رواية شهد للكاتبة منى فوزي

موقع أيام نيوز


متطمعيش
شهد انا معرفش.. عمري ما اشتغلت في كاوافير.. 
جوعادي يعلموكي.. و اطمني علي اليومية..سيبها عليا..
صمتت شهد تفكر ثم قالت وهي صاحبتك منين بقي
جو وانتي مالك هيفرق معاكي في ايه اللي ليكي عندي انها تشغلك 
شهد بغيظ ايه يعني سر اظن دي من المليون بت اياهم وهروح بأه تعد تقوللي اللي بيني و بينه و اصل علاقتي بيه و هتصدع امي.. اصل زوزو مش كفاية!.. موعودة انا بصحباتك!

كانت تتحدث باستياء عفوي.. وجو يتابعها بابتسامة علي وجهه..
جو بهدوء ومازالت الابتسامة الغامضة علي وجهه وهي زوزو بتقولك ايه
شهد و قد شعرت انها تحدثت اكثر مما يجب فارتبكت قائلة عادي مانت عارف.. الكلام اللي انت عارفه..انا وجو بنا قصة و رواية
جو وهي بتقولك انتي الكلام ده ليه
شهد بتلقائية وحدة بتغيطني!
جو وانت ايه اللي يغيظك
زاد ارتباك شهد و قالت انا عارفة.. دي مهبوشة.. فاكرة كل الناس بصالها فيك..
عقد جو حاجبية متصنعا الاستنكار بصالها فيا! ده علي اساس اني كيلو كباب
شهدوهي تشيح بيدها اهه بقي.. المهم البت بتاعة الكوافير دي..برضه هتكفر سيئات اهلي بقصى حبكوا و لا ايه
حو لا اطمني.. 
شهد خلاص هجرب
نهض جو ولوح بهاتفه قائلا طب انا هخرج بر اكلمها..
رفعت شهد احد حاجبيها واقتربت منه و اضعة يدها في وسطها و قالت مستنكرة يا سلام.. و متكلمهاش من هنا ليه
توجه الي الباب و ازاحها من طريقه قائلا انت هتحاسبيني و لا ايه يا بت!..اوعي كده
خرج بالفعل تاركا شهد في حالة احتراق ذاتي..
كان يريد ان يحدث حنان علي انفراد..
حنان.. اسم علي مسمي .. صديقة الطفوله و رفيقة العڈاب.. تكبره باعوام عده.... كانت مصدر الامومة و الحنان في حياته .. اعتنت به كثيرا.. كانا معا لدي المعلم القديم.. كم من مرة اهتمت بجروجه.. كم من مرة اطعمته من ما سړقت.. كان ينام قربها قبل ان يشب عوده و ينتقل لحجرة الصبيان.. كم من مرة دافع هو عنها .. كم من مرة سحق عدوي لانه حاول التعدي عليها.. يذكر انه انقذها مرة من براثن اوغاد الشارع زملائها.. كان قويا في سن صغيرة.. ويذكر جيدا ليلة هروبها .. اخبرته انها رأت مكانا افضل للعيش .. وانها ستعود لأخذه فور ان تستطيع.. بكت معه كثيرا و احتضنته.. يذكر قبلتها الحانية علي جبينه.. و يذكر ايضا انها لم تعد ابدا..
وبعد ما حدث للمعلم و انفراط عقد جميع من يملك.. تقابلا.. كانت تعمل في صالون تجميل.. ساعدته في البداية في التعرف علي بعض الاشخاص للعمل.. ثم كل منهما اكمل منفردا في مشوار حياته .. و بقيت علاقتهم الطيبة المتقطعة نظرا لظروف الحياة .. و لكن ما لم تنقطع ابدا الجمايل المتبادلة التي تأتي و تذهب بينهم علي مدار ما فات من اعوام..
لم يرغب ان يحدثها امام شهد لسبين..اولهما انها لن تتفهم طبيعة العلاقة.. ستظن انها حبيبته.. هي بالفعل حبيبته و لكن هل يلام احدا علي حب امه.. و السبب الاخر هو انه اراد ان يوضح لحنان مدي اهتمامه بشهد لكي تهتم بها بدورها.. و هو الامر الذي لم يعرف لم لم يرغب في ان تسمعه شهد ..
وهناك سبب اخر.. سبب ربما لم يدركه هو نفسه..كان يود ان يبوح... يبوح بمكنون نفسه..يزيح عن ص دره ما يختلج داخله من اضطراب و عدم فهم.. يتحدث عنها لشخص ما.. شخص لن يحكم عليه.. لن يقول عنه ضعيفا مرتبكا.. شخص يثق به و يعرف انه يهتم به بدوره.. كان يريد ان يتحدث عن شهد.. بدون ان تسمع شهد!
وقفت شهد قرب النافذة مختبئة و قد القت اذنيها خارجا علها تسمع حديث جو مع تلك من اراد ان ينفرد بها..
جو بنبرة هادئة ودودة للغايةازيك.. فينك انتي... مش قد مانتي واحشاني... بصي لو اعدنا نبرر لبعض بظروف الشغل مش هنخلص..سيبك من الكلام ده..عاملة ايه... انا كويسمش كويس اوي تقريبا مش كويس خالص.. محتاجلك اوي يا حنان.. لازم اشوفك.. بس الاول عندي طلب يهمني اوي.... تسلمي يا حبيبتي طول عمرك جدعة.. عايزك تشغلي معاكي واحدة تهمني.. عايز اضمن انها تحت عينك انتي.. ملاقتش مكان غير عندك اطمن عليها فيه... اه
 

تم نسخ الرابط