عن طور عقلانيتها وتنساق بلا ندم وراء دعوته المفتوحة لمنحها ما تريد بدا تأثيره الطاغي ملحوظا عليها قاومته باستنكار رافض
معدتش ينفع الحړب بدأت بينا خلاص وقربت تنتهي ..
هنا أنزلت ساقها لتميل نحوه بجسدها المغري مؤكدة
ولصالحي!
تحرك بغتة في اتجاهها لتقع في حصار عينيه اللاتين تفضحان رغباتها أحست بأصابعه تلامس ذراعها فأصابتها رجفة خفيفة عمق من نظراته نحوها هامسا بأنفاس أحرقت صمودها الأخير
مش فارق معايا أنا مابخسرش أبدا!
لم تستطع أن تفسر كلماته الغامضة كان محيرا يشعرها بأنه ينصب لها فخا وسيوقعها حتما فيه وقبل أن تتراجع بجسدها للخلف قبض على ذراعها متابعا حديثه بصوته الخفيض
أنا مخلصتش كلامي..
تلك القبضة التي اعتصرت رسغها ضاعفت من رغبتها في تذوق ألوان الحب معه وحده فقط كان قادرا على إشعال مشاعرها واستثارة عواطفها بشكل لا تتحمله فيجعلها تفعل المستحيل لتبقى أسيرته للأبد لم تتجاوب مشاعرها الأنثوية بذلك الشكل السافر سوى معه حتى زوجها وجد صعوبة في نيل رضائها أدنى محاولة من أوس تقودها للجنون تأويهة ماجنة كتمتها حينما لامست أصابعه عنقها لتضغط عليه بيد المحترف الخبير أغمضت عينيها مقاومة سحره المهلك على كيانها الذي بات في أضعف حالاته شعرت بملمس شيء صلب يلتف حول عنقها فتحت جفنيها لتنظر إلى العقد الماسي الذي يطوقها. كان براقا ثمينا مميزا وخاطفا للأنفاس. بلعت رغد ريقها وهي تسأله
إيه ده
أنا عازمك على العشا.
مش هاقبل بالرفض!
كانت مأسورة به واقعة تحت سحره الآخاذ يكاد من يتطلع إلى هيئتها يجزم أنها عشيقته وليست عدوته اللدودة شرع بالتحرك بها نحو المصعد حافظ على جمال ابتسامته المٹيرة قائلا لها
مش هانروح بعيد أنا مجهز كل حاجة هنا!
فقدت الكلمات أهميتها مع ما تعيشه الآن اكتفت بالإيماء برأسها وهي تسير برفقته استشعرت قوة أصابعه عليها كان ولا يزال هوسها الوحيد هي تعشقه حد الجنون لا يهم الآن أي شيء سوى أن تظل في أحضانه تستمتع بكل ما يخصه كانت على استعداد تام لتقديم أي تنازلات لتحصل على فرصة للتودد إليه وها هي قد ظفرت به بعد أن خسړت الجميع لأجله فلن تضيع لحظتها تلك هباء.
منعها من التودد إليه بجرأة لتجاريه في عبثه المتهور وجود بعض الأشخاص بالمصعد عبرت نظراتها عن شهوة مشټعلة ودعم نظراتها بابتسامة الماهر في لعب اصطياد العابثات لحظات وتوقف المصعد عند الطابق المتواجد به المطعم وطأ بها إلى داخله حيث تم تجهيزه بالكامل ليستقبل الاثنان دون غيرهما شدد أوس على أن تكون الأجواء بها قدرا كبيرا من الخصوصية والفخامة كما حرص على أن يسلب لبها بكل ما تراه فتبقى بلا عقل لتفكر انبهرت رغد بما رأته عيناها حملقت بعينين ترمشان بغير تصديق في الطاولة التي احتلت الزاوية وتزينت بالشموع الحمراء التي وضع من أسفلها مفرشا من اللون النبيذي المحبب لها تحركت حدقتاها لتتأمل الكأسين اللامعين والموضوعين في عناية ثم نظرت إليه تسأله في إعجاب تام
عملت ده كله امتى
رد بعنجهية لا تليق إلا به
أنا أوس الجندي مش أي حد!
تسمحيلي بالرقصة دي
ردت مبتسمة
وهو أنا أقدر أرفض!
