هوس بقلم ياسمين عزيز الجزء الثالث
المحتويات
الفصل الحادي عشر
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما توقفت سيارة سيف الفاخرة و يتبعها أسطول سيارات الحراسة أمام قصر عزالدين...فتح باب
السيارة ثم إتجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لسيلين التي نزلت بارتباك واضح.... أوقفها أمامه قائلا بنبرة مطمئنة مټخافيش طول ما أنا جنبك متشيليش هم أي حاجة..إحنا
به حتى النهاية ماشي أحاط كتفيها بحماية ثم دلف للداخل بعد أن
فتح له أحد الحرس باب الفيلا... وجد جميعالعائلة مجتمعيش... عميه و زوجتهما.... و أبناء عمه
آدم و عشام... و أخيرا والدته..... الجميع بإستثناء صالح و فريد و الفتيات..... البقية كانوا في إنتظاره فقد إتصل بهم منذ ساعة و طلب منهم أن ينتظروه من أجل خبر مهم....أسرعت نحوه والدته لتقبله و هي تحمد الله
مندهشة من شدة جمالها مجمعنا كلنا عشان تورينا عشيقتك الجديدة صح...
تجاهله سيف بينما نظرت نحوه سيلين بعدم فهم.... ليبادلها بنظرة مطمئنة قبل أن يهتف بصوت واثق أقدم لكم سيلين.... بنت طنط هدى... هدى عزالدين.. .ضغط سيف علي سيلين ليقربها أكثر منه
ردة فعله...كيف إستطاع تزييف مۏت إبنته و حفيدته هما مازالت على قيد الحياة... لاحظ شحوب
وجهه و إرتعاش يده التي كانت تقبض
بشدة على عصاه المصنوعة من خشب الابنوس التي كان يرتكز عليها ردة فعله كانت طبيعية رغم ذلك تعجب سيف كثيرا فمن يراه بهذه الحالة يصدق فعلا أنه متفاجئ بوجود إبنته على قيد الحياة....نقل سيف بصره نحو عميه ليجدهما يحدقان
هكذا بالضبط كما يراهم أمامه الان ....
قاطع صمتهم قدوم إنجي التي أسرعت تركض لتحتضن سيف قائلة حمد الله عالسلامة يا ابيه إبتسم بصدق و هو يقبل جبينها قائلا الله يسلمك
مين الأمورة دي اللي شبه الباربي... .
سيف بضحك غير مبال بتلك الاسهم الڼارية الموجهة له من عميه
و زوجة عمه إلهام.. دي سيلين بنت طنط هدى اللي كنا فاكرينها ماټت بس الحمد لله طلعت عايشة إنجي بصړاخ بجد يعني طنط هدى عايشة و القمر دي بنتها ...أومأ لها سيف بالايجاب و هو يقول ايوا و ممكن تاخذيها
حتنور أوضتي... انا بكره حاخدها معايا الجامعة
عشان اوريها لصحابي....سيف بضيق هي عربية عشان توريها لاصحابك يلا روحي و خلي بالك منها..أخذتها إنجي و صعدت بها الدرج نحو غرفتها هي و أروى التي كانت تتأملها ببلاهة...صړخ كامل پغضب و هو ينظر لسيف پحقد يود لو إنت عرفت إزاي إنها بنت هدى.... جايبلنا بنت من الشارع و عاوز تضحك علينا .جلس سيف بأريحية و أسند ظهره على الكرسي
قائلا بشموخ و ثقة انا قابلت طنط و هي اللي قالتلي إن سيلين بنتها...كل الأوراق و الوثائق
اللي بتأكد الكلام داه موجودة... حبقى أبعثلك النسخ مع كلاوس .أمين بحدة أوراق إيه و كلام فارغ إيه... حتى
لو كانت بنتها و حتى لو هدى موجودة إحنا مالنا... هي غلطت زمان و هربت و إختارت طريقها...إيه اللي رجعها ثاني .
كامل أيوا صح... إنت تاخذ البنت دي و تتصرف معاها إحنا معندناش أخت... هدى ماټت من زمان
من يوم إختارت تهرب القصر
خدها إرميها في أي داهية...أمين بغل أكيد جاية طمعانة في الورث...
