مذاق العشق المر
المحتويات
تانى كفاية اللى ضاع مننا
ضړبت تابلوه السيارة بكفها في حنق
دلوقتى بتحملنى انا المسئولية
زفر فى ضيق
يا ستى مش مهم مين المسئول خلينا نبدأ مع بعض من جديد كفاية فراق بقا كفاية انتى متعبتيش
احتضنت نفسها بذراعيها يسألها عن الفراق
لقد ذاقت مراره لسنوات وعاشت قهره للحظات كانت كالدهر وهي تظنه سيدوم ولكن كرامتها لازالت تقاوم
استجاب لها هذه المرة وسط دهشتها واوقف السيارة على جانب الطريق وهو يفك حزام الامان تنهد في عمق قبل ان يلتفت لها
ايلينا خلينا نتكلم جد المرة دى انتى عارفة انى مش ممكن اغصبك على حاجة بس ولو لمرة واحدة خلينا نعيش الحب بوشه الحقيقى خلينى نشوف سعادته كفاية الۏجع اللى شوفناه منه لو لسة مش قادرة تسامحينى مش هكلفك فوق طاقتك بس خليكى فاكرة انا اد ايه بحبك
مالك اكيد تعبت من السفر والمجهود
هز رأسه يجيبها بابتسامة متعبة
انا كويس متقلقيش بس تعبت من السواقة ممكن انتى تيجى تسوقى بدالى
هزت رأسها بالموافقة ليتبادلا الأماكن
اسند رأسه على النافذة الزجاجية مغمضا عينيه لتبدأ هى فى مراقبة ملامحه الساكنة
تمنت لو مدت اناملها كما كانت تفعل دائما فى السابق ومررتها على قسمات وجهه
أخذت تدق على عجلة القيادة بأناملها الطويلة وهى تبدل نظرها بينه وبين الطريق امامها قبل ان تنظر اليه مرة اخيرة وتنطلق بالسيارة ليس عودة الى صوفيا بل الى السفارة ليعقدا قرانهما من جديد
ابتسم من حبيبته التى لن تتغير ففى حبهما تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة ولا مانع لديه ان كان قد خطط لما فعله الان ليصل الى ما يريده ويجعلها تعترف بشكل عملى انها تريد الوصال بينهما مثله تماما
قالها زين فى احباط وهو ينظر اليها فى رجاء لتنهض فى بطء
زين احنا لسة محتاجين وقت
نهض ليقف فى مواجهتها
وقت ايه وليه مش كفاية اللى راح
تأملته بعينين حزينتين كيف تشرح له تلك الطلاسم المعقدة بداخلها
هل تخبره بأنها حتى بعد ان اخبرتها سمر بكل شىء وعلمت منها بما عاناه لم يشفع له كل هذا ابدا اذا انها علمت انها كانت اختياره الأخير
اخرجها من شرودها هتافه
صوفيا انا تعبت يلا بينا دلوقتى ع السفارة نكتب كتابنا زيهم
ابتسمت فى حزن اتراه لازال يخشى من ابيه ولكنه قاطع افكارها بصرامة
انا مش هرجع مصر غير وانتى على ذمتى
واجهته فى تحد
عقد ساعديه ورد فى تحد مماثل
متأكدة
هزت رأسها وتركته وهو يفكر فى تلك التى تمردت عليه محاولا ايجاد طريقة لقمع تمردها هذا واعادتها اليه بأى ثمن
اشتاق طفولتها مشاكستها وعنادها وكل شىء فيها هو لن يتنازل عنها ابدا هذه المرة ولو كلفه الامر عمره
دلفت ايلينا الى جناحها فى الفندق الذى حجزه يوسف ليقضيا فيه ليلتهما قبل ان يغادرا الى مصر فى الصباح اضاءت نورا خاڤتا واتجهت الى المرآة تفك وشاحها وتطلق لشعرها العنان خلف ظهرها
اتأخرتى عليا ليه
رددت فى توتر لاتدرى اهو خجل
ام هى سعادة
ام دهشة وذهول
هى اذن حالة الفوضى التى كانت تنتابها دوما معه شعورها بأنها تسقط كل يوم فى عشقه كمراهقة من البداية
كنت بطمن على ادم
الواد اتعلق بيكى بسرعة وحبك انا كدة هبدأ اغير
تنحنحت لتجلى صوتها المتحشرج
انا كمان حبيته اوى
واضافت وقد خطړ على بالها شىء
يوسف انت ليه بصتلى البصة الغريبة دى انا وزين لما كنت ليه بصتلنا كدة تعرف انا فهمتها ايه
تنهد فى حرارة وهو يقطب حاجبيه
فهمتيها ايه انتى مكنتيش واخدة بالك انه تقريبا كاان حاضنك يا ست هانم
اتسع ثغرها فى ذهول والتفتت قليلا بوجهها اليه