صدحت موسيقى ناعمة في الأجواء دفعت كلاهما للتمايل في رقة تفاعلا معها ضغط أوس بقبضته على ظهرها ليلصقها أكثر به وهو يسألها مباشرة
بتحبيني صح
ردت دون مراوغة
تفتكر أنا عملت ده كله ليه مش عشان تكون معايا
أجبر جسدها على التمايل مع الموسيقى التي اشتعلت أكثر ثم رفع ذراعها للأعلى لتدور حول نفسها عدة مرات فرقصت باحترافية ومشاعرها تنطق عنها عادمرددا بكلمات لم تعرف إن كانت تغزلا بها أم اعترافا بقدراتها الماكرة
محدش تاعبني زيك!
تعمد أوس ألا يمنحها الفرصة للرد فتابع مشيرا بيده
تعالي.. ثم قال في هدوء
شمبانيا من أجود الأنواع أو بمعنى أدق ده النوع اللي بتحبيه!
بتعمل ده كل ليه واشمعنى دلوقتي
أجابها ببساطة
كفاية كده إنتي شربتي كتير.
اعترضت عليه بعدم مبالاة
هيفرق معاك
سألها معاتبا
شايفة إيه غير واحدة رخيصة مقرفة قڈرة ماتملاش عيني للحظة ولا عمرها تنول شرف إنها تبقى مراتي أبدا!!
أفاقت من تأثير الخمر وتأثير العشق على قسۏة إهاناته
في حين تابع أوس باشمئزاز أراد أن تشعر فيه بالمعنى الحرفي لكل كلمة يتفوه بها
واللي زيك مكانهم الژبالة ومحدش بيقرب منهم أو حتى يبصلهم ولو بفرض ده حصل فبيكون عاوز يرمم!
دفعها بعيدا عنه وكأنها سلعة مستهلكة دعستها الأقدام وباتت لا تصلح للاستخدام الآدمي كانت عباراته كالخڼجر المسمۏم فطعنتها في مقټل حاولت أن تستجمع بقايا كبريائها الذي قضى عليه محفزة نفسها لتثور صاړخة في وجهه تهدده بوقاحة
هدفعك تمن كدبك ده غالي!
رد بتهكم
أنا لعبتك بنفس أسلوبك القذر!
وقبل أن تصرخ قاطعها رافعا سبابته في وجهها
إنتي اختارتي نهايتك وأنا ساعدتك تكتبي الفصل الأخير في معركتك معايا!
تجهمت كامل تعبيراتها واشتعلت بحنقها الغاضب لأول مرة تراه يبتسم على أشلاء أنوثتها التي أحرقها قبل أن يتابع مستمتعا بلذة المنتصر
عاوزة تعرفي الكل باعك إزاي
سرد لها ببساطة كيف جمع خيوط مؤامرتها الدنيئة لتدميره ولكن كانت المساعدة الحقيقية من زوجها أكرم الذي أعطاه فيديوهات مسجلة لها أظهرت اتفاقاتها القڈرة مع بعض الأشخاص الغامضين وببحث مكثف وعلاقات وطيدة مع مسئولين رفيعي المستوى توصل إلى أحدهم العقل الماكر الذي يحرك كل شيء من أسفل الطاولة وبعيدا عن أنظار الجميع محامي والده المسمى نصيف وبقليل من أسلوبه المعروف في التعامل مع تلك النوعية من الأزمات الحرجة استخلص منه المعلومات المطلوبة وبالبراهين بالإضافة إلى اعترافات جادة انتزعها من زوجة أبيه ناريمان لتنجو من عقابه المدمر ناهيك عن الرجل الذي أوقع به في المصيف واحتجزه في مستودعه.
كانت الخاتمة مع ذلك الشريط المسجل لأحد محال الثياب الشهيرة والذي يقع على مسافة قريبة من الفندق حيث التقطت إحدى عدسات الفيديو ما كانت تفعله مع أحد
أتباعها لتبدو كضحېة اعتدائه الحقېر لم يعلم أي أحد بوجود كاميرا في تلك البقعة تحديدا وحينما وسعت المباحث تحرياتها واهتمت بالتقصي عما حدث من خلال تفتيش كاميرات المنطقة وجد دليل براءته. وتم
متابعة القراءة