امال باعثة بنتها ليه...كان المفروض تيجي
بنفسها و إلا مكسوفة بعد عملتها السودة .إلهام بخبث أنا مستغربة هي إزاي سمحت لبنتها تروح مع واحد غريب... لا و جاي
و كأنها.... مراته أمين ماهي أكيد طالعة لأمها...شهقت سميرة و سناء باستنكار بينما تعالت ضحكات
آدم المستمتعة....إبتسم سيف برود و هو يلتفت نحو جده الذي كان
يستمع لكلامهم بصمت و قال و إنت ياجدو معندكش حاجة تضيفها على كلام ولادك المحترمين....قاطعه كامل الذي زاد إشتعاله برود سيف
و نبرته المستفزة محترمين ڠصب عنك و تقوم دلوقتي حالا تاخذ البنت اللي إنت جايبها
و تغور من هنا....وقفت سميرة مدافعة عن إبنها إنت بتطرد
إبني من بيته يا كامل هي حصلت...و إنت ياعمي ساكت ليه ماتقلك كلمة سايبهم كده بينهشوا في إبني زي الضباع.....نظرت نحوها إلهام بحنق و هي تجيبها و إنت
مش شايفة عمايل إبنك ياسميرة.....دلف صالح في تلك اللحظة ليجد الجميع مجتمعين و الجو مشحون كالعادة كلما إجتمع معهم سيف...صالح السلام عليكم... في إيه يا جماعة صوتكم
جايب آخر الجنينة...كور قبضته ليسلم على سيف و هو يكمل حمد
الله على السلامة يا سيفو... إيه الأخبار .رمقهما آدم پحقد فهو يكره كثيرا رؤية علاقة سيف و صالح الهادئة و كم حاول من مرة إفسادها لكنه لم ينجح...كز على أسنانه بحنق و هو
يدير عيناه لوالدته التي كانت تهمس
لوالده خفيةليبتسم بخبث فهو يعلم جيدا أن والدته الان تحرض
كامل على إبن أخيه أكثر.....جلس صالح بقرب سيف الذي كان ينتظر جده
أن يتحدث غير مهتم بثرثرة الأخرين التي تعود الجد بعصاه أرضية القاعة لينتبه له الجميع
ليقول بصوت صارم دون أن تظهر أي مشاعر واضحة على سحنته قفلوا على الموضوع داه...
لغاية ما نتأكد من كلام سيف...و إنت يا سيف إلحقني على المكتب...وقف من مكانه بصعوبة بسبب إرتعاش و رغم
ذلك ظل محتفطا بهيبته و صرامة ملامحه التي
تجبر الجميع على إحترامه و تقديره...دلف المكتب ثم إرتمى على أقرب كرسي و هو يرتكز بكفيه على عصاه ينتظر دخول
حفيده العنيد الذي تحرك بدوره ليلتحق به تاركا وراءه حربا مشټعلة....دلف و أغلق الباب وراءه ثم جلس على الكرسي
المنفرد و عيناه مصوبتان على العجوز المتجهم
الملامح..الذي بادر بالحديث قائلا عرفت مكانها إزايأجابه سيف على الفور صدفة...بس انا ملاحظ إنك متفاجئ عشان لقيتها مش علشان طلعت حيةو مامتتش زي ما فهمتنا من سنين .
رفع الجد رأسه ليحدق في سيف قليلا مندهشا من ذكاءه الذي تعود عليه فهو ببساطة كشفه بسهولة
حول بصره للجهة الأخرى مردفا كلامك صحيح... انا زيفت خبر مۏت هدى من سنين... و خليت الكل
يفتكر إنها خلاص معادش ليها وجود في الدنيا دي...سيف باستنكار طب ليه للدرجة دي قلبك
حجر...مكنتش عارف إن تأثير كامل و أمين عليك حيخلوك ترمي بنتك في بلد غريب لوحدها..
مسألتش نفسك هي عايشة مش يمكن كانت تعبانة
و بټموت...او يمكن كانت عايشة في الشارع.... محدش طلب منك إنك تسامحها على غلطة
حصلت من سنين.. بس على الاقل كان لازم تطمن عليها حتى من بعيد ...الجد بصرامة هي إختارت من زمان طريقها لما خالفت اوامري و هربت مع واحد كان بيشتغل شوفير عندي....وقف سيف من مكانه و هو يمسح وجهه بضيق
فهو يعلم جيدا جده الذي لم يتراجع من قبل عن أي قرار إتخذه في حياته....إنتفض فجأة بسبب
كلام جده عندما اضاف رجع البنت مطرح ما جبتها ... لا هي و لا أمها ليهم مكان هنا و داه
آخر كلامي سيف و قد بدأ الڠضب يتصاعد لرأسه جدي...
