رواية مكتمله بقلم ياسمينا احمد الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

مع اياد ..
قاطعتها فريال بضيق 
كنتى مع اياد ما انا عارفة اومال هتخرجى لوحدك هي سايبه
اغمضت حنين عيناها ..وحاولت ان تبتلغ غصتها التى ابت وتحجرت فى عنقها
وهمت لتجيب بهدوء 
اااحنا ...وحاولت الاسترسال فى الكلام ولكن لا تجيد الكذب ودت لو تخفى ماضيها 
وتنفرد ببعض الخصوصية ولكن فريال دائما تقيد حريتها وتمنعها 
ظلت تتنفس بصعوبة لتجد ردا وتفرك اصابعها ببعض وهتفت 
الا اصل احنا اااااا ....اها ع ك 
وهربت الكلمات من شفاه اثر نظرات فريال الحادة والغاضبه 
لتهدر من بين اسنانها 
انتى هتهتهي اسمعي اطلعى غيرى هدومك والبسى الفستان البنفسج وما تلبسيش حجاب ما فيش غير انا وعمات اياد عايزين يتعرفوا عليكي على واوعك تعملي زي امبارح كسفتينى فهمتى وافردى وشك دا
حركت حنين راسها وصعدت فى صمت والم لا يمكن وصفه وظلت تدعو سرا 
وهي تتحرك الى الدرج وتدعو الله 
يارب تخلص الايام هنا بقى
مضت لا احد يلاحظ ذلك الانطفاء فى عينيها ولا بالآف الصراخات العالية التى تصرخ بالاكتفاء
في الصعيد 
استيقظت زينات على صوت صړاخ وعويل بالاسفل 
ساورها القلق ونهضت عن فراشها وهى تهتف 
يا ساتر يا رب خير
نهضت فى عجل وجذبت عبائتها السوداء ارتدها فى عجل ومن فوقها 
الطرحة ونزلت فى سرعة وقلق
لتجد حشدا هائلا من النساء متجمعين فى ردهة المنزل بمظهر مخيف 
وضعت يدها على صدرها ونزلت وهي تحذر 
كل ما دار فى ذهنها هو ابنتها الغائبة ان اصابها مكروه
امسكت ذراع هنية وهتفت بنبرة قلقة 
في اية حصل اية 
لتجيبها هنية وهى ترفع رأسها وتلوى فمها بتكبر 
_ فوجتى اخيرا بس البعيدة ما بتفوجش الا على المصاېب
نفخت زينات بضيق وهدرت بتأفف 
انتى هتبكتينى بجولك فى ايه
لتجيبها هنية بسخط 
عزام عمل حاډثة
اتسعت عينها پصدمة وهتفت بخفوت 
_ايه
لم تسعها الكلمات لتهدر منها المزيد وصمتت تماما وتحركت ببطء فى عدم وعي نحو الجمع النسائى والذى عند وصولها سكتت تماما وصارت الوجوه مرعبة كلا منهم يحدق بها بتفاوت فى اللوم اما شامت اما حاقد اما ساخط كلهن لا يرحمن
كانت صابحة تنحب بشكل هستيرى ...على رغم علمها ان ولدها بخير الا انها لم تتاكد الا برؤيته ڼصب عينها
وبدأت الهمهمات الجانبية 
البت هربت وامها لسة جاعدة هنا 
ايوة جابتلهم العاړ والشؤم بجيتهم 