يوسف انت كنت فى ايه ولا فى ايه وبعدين انت بتغير من زين اخوك معقول
شدد من ضمھا اليه بتملك واضح
انا بغير من الهوا اللى بتتنفسيه من الهدوم اللى بتلمس جسمك بغير من زين من ابويا من صوفيا من ملك من ادم حتى
اغمضت عينيها تحاول التعلب على توترها من قربه الزائد هذا مدت يدها لتزيح كفه الملاصق لخصرها فخانتها ارادتها حين لامسته لتمرر كفها برقة عليه هامسة
بس انا بحب ادم اوى
اڠرق وجهه بين خصيلات شعرها وأخذ نفسا عميقا ليستمد جرعات متتالية من عبقه الذى اشتاقه قبل ان يهمس
تؤ وبعدين بقا انتى مينفعش تقولى الكلمة دى لحد غيرى
ابتسمت فى ارتباك
اومال اقول ايه انا فعلا بحبه
بصعوبة انتشل نفسه من الڠرق اكثر بين خصيلات شعرها وامواجه وعاد ليستند بذقنه الى كتفها
دورى على اى كلمة تانية مليش فيه بس بحبك دى متتقالش لحد غيرى فاهمانى يا عمرى
ابتسمت لغيرة حبيبها الطفل وانانيته التى لم تتغير رفعت حاجبها
لتغيظه مستعيدة ذكريات الأيام القديمة
ده انا حتى كنت بفكر انام جنبه النهاردة
رفع ذقنه من على كتفها فى ذهول
تنامى جنب مين
قالت وهى تزيح كفه برفق من على خصرها
ماهو كدة كدة انت مش هتنام جنبى
رد فى ذهول اكثر
افندم
استدرات لتواجهه في بساطة كادت تفتك به
ماهو مش معنى ان احنا رجعنا ان كل حاجة هترجع زى الاول بسهولة انا قولتلك من البداية عايز
اخد فرصتى
اطلق زفيرا حارا وهو ينظر الى الاعلى
وفرصتك دى لحد امتى
يمكن اسبوع شهر سنة
اتسعت عيناه فى تهكم
سنة امم ومطلوب منى ايه دلوقتى
أشارت براسها الى الباب
تطلع تنام برة
نظر الى حيث اشارت وكتف ذراعيه يسألها في خبث
متأكدة
اجابت بثقة
ايوة
اخر كلام
تلعثمت من قربه هذا فتراجعت خطوتين لتجيبه بسرعة
ايوة
ابتسم وهو يقترب مجددا ليقبل وجنتها قبل أن يعود لينظر الى عينيها
تمام تصبحى على خير
وتراجع ليترك لها الغرفة الى ملحق صغير بالجناح تابعته غير مصدقة انه وافق بهذه السهولة
كانت تتدلل عليه لا اكثر فقد اشتاقت الى مشاكسته بل الى كل شىء فيه
اشتاقت حتى فرضه لمشاعره العاصفة تجاهها بالارغام لقد جنت تماما
اما هو فأراد ان يرضي غرورها كأنثى لتكون لها الكلمة الاخيرة هذه المرة ايضا
قرأ مشاعرها فى عينيها
شعر باشتياقها اليه من ارتباكها وارتعادها بين ذراعيه ولكنها تكابر كالعادة
حبيبته القديمة لم تتغير هي تماما دون اى زيادة او نقصان
اغمض عيينه متظاهرا بالنوم حين شعر بها بالفعل تفتح الباب فى بطء
بخطوات مترددة اقتربت حيث كان يرقد على فراش صغير
چثت على ركبتيها تملأ عينيها من ملامحه وبأنامل مترددة مشتاقة مرت عليها لتقترب بحذر شديد وتقبل وجنته
رفعت رأسها مغمضة عينيها لتفتحها من جديد وتجده قد فتح عينيه بدوره يطالعها بابتسامة خبيثة
ياااااه هيا السنة خلصت بسرعة اوى كدة
احمرت وجنتيها وكأنها ضبطت بالجرم المشهود وقالت محاولة اخفاء مشاعرها بصوت متحشرج
انا اصل
لم يترك لها الفرصة لتسوق اى عبارة جديدة اذ جذبها بسرعة لتسقط على صدره محيطا لها بذراعيه ليصبح وجهييهما قريبين للغاية يتشاركا الهواء نفسه
مرر يده فى شعرها الغجرى يسألها فى تحد يحمل كثيرا من الظفر والغرور
امم عايزة تكملى السنة
حاولت ان تتهرب من نظراته
من تطويق ذراعيه لها
خانتها ارادتها للمرة الألف وخضعت لارادته هو مقاومتها ټنهار كجليد يذوب تدريجيا بنظرات عشقه الملتهبة تلك اما اشتياقها فهو حليفه من البداية
استسلمت فى النهاية بجملة حاولت بها ان تحمل بعضا من كبريائها
