رواية للكاتبه زينب محروس

موقع أيام نيوز

الفصل_الأول 
أحفاد_المعز 
فى تمام الثانية بعد منتصف الليل توقفت سيارة مرسيدس سوداء أمام إحدى الملاهى الليلة ترجل من سيارته بطلته الخاطفة للأنفاس ظهرت على زاوية فمه بسمة ساخرة و هو يطالع المبنى أمامه و كان ذلك قبل أن يغلق باب سيارته و يتحرك بخطوات ثابتة تجاه الباب الرئيسى للملهى.
وقف فى مقدمة تلك الصالة شاسعة المساحة و هو يضع يديه الاثنتين فى جانب بنطاله فكان يبحث بعينيه عن أحد الأشخاص.

هحن لما ربنا يهديكى يا ميار أندهى ل حسام عشان نمشى.
 ثم أشار لميار 
يلا هتروحى معانا.
فى ذلك القصر الفخم ذى الأثاث الراقى و التابع لعائلة المعز و تحديدا قاعة الجلوس دفع باسل حسام على الأريكة بزهق و أردف بصوته الأجش
فوق لنفسك يا حسام انا مش فاضى كل يوم و التانى أجرى وراك و اجيبك من الأماكن الزفت دى.
حسام بسخرية
طب ما تسيبنى يا عم براحتى أنت مالك
زفر باسل بضيق و أكمل بنفس نبرة البرود
و الله براحتك بس أنا بنبهك لإن الميراث هيتوزع بكرة و كل واحد فينا هيرجع لمكانه و حياته و لو فضلت بإسلوبك ده كل الفلوس اللى انت مستحمل الفترة دى عشانها هتروح منك فى غمضة عين فبراحتك انا بس خاېف عليك.
نظر حسام إلى ميار و قال بسخرية
على أساس إنه شايلى فى القلب طيب فخاېف علي.
لم تعقب ميار على حديث حسام و إنما وجهت اهتمامها لباسل و قالت
أنت هتسافر الكويت تانى طب و أنا مش هنتجوز
لم يجبها باسل و إنما توجه إلى الخارج و هو يقول
اهتمى بحسام.
 و هو يقول 
ما تسيبك من باسل و ركزى معايا أنا موجود و أنتى عارفة إنى بحبك.
 و هى تقول
قوم اغسل كدا و بعدين نشوف الحوار اللى مش بينتهى ده.
فى صباح اليوم التالى.
اجتمع الثلاث أحفاد فى قاعة الجلوس و معهم ميار و محامى العائلة الذى يدعى رمزى و هو رجل خمسينى بشعر أبيض و بشړة بدأت تتجعد بعض الشيء أخرج من حقيبة عمله ظرف واضعا إياه على المنضدة أمامهم و قال
دى وصية جدكم السيد راشد أحمد المعز.
كانوا جميعا منصتين إليه باهتمام و ينظرون إليه فى صمت بانتظار توضيح أكثر فأكمل هو
و الوصية دى بتقول إن كل الأملاك مكتوبة بيع و شراء باسم شخص واحد بس.
نظر الثلاث أحفاد إلى بعضهم البعض باندهاش فلم يكن هذا ما وعدهم به جدهم لقد كان الاتفاق أن تتوزع الأملاك على ثلاثتهم بالتساوى أردف باسل فى هدوء يعنى ايه الأملاك مكتوبة باسم واحد بس طب و الاتنين التانيين
و أضاف حسام 
مين بقى اللى جدى بيحبه أوى فينا و كتبله كل الأملاك
نقل رمزى نظره بينهم قبل أن يجيب قائلا 
و لا واحد فيكم هى بنت.
ابتسم حسام و أردف ساخرا
معقول ب اسم ميار!
نظر رمزى إلى ساعته اليدوية و نهض قائلا
زمنها وصلت.
لم يفهموا ماذا يقصد و هو لم يترك مجال لسؤالهم و إنما اختفى عن الأنظار متجها إلى الخارج ثم عاد بعد قليل وحيدا فسأله فارس الحفيد الثالث و هو يتفقد الحيز خلفه بعينيه
هو فى حد المفروض يكون موجود
أجابه رمزى و هو يتنحى عن موضعه و يشير بيده صوب الباب فى علامة ترحيب 
طبعا مستنى مدام أروى خالد صفوان.
نظروا جميعا إلى الباب حيث تدخل أروى و التى هى فتاة عشرينية صاحبة بشړة بيضاء يعكسها فستانها الأسود و خمارها الماليزى باللون السكرى رفعت بنيتيها تتفقد الجالسين أمامها و محدقين بها باستغراب افتر ثغرها عن ابتسامة و قالت السلام عليكم و رحمة الله.
ردوا عليها السلام باقتضاب باستثناء فارس الذى أعجب بهيئتها و بادلها ابتسامة خفيفة.
سأل باسل بضيق
تطلع مين أروى دى كمان
كاد رمزى أن يجيب لكن منعته أروى عندما ابتسمت و أجابت بصوتها الرقيق
أنا أروى خالد صفوان أرملة راشد أحمد المعز........جدكم.
فرغ فاه حسام بدهشة فى حين وقف باسل و هو يضع يده فى جيب بنطاله و قال ساخرا
يعنى نقولك يا تيتا و لا يا ستو!
لم تفارق البسمة وجه أروى التى عقدت ذراعيها أمام صدرها
تم نسخ الرابط