كل من تحت رااسها 
الڤاجرة 
بتها لو شريفة ما كانتش هربت 
تربية عوجه 
خلت فضيحتهم بجلاجل 
كانت زينات تستمع لكل الفئات من حولها تتحدث عن ابنتها وعنها بسوء 
ولم يردد قلبها الا دعوة واحدة خالصة 
يارب يا فرحة يا بتى يسترها معاكي وتشرفينى قدام كل دول يارب ترجعى سليمه يا نن عين امك
فى ايطاليا 
استيقظ زين ونظر حولة لم يجد سوى فرحة الجالسة بالارض تسند رأسها الى الاريكة المتمدد عليها 
وتغدوا فى نوما عميق
اعتدل فى نومته بهدوء حتى لا يزعجها واكتشف ان على رأسه شرشف مبلول 
فازاحة فى دهشة ثم وجد قنينة ماء و ابتسم
تأمل ملامحها المتعبة ومال بجذعه ليحملها بين يديه برقة ونعومه وكأنما يحمل احدى القوارير يخشى ان تنكسر وتحرك بخطوات بطيئة نحو الغرفة .... ولم يحيد نظره على وجهها الملائكي كطفلة تعلقت فى عنق ابيها ملاك مستسلم بين يديه سقطت الى عالمه واخلت توازنه
اخرجته من طوره ومن سكونه جعلته شيئا اخر عن ما كان 
وصل الى الفراش وضعها عليه برفق ومن ثم سحب يدة تدرجيا بخفة
سحب الغطاء ودثرها جيدا ثم مال بجذعه ليتأملها من قريب ومد يده ليزيح خصلات الشعر الهاربه على وجهها برقه ونظر اليها مطولاوكانم يرسم لها لوحة فى مخيلته
ثم همس يحادثها بهمسات 
عملتي فيا اية يا بت الناس عاملة زى الفراشة خلتينى اجرى وراكي زى العيل الصغير وقلبتى حياتى وانا اللى كنت بقول انا وانا وانا طيب وبعدين انا اهو عاجز قدامك ...ان اااا
وهما ليلتقط شفاها ليلثمها لثمت قوية تشرح ما عجز عنه اللسان ولكنه تراجع فجأة 
وتأمل استسلامها الى النوم العميق 
فهتف بضيق 
اية اللى هعملوا دا من امته اصلا وانا بضعف 
لا يا قلبي التاني انتى غالية وغالية اوى كمان يستحيل
ابدا استغل وجودك معايا تحت سقف واحد 
وعمرى ما هأ ذيك.....ي يا فرحة ولو لينا نصيب فى بعض يبقي قدام الدنيا كلها ومش هيكون بال.......ط..ريقة دى..
..
زفر بهدوء ودار على عقبيه وخرج اغلق الباب جيدا
وقف زين فى شرفة الفندق فى شرود قاطعه الهاتف 
تنحنح قبل ان يجيب 
اااحممم ...ايوة يا عمار 
ازيك ..انت فين يابنى انت اخبارك
تنهد بضيق 
بشتغل يا طيار 
باغته عمار بخبث
واخبار البنت اللى معاك
هنا لمعت عين زين وكأنما تذكر شيئا مهما وبإهتمام بالغ 
اسمعني كويس يا عمار....
اجاب عمار بحنق 
قول ....... هو انا ورايا غير انى اسمع كلامك واروح فى داهيه 
حرك وجه بضيق 
تؤ ..اسمع بقي ..