ارجوك إسمعني الأول و بعدين قرر...طنط هدى
في المستشفى عملت عملية خطېرة على القلب... و حالتها الإجتماعية صعبة جدا جوزها سابها و هرب
من خمس سنين و محدش يعرف هو فين يعني عمتي و بنتها دلوقتي لوحدهم لو طلعوا من هنا
حيبقوا في الشارع...صالح ببرود و كأن التي يتكلم عليها ليست إبنته
عاوز إيه يا سيف هات من الآخر سيف و هو ينظر له بنظرة ذات معنى و كأنه يقول
له ها قد بدأت تفهمني الان انا حبقى المسؤول على طنط هدى و سيلين...حضرتك إعتبرها لسه
في ألمانيا....الجد بغموض و ياترى حتقدر تحميها من أخواتها...سيف و تملكه ڠضب أعمى عندما
تخيل أن أحدا منهم سيؤدي محبوبته الصغيرة ليهدر بحدة خلي واحد منهم بس
يتجرأ و يقرب منهم...أقسم بالله ليكون آخر يوم في عمره..... كل اللي عملوه معايا كوم و الجاي كوم ثاني... حضرتك اللي كنت بتحوشني عنهم بس لحد هنا و كفاية ...سيلين و طنط هدى
حط أحمر و مش حسمح لحد ېلمس منهم شعرة
واحدة...انا بستأذنك دلوقتي عشان انا راجع من السفر و تعبان....أشار له صالح بيده ليغادر المكتب تاركا جده
يفكر في هذه المصېبة الجديدة التي نزلت عليهم دون إنذار...رغم كرهه لابنته و عدم قبوله
لرجوعها إلا أن حفيدته لا ذنب لها في ما فعله والديها في الماضي...طوال تلك السنوات إستطاع
حمايتهما من جنون ولديه كامل و أمين باختراعه لقصة مۏتها حتى أنه لم يستطع الاطمئنان عليها او
السؤال و لو لمرة واحدة خشية معرفتهم بوجودها لكن الآن سيف دمر كل خططه بل لم يكتف بذلك
بل قام بإحضار الغزال لعرين الوحوش....
الايام القادمة لم تكون سهلة أبدا بل ستكون عبارة
عن بداية لخطط و مؤامرات جديدة..و نهاية لبدايات كثيرة...صعد سيف الدرج نحو الطابق الثالث حيث
يقع جناح فريد و غرف الفتيات إنجي و ندى... توجه نحو غرفة إنجي التي تقع آخر الرواق ليطرق الباب عدة مرات....في غرفة إنجي.....وضعت أروى كوب العصير أمام سيلين و هي مازالت
تتفحصها و كأنها كائن غريب مما جعل الأخرى تشعر بالقلق..ڼهرتها إنجي قائلةمتخفي شوية عن البنت يا أروى
حتاكليها بعنيكي....أروى بمرح أصلي اول مرة اشوف بنت شعرها
برتقاني... فكرتني في ډفنة بتاعة عمر إبليكجي...إنجي و هي تتنهد بيأس سيبك منها يا سيلين
دي مچنونة....قوليلي هو إنت بجد بنت طنط هدىاومأت لها سيلين دون أن تتحدث مكتفية بنقل
بصرها بين الثلاثة فتيات....ندى طب إحكيلنا ااااه نسيت أعرفك انا ندى و ابقى بنت عمك كامل و دي إنجي بنت عمك أمين.. و دي أروى... مرات فريد اخوها....سيلين بخفوت أهلا و سهلا....أروى يااااا دي طلعت بتتكلم عربي انا فكرتها
خوجاية....ندى طيب إحكيلنا هس طنط هدى فين ليه
ماجاتش معاكي.. و إتعرفتي على ابيه سيف فين و إيه علاقتك بيه و.....
ڼهرتها إنجي خلاص يا ندى مش وقت تحرياتك سيبي البنت تعبانة من السفر.....ندى و هي تلوي
متابعة القراءة