لو سبتنى تانى ھقتلك حتى لو طلبتها منك
اطلق ضحكة صاخبة هي تستسلم بكرامة اذن لها هذا
لو ينفع احبسك عشان متهربيش تانى هعمل كدة بحبك
وكانت بداية اخرى لكل منهما
بداية يحاول فيها الاثنان ان ينهلا من السعادة ما يستطيعان
جددا مواثيق العشق او ربما وقعا مواثيق جديدة لا يهم ولكن ماحملته العهود في طياتها هذه المرة ان مكان كل منهما هو بين ذراعى الاخر
هو حقه ووطنه الذى سيدافع عنه بحياته ان لزم الامر
اخذت صوفيا تذرع الغرفة جيئة وذهابا لاتستطيع ان تحدد ماهية شعورها بالضبط
بعد سته اشهر قضاها زين فى باريس ملاحقا اياها بشتى الطرق
محاولا اقناعها بالزواج حتى وصل
به حد الالحاح والتوسل وقد ترك كل اعماله خلف ظهره حتى اضطرته الخسائر التى لحقت بشركته الى العودة مباشرة حين طلب منه صديقيه ذلك
اضطر للعودة فهو قد يقبل الضررعلى نفسه دون أن يمسهما سوء فقرر واخبرها انه سيرحل الى مصر لايام يحل فيها تلك الأمور العالقة ويعود لها من جديد ليأخذها
حاولت التظاهر بعدم الاكتراث بل وطلبت من الا يعود فرأيها لن يتغير
وبالفعل هو الان فى المطار وهى لا تعرف
هل هى ساخطة عليه لانها تشعر انه يتخلى عنها للمرة الثانية
ام انها خائڤة ان يذهب تلك المرة وبلاعودة
لا تنكر انها احبت ملاحقته لها التي رممت جزءا من چراحها وارضت بعضا من غرورها كأنثى
لاتنكر سعادتها وهي تذيقه كثيرا من مرارة العشق التي تجرعتها قبله
كرامتها الان تخبرها انه ان فعلها وذهب بعيدا فليذهب الى الچحيم اذن
وقلبها المړيض بحبه يدعو بين تأوهاته بالچحيم على كرامتها الحمقاء تلك وهو يتذرع له الف حجة
عاد من جديد ينبض له وبقوة وهو يشعر بالهلع لابتعاده
يخشى ان يذهب هذه المرة بلا عودة
لم تستطع ان تتحكم فى نفسها اكثر
اتجهت الى باب المنزل لتلحق به
تفاجئت بما لم تتوقعه
وجدته امامها
تراجعت خطوة للخلف من اثر المفاجأة
تزايدت نبضات قلبها حتى شعرت انه سيقفز من صدرها تماما فوضعت كفها عليه كأنها تخشى ان يفر عن حق دلكته برفق محاولة ترويضه
تناثرت حروفها تماما وهي تلمح كل حب العالم في عينين عاشقتين تطالعانها بحنان
مش قولت هتسافر
نظر لها طويلا كأنه يراها للمرة الاولى او يؤكد لنفسه انه عاجز تماما عن الابتعاد
مقدرتش يا صوفيا مقدرتش
وهنا انتهت مقاومتها تماما واصبحت خيار غير وارد تعالت فقط ارادة القلب لتهيمن على اى تمرد من كرامتها او عقلها
استقرت للحظات بين ذراعيه قبل ان تفلت نفسها بصعوبة
انت نسيت يا زين نسيت اول درس علمتهولى مينفعش حد يقرب منك كدة غير جوزك وبس
ابتسم للذكرى وهو يتنهد في عمق
جننتينى يا صوفيا ونستينى حتى روحى بس خلاص لازم ننفذ اللى اتعلمناه
هنتجوز حالا ونرجع بلدنا وكفاية لحد كدة بقا كفاية حبيبتى وافقى بقا
ابتسمت وهي تداعب الدبلة الذهبية فى اصبعها لاتعرف لأيهما تنحاز كرامتها أم قلبها
دي اخر فرصة هقدر اديهالك يا زين سامعني اخر فرصة
تنهد في عمق
تفتكري بعد ما روحي ترجعلي هيبقي سهل عليا اسيبها تخرج من جسمي تاني
فانتهت المعركة وأعلن القلب انتصاره لتتنهد في قلة حيلة
حبك مسابليش اختيار تانى
الخاتمة
تعالت اصوات التصفيق والتصفير ولفت قصر البدرى بأكمله باطار عفوى من البهجة والمرح حين اطفأت لينا يوسف البدرى الشمعة الرابعة احتفالا بعيد ميلادها حمل يوسف الطفلة عاليا وهو يقبلها فى حنان
عقبال مليون سنة يا حبيبة بابا
تظاهرت ايلينا بالضيق بينما تنظر الى طفلتها التى حملت من ملامحها الكثير ومن طباع يوسف الاكثر
كل الحب ده
متابعة القراءة