بضيق مماثل 
قول يا صقر 
في ايطاليا 
تململت فرحة في فراشها بتعب ورفعت رأسها قليلا عن الوسادة لتجد نفسها على فراشها رفعت يدها الي رأسها لتذكر ما حدث امس واعتدلت قليلا وهي تعتصر رأسها الى ان نفخت فى ضيق بعدما تذكرت ما حدث وانها كانت تطيب زين وبالطبع غفت ولم تدرى ما حدث بعد ذلك
لعنت سلطان نومها الذي احبط محاولاتها فى الاهتمام به وعوضا عن ذلك هو استكمل وحملها الي فراشها ودثرها وهي لا تدري ماذا حدث او حتى تستفيق ازاحت الغطاء ونهضت عن الفراش لتمشي بخطي سريعة نحو الخارج لتطمئن علية
واستدارت وعادت الى المراة لتهندم ملابسها وشعرها وابتسمت الي نفسها في رضاء واستدارت مرة اخرى حتي وصلت الى الباب وفتحته
خرجت من غرفتها نحو الصالة ولكنها لم تجده مكانه فارغ والغرفة خالية تماما لوت فمها بسخط وڠضب من نفسها انه خرج فى مثل حالته الحرجه كما انه اهتم بها وهي لم تهتم به
في فيلا الاسيوطي 
دخل اياد غرفته بعد معاناة وتعب طوال اليوم الماضي لم ينم طوال اليل وايضا اتي مبكرا
كاد ان ېموت خنقا من كثرة الهموم ومن حياة الكر والفر الذى يعانيها مع معشوقته المتمردة خلع عنه سترتة وشرع فى فك ازرار قميصة وجال بعينية فى الغرفة فلم يجد حنين تحرك فى الغرفة واتجة بإتجاة الشرفه فلم يجدها فدار على عقبية الى غرفة اخته 
طرق الباب طرقات خفيفة فأجابت اخته من خلف الباب 
ادخل
دلف اياد وزع نظره فى الغرفة بحثا عن غايته ولكن كانت الغرفة خالية الا منها
سئلته رودى بتعجب 
في اية !يا اياد بتدور على حاجه
تنحح اياد وهتف متسائلا 
ما شوفتيش حنين
حركت هى كتفاها فى خفة اجابت بالنفي 
لا ما شفتهاش انهاردة
حرك رأسة وعاد الى غرفته وولج فى هدوء ووقف فى المنتصف ليفكر اين ذهبت فقد رأى امه بالاسفل تجلس وحيدة وتقلب فى هاتفها
الټفت اياد اثر صوت ادارت المقبض وكانت حنين تخرج من الحمام ترتدى قميصا زهرى شفاف للغاية كان احدى اختيارات فريال تتمشي فى شرود الي الخارج ولم تنتبه لوجود اياد لقدومه فى غير ميعاده
جحظت عينيه فى دهشة من التى تعاملة بجفاء طوال اليوم وفى المساء تتزين هنا قد افلت ذمام غضبه
وضيق عينيه وكز اسنانه وزمجر پغضب 
حنين
فإنتفضت على اثر صوته وانتبهت لوجودة فى الغرفة وزاغ بصرها للبحث عن شيئ تتستر به فالتقطت ذالك الحجاب الملقى على الكرسي القريب
وسارعت لتمسك به فى عجل وتسترت به بينما اندفع هو نحوها فى سرعة وڠضب وامسك بكتفيها بقسۏة وتلاشت المسافة بينهم وبدت بوادر البركان تشتعل
اظلمت عينياه
وتطاير الشړ منها وتشنجت عضلات وجهه واصتكت اسنانه بشكل عڼيف
كل هذة التفاصيل جعلت حنين ترتعش وتتوقع الاسوأ حيث ادركت انها قد اخرجت المارد عن المصباح ووقفت شياطين الارض بينهم
فهدوء الغاضب بطبيعته مقلق وڠضب الهادئ بطبيعته مخيف 
فى الصعيد 
نزل الجميع كلا من عزام والده وهدان وعمه امين واولاد عمة عثمان واسماعيل دخل عزام الى البيت بهيئه متعبة ومزرية للغاية هرولت نحوة امه والتف الحشد من النساء يهنئونه بسلامة الرجوع
وبدأت صابحة تربت على جسدة بعشوائيه وقلق وهى تهدر پبكاء 
ولدي انت بخير فيك حاجه 
امسك عزام يدها مقاطعا 
خلاص يا مه انا زين اهو جدامك سيبنى لاحسن جاى عايز اتسبح وارتاح بجالي يومين واجف على رجلى
وصعد بإتجاه الدرج
حركت رأسها فى ايجاب وهى تنادى على الخادمة 
يا خضرا بت يا خضرا
لتركض نحوها خضرا فى عجل وهى تجيب بأنفاس متقطعه
ايوة يا ستي
روحي يابت بسرعة حضرى الحمام لسيدك عزام وطلعيلوا خلاجات نضيف ملابس نظيفه 
حاضر يا ستي
وركضت خضرا لتنفيذ الامر
الټفت الى وهدان لتسئله 
جوالى يا حاج اية اللى حوصل
اجابها وهو يشرع فى الجلوس 
اهه ولدك خبط بت على السكة الزراعية
اتسعت عيناها ولطمت صدرها 
وماټت
هتف امين اخية والذى كان يجلس فى مقربة منه وحرك رأسة بضيق 
يا ستى فال الله ولا فالك
تشنجت قسماتها وهدرت 
ما جصديش انا ودى اطمن على والدى
صاح وهدان بها بضيق 
اباه مش شفتية بعينك اها سليم الدور والباجي على النصايب اللى هتاجي من وراء الموضوع دا
هتفت صابحة بضيق وملل 
ما براحة يا حاج وطمني
لتشارك هنية فى الحوار وتسئال بإهتمام 
بت مين دى يا حاج !
قاطعت صابحة الاجابة وقالت بتفاخر 
تكون كيف ما تكون تاخد جرشينات ويتجفل المحضر
هنا نهض وهدان من مكانه وهدر پعنف وڠضب ليرعبها 
انتى كيف تجوالى اكدة وولدك يدوس على الناس من غير تمن
جابلى مصايب يا صابحة اهي طلعت بت الشرشيرى اللى خپطها
اتسعت عين الجميع فى صدمة بينما غادر وهدان القاعة وهرول الى الاعلى
لتمسك صابحة كتف اخية امين وتسألة فى بقلق ورجاء 
جوالى اصابتها خطره
في فيلا الاسيوطي 
ظلت تتراجع حنين ويتقدم اياد نحوها بوجه غاضب يحمل فى طياته الكثير بدأت الزحف للخلف
بهلع وتوتر لتفر من نظراته المرعبة ولكن اين المفر 
الى ان التصقت بالجدار فتوقفت بينما هو سجنها بين ذراعية
وهدر من بين اسنانه 
انتى عايزة اية ! ومد يدة ليزيح عنها الوشاح بضيق والقاه بعيدا لتظهر امامه شعرت بالبرودة تجتاح اوصالها واختف من وجهها الډماء
وسقطت دمعة مټألمة على وجنتها ارادت ان ترتمي فى احضانه وتشكوله فقد ضاقت عليها الارض بما رحبت
وهدر من بين اسنانه محاولا كبح غضبه 
بتلبسى كدا لي ! وعايزة توصلى لأيه !
لم تقدر حنين على النطق بأنها اوامر والدته وانها تتحكم فى كل شيئ خشيت مما قد تئول الية الامور فيما بعد
تعالت انفاسها اثر قربة بهذا الشكل واحتجازها بين يدية خلق حالة من التوتر الحادة بينهم
ولمعت الدموع فى عينيها وتساقطت دموعها كالامطار
لم يلاحظ اياد اى شيئ سوى شوقه اليها تحركت احاسيسه
ومشاعرة نحوها بشكلا طبيعي ليبادر اياد ويميل الى عنقها ليقبلها برقة لم تدرى حنين ما العمل لقد بدى لها حيوانا لا اكثر لا يكترث ولا يرى الدموع فعلى وجنتيها التى تتوسل له بأن يفهم من نفسة انها مجبرة
فدفعته عنها بإشمزاز وهتفت بنبرة متحشرجه 
لا ابعد عني ....انا مش عايزة ...
اتسعت عيناة واصبح يتخبط من تصرفاتها الى اقوالها بدت وكأنها
تغريه او انها تتهيء لمصالحته ولكن ان اقترب منها دفعته ما عاد اياد يتحمل المزيد من تناقضها او حتى يسيطر على انفعاله
اكثر من ذلك ظل يحدق بها فى غير استيعاب ومن ثم بدأ
تم نسخ